p.t44

8 3 6
                                    

أنتِ هِيَ السَبب!
..

إتَبع الجَميع آثار الدِماء،خَوفًا عَلى هوسوك،تَوقف الجَميع مَذعورين...

كَان مَن إستَهواه الأسى يُمسِك خِنجَرًا قَديمًا قَد قَضى عَليه الزَمن،يَطعَن صَدرَه مِرارًا و تَكرارًا..إلتَفت نَحوَهُم حَيث إصفَرت وُجوهُهم..إبتَسم ناطِقًا بِنَبرةٍ راجِفة قَد خالَطت الحُزن في طَياتِها و الأسى
-لِماذا..لا أموت؟
هَرعَت ميدوري نَحوَه راكِضة،أخَذت السِكين مِن بَين يَديه،أمسَك ماتسودا بِهوسوك و هُو يَصرُخ فازِعًا
-جيمين!!أحضِر أي شَيءٍ نُوقِف بِه نَزيف الدِماء!!حالًا!!
صَرخَت ميدوري
-كَيف لَك أن تَفعَل هَذا بِنَفسِك!!؟
صَرخَت نامي مَذعورة
-عَلينا إيقاف النَزيف!ماذا تَفعَلون!!؟
خَلعَت ميدوري اليوكاتا خاصَتها صارِخةً بَهلَع
-إستَعمِلوا هَذا كَضِماذ!
قاطَعَهم هوسوك بِصَوتِه المُتعَب و هُو يَقول
-يَكفي...لَقد تَعِبت..أريد أن أموت لا غَير..
تَجمَد ماتسودا مَكانَه و هُو يُتمتِم
-هَذا لَيس عَادِلًا..
إبتَسمَت أكينا صارِخة
-لَقد تَوقغ النَزيف!بَل سُد الجُرح بِأكمَلِه!
إلتَفتت ميدوري مُعانِقةً هوسوك بِشِدة،كانَت تَجهَش بِالبُكاء
-كَك مَرةً..أخبَرتُك أن الإنتِحار لَيس بِصَواب!هَذا لَم يُنقِذك مِن بأسِك..
صَرخ جيمين و هو يَثور غَضبًا
-إنك لَسَت بِكَفوءٍ لَتَتحَملَ ألمًا حَتى!
أجابَه هوسوك بِصَوتٍ راجِف و بَسمةٍ خَفيفة
-كُل ما في الأمر..أنني أردتُ ان أُخفِف مِن الحِمل الذي تَحمِلونه عَلى عاتِقكُم..
تَوسع بُؤبؤ جيمين صارِخًا
-هَذا لَيس حَلًا!!
-لِماذا..لا يُمكِنُني المَوت..؟
أمسَك جيمين بِياقَةِ هوسوك،و قَد بانَ أنهُ يَستَشيط غَضبًا و هو يَصرُخ
-هوسوك!!إستَيقِض!!إستَيقِض مِن هَذا الحُلم..
أردَفت أكينا و في عَينَيها الدُموع
-هوسوك!!أنتَ مُحطمٌ إلى أشلاء..لِدَرجةِ أن مَدمَعيك قِد جَفّا!
نامي-تًوقف عَن خِداع نَفسِك!..جَميعُنا..نَتألم حينَما نَراك بِهَذا الحال..
أبعَد ماتسودا جيمين و قِد إرتَقت مَلامِح ماتسودا إلى السَواد و لألم و هو يَقول
-فُقدان شَخص..لا..بَل الكَثير مِن الأشخاص بِالنِسبةِ لَك..كانَ مُؤلِمًا..كانَ شَيئًا فوق طاقَتِك..لا تَزالُ صَغيرًا لِيَحدُث هَذا لَك..أعلَم أن عُمرَك الأن أكبر مِن أجدادي،لَكِن،أنت في النِهاية،بِشَكل و صَوت و مَشاعِر فَتًى شاب،مِثلِنا..أنت لَست وَحيدًا..
صَرخَت ميدوري مُمسِكةً بِكَف هوسوك
-تَوقف عَن إيذاء نَفسِك في سَبيل بَسمةِ غَيرِك!!أنتَ تَشتاق لِأخيك الصَغير..أ لَيس كَذلِك..؟إبتَسِم..هوسوك..

تَرددت صورةُ شينا في ذَلِك اليَوم.."هوسوك..إبتَسِم.."
جَثى هوسوك عَلى رُكبَتيه،و قَد فارَقت الدُموع الساخِنة مِحجَريه،جَهش بِالبُكاء مُنهارً بِشِدة..صَرخ و قِد دَوى صُراخُه في الأرجاء..إحتَضنتهُ ميدوري و هِي تَبكِي بِخِفة،إبتَدأ ماتسودا مُعانِقًا كليهِما،فَتشَجع ابجَميع مُنضَمين إليهِم..
أردَف هوسوك بِصَوتِه الباكي
-أشعُر..بِالألم في صَدري..
أكينا-لا بأس أحيانًا بِالبُكاء،و إخراج ما في داخِلك..
أحيانًا..حَبس الآلام في فُؤادِك و رَسمُ البَسمةِ عَلى شَفتيكَ صَعبٌ أكثَر مِن البُكاء..
نامي-لِذا نَحنُ هُنا!!لِنَسمع ما في داخِلك و نُشعِرُك بِالراحة..
أردَف هوسوك بِصًوتٍ