p.t50

1 1 0
                                    

Falling angle..
..

يَخطو مَن حَمل الكُرهَ في نَفسِه كَما عَهِد ذاتَه،حامِلًا كوبًا مِن القَهوةِ المُرة،جُثَةٌ لا روحَ فيها،لا يأويها إلا حَنانُ أولئك الرِفاق،مَن رافَقوه في الأفراح و الأحزان..

إنتُشِلت السَعادةُ مِن مَحياه،و الحُزن كَذلِك،فَلم يَبقى إلا وَجهٌ باهِتٌ يَجهَل مَعنى الحَياة..

بِطَريقةٍ ما،تِلكَ الرِياحُ تَهُب حامِلةً مَعها الحُزن مُتلاعِبةً بِأوتار هوسوك،رَفع ناظِريهِ إلى السَماءِ اللتي حَمَلت ألوانَ الغُروب الساحِرة،إمتَزَجت حامِلةً تِلك القُطنِياتِ الجَميلةِ المُحَلِقةِ في السَماء..الغِيوم الساحِرة

بَحلَق ناظِريهِ حَيثُ يَجلِس ذو الشَعرِ الأشقَر الفاتِح،و بَشَرتِه اللتي مالَت إلى الحُنطةِ الفاتِحة،ذو العَينانِ القَهوتيان..

حَمل الأسى في مَلامِحه و الصَدمةُ لا تُفارِق مَحياه،وَقف هوسوك بِجانِبه مُتسائِلًا
-ماتسودا،هل أنتَ بِخَير..؟
كانَ شارِدًا فَلم يُجِب..عَلَت نَبرَتُه و هُو يَضرِبُه بِخِفة
-هوي،هل تَستَمِع؟ماتسودا!..ماتسودا!!

رَفع رَأسه فازِعًا كَمن إستَيقَض مِن كابوس،أطلَق هوسوك تَنهُدًا مِن ثَغرِه مُنزَعِجًا
-ما خَطبُك..؟لَستَ ماتسودا المُبتَهِج مُنذ يوم مَوتي..أ يُفترَض أن أقول موتي و أنا على قيدِ الحياة..؟لا لا،هذا غريب،لا تَقلَق يا رَجل لا أزالُ حَيًا
أردَف بِنَبرةٍ هالِكة مُغَطِيًا وَجهَهُ بِكِلتا يَديه
-كَوابيس لا غَير..
-كَوابيس،أم ذِكريات..؟يَبدو أن هُناكَ قِصةٌ مأساوِية خَلف هَذا الضِماد..
-أنتَ مُحِق..
-أنا دائِمًا مُحِق..
-ما هَذا الغُرور المُفاجِأ؟..
جَلس بِحانِبه واضِعًا كوبًا مِن القَهوةِ الخام،إبتَسم بِخِفةٍ و هو يَقول
-إنها لَذيذة..جَرِبها،لَقد أعدتها ميدوري لي،إنها زَوجةٌ مِثالِية!
قَهقَه بِخِفةٍ مُتناوِلًا الكوب مِن يَدا هوسوك
-أعلَم،إتمنى أن أحضُر زِفافَكُما يَوًا ما..
أردَف هوسوك مازِحًا مَعه
-عليكَ إحضارُ مَبلغٍ جَيدٍ مِن المال يومَها،سأستَقبِلُك حينَها بِرَحابةِ صَدر
ضِحِك بِخِفةٍ ضارِبًا راسه
-كَم أنتَ جَشِع..أ تَعلَم..الجَميعُ يَقولون بِأنك تَغيَرت..لِكِني أرى هوسوك القَديم ذاتَه،كُل ما حَدث هو أنكَ أخطَر لَعنة..لا يَهُم ما دُمتَ تَحمِل النَوايا ذاتَها..
-حَقًا..أ تَضُن ذَلِك؟
-لا أعلَم..
نَهض حيثُ تَمتَم
-لَقد وَعدت..
تَسائل ماتسودا بِتَعجُب
-وَعدت؟
رفَع نَبرَته و هو يُقَهقِه
-وَعدتُ ميدوري،بِأنني سأنامُ عِندها الليلة..
فَتح ماتسودا فَمه مَصدومًا..صَرخ بِذُهول
-أنتَ و ميدوري!!!
صَرخ بِتَوتُر
-لا تُسِئ الفَهم!!
-كيفَ تُريدُني أن لا أُسيء الفَهم!؟
-إخرَس..أنت تعرِف ميدوري..
إلتَفت رامٍ بِخُطُواتٍ مُتسارِعة على العُشب الجاف،صَرخ ماتسودا
-لَحظة!!أريدُ أن أسأل..كَم عُمرُك الحَقيقي..؟أعني قَبل أن تُصبِح خالِدًا..لابُد أن أكيمارو أخبَرك..او رأيت هَذا في ذِكرياتِه،
أردَف مُستَهزِءً
-أربعٌ و عِشرون،لا تَزالُ الأكبَر أيُهالعَجوز..عليكَ أن تَتزَوج،أنتَ في الثَلاثين..
-أعلَم..لِنَنتَظِر مِن أكينا أن تُبادِلني حُبها..
-و اللعنة كُنتُ أعرِفُ أنكَ مُعجَبٌ بِها!
حَمل حَصاةً و رَماها عَلى هوسوك إذ هَرب مُسرِعًا..

وَقف هوسوك طارِقًا بابَ غُرفةِ ميدوري،فَتحَت البابَ إذ كانَت بِمَلابِس نومٍ أكثَر مِن عادِية،أخذَتها مِن عالَمِها..
صُدِم هوسوك إذ بِه تَوقَع شَيئًا آخر..إبتَسمَت ميدوري و هِي تَقفِز بِحَماسٍ كالأطفال
-سَنستَمتِع!و نَحكي القِصَص..و كُل شَيء..
اومأ بِالإيجاب مُبتَسِمًا بِخِفة..بينَما سَرقَت تِلك الفَتاةُ قَلبه اللذي يَكادُ يَقفِز مِن مَكانِه..
جَلس كِلَيهِما على الفِراش،إذ بِميدوري تسأل هوسوك
-إسرِد لي قِصةً مِن ماضيك!
-حَسنًا..في إحدى الأيام..كُنا أنا و كودو نَجلِس بِهُدوء،سَمِعنا صَرخةَ شينا مِن الأُفق،حيثُ ضَننا أن الأعداء أمسَكوه!نَهضنا هارِعينَ لِنَجدَتِه..إذ بِه كانَ فوقَ شَجرةٍ حيثُ بانَ أنهُ كلنَ يَهرُب مِن شِبلٍ صَغير..
إنفَجرَت ميدوري ضاحِكةً حيثُ إبتَسم الآخر
-لَم أعلَم أن لِشينا جانِبًا كَهذا..
-كانَ جَبانًا..لِكِنهُ أخذ مِن جُنوني عِندما كَبِر
-أُحِب هَذا الجُنون..
إحمًرت وَجنتاهُ مُلتَفِتًا،و هو يَقول بِنَبرةٍ خَجِلة
-إحكي لي قِصةً أنتِ أيضًا..
-حَسنًا!في أحد الأيام المُمِلة،ذَهبتُ إلى مَدينةِ المَلاهي بِمُفرَدي!!
تَسائل بِتَعجُب
-ما هَي مَذينةُ المَلاهي!؟
-إنها مَكانٌ كَبيرٌ و جَميلٌ يَحوي ألعابً كَبيرةً و جَميلة!سِكةً تَركَب فيها،و سَفينَةٌ تأخُذك عالِيًا!وأُرجوحة!و العَجلة الدَوارة!
أردَف مَذهولًا
-اريدُ الذَهاب إلى هُناكَ مَعكِ يَومًا ما!
أطفَت إبتِسامةً هادِئةً و قَد إتَخذت وَجنَتاها إحمِرار الجوري..
إرتَمت ميدوري بِجَسدِها على الفِراشِ،أغَمضت مِحجَراها و هِي تَهمِس
-تُصبِح على خَير..
غَط في النوم غارِقًا في أحلامِه،تَقلبب خيثُ إرتَمى بِجَسدِه الثَقيل فوقَها،غَضبٌ طَفيفٌ إعتَلى مَلامِحها..أردَفت هامِسةً بِغَضب
-و اللعنة لا أستَطيع التَنفُس..أنتَ ثَقيل..
كانَ يَشخُر بِشِدةٍ يَمنَع ميدوري مِن النوم..
-و اللعنة أنتَ أثقَل مِن مَجموعِ صُخورٍ مُكدَسة فوقَ بَعضِها..ضَننتُ أنكَ رومَنسيٌ أثناء نومِك..لَكِن هَذا..أصابَني بِخَيبةِ أمل..
حاوَلت النُهوض إذ بِه يُمسِك بِها بِشِدة..تَنهَدت بِغَضبٍ طَفيفٍ تُحاوِل إبعادَه
-لا تَترُكيني..
فَارَقت تِلك الكَلِماتُ ثَغر هوسوك إذ بِميدوري تَفزَع ضَنًا مِنها أنهُ مُستَيقِض..و لَقد أصابَت إذ بِه إستَيقَض!
نَهض داعِكًا مِحجَريه مُتذَمِرًا
-لا أستَطيع النوم..أشعُر بِالتَوَتُر..
أخذ نَبض ميدوري يَتسارَع و هِي تَنطُق في نَفسِها
"كانَ مُستَيقِضًا!!؟؟"
نَهض مُتجِهًا إلى المَطبَخ إذ تَبِعته مُرغَمة..
جًلسَت إذ وَضع كأسَ حَليبٍ أمامَها،بينَما وَضع جَعةً على الجانِب الآخر مِن الطاوِلة،نَبرةٌ مُنزَعِحة فارقت ميدوري
-ما هَذا بِحَق الجَحيم!؟هَل أنا طِفلة!؟أنا في العِشرينات الآن..
-في عالَمِك لا تَزالين تَحت السِن القانوني..
-لِكِن هُنا أنا كَبيرة!أعطِني أُجرِب!
-مُستَحيل!أنا لا أثمَل بِسُهولة!أنا أنتِ لا أعلَم إن كُنتِ سَتثمَلين أم لا..أيضًا إحتَرِمي رأيِ حَبيبِك قَليلًا..و زوجُكِ المُس..تَقبلي!أجل لَستُ خَجِلًا!أنا هو زَوجُكِ المُستَقبَلي!
إحمَرّ وَجهُ ميدوري مُشيحةً بِناظِريها
-أتمنى ذَلِك أيضًا..
إبتَسم هوسوك مُبتَدِئًا بِشُرب الجَعة..
(بَعد ساعة)
نَبرةٌ قَلِقة فارَقت ميدوري
-أ لا يَجِب أن تَتوَقف..؟أضُنك..شَرِبت أكثَر مِن المَطلوب..
أجابَ بِإنزِعاج
-أ تَعلَمين..؟أنا لا أثمَل بِسُهولة..
-أضُن أنك__
-أنا..لا أثمَل بِسُهولة..
-أنتَ تُكَرِر جُملَتك هَذِه لِلمَرة الثانِية
-أنا..لا أثمَل بِسُهولة..
-أضُنك تُأكِد لي بِأنكَ ثَمَلتَ بِالفِعل..
-أنا..لا أثمَل بِسُهولة..
نَهَضت مُتذَمِرة
-سأطلُب مِن ماتسودا او جيمين مُساعَدتي في حَملِك..
صَرخ مُمسِكًا بِيَدِها
-لا تُغادِري..أريدُ تأمُل جَمالِكِ هَذا أكثَر..
إحمَر وَجهُها مُبَهثِرةً شَعرَه
-أنتَ لَطيفٌ حينَما تَثمَل..
ضَحِك عَير واعِيًا و هُو يَتحَدث و قد بانَ أنهُ ثَمِلٌ بِمَعنى الكلِمة
-أعلِم..بِرأيكِ أ لَستُ وَسيمًا؟
-رُبما..
-مِن أينَ جِئتِ بِتلك المَلامِح الساحِرة يا رَباه!!أنتِ تَسرِقينَ قَلبي حينَما تَنظُرين إلي فَقط!
نَبرةٌ قَلِقة مِن ميدوري
-أضُن..أنني سأنادي ماتسودا..
-لَحظة!!هَل أنتِ مُجرِمة!؟
-لِماذا!؟
-لِأنكِ تَقتُليني بِنَظرةٍ واحِدة فَقط..
-و اللعنة إن غَزلك هَذا يُوضِح أنكَ لَست في وَعيِك حَتى..
مَشت عِدةَ خُطواتٍ حيثُ آوى جَسدها الصَغير في أحضانِه الدافِئة هامِسًا في أُذُنيها
-أرجوكِ..لا تَتخَلي عَني مَهما فَعلت..أنا رَجُلٌ سَيء..لَكِن..هَل سَتبقَين تُحِبينَني..؟
أطفَت إبتِسامةً نَقِية هامِسة
-بِالطَبع أيُهالأحمَق..
-ساحِرةٌ حَتى حينَما تَهمِسين..اضُن أنني سأقفِز مِن عَى جَبلٍ لِأجلِكِ..(ضَحِكاتٌ بلهاء)
عَقد ميدوري حاجِبيها صارِخة
-ماتسودا!!أو جيمين!!تَعالا!أي أحد..
جاء جيمين حيثُ تَعجب مِن مَنظَر هوسوك اللذي باتَ يَضحَك بِلى أي سَبب
-و اللعنة ضَعه في فِراشِه..لَقد ثَمل..
حاوَل حيمين كَتم ضَحِكاتِه سانِدًا جَسد هوسوك الثَقيل و الضَخم
....................................
أ لَستَ كَملاكٍ حينَما تَتحَدث هَكذا؟
             ...................................
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية♡
تتوقعون أكينا تبادل مشاعِر ماتسودا؟🥺

Dusk light|نُورُ الغَسَقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن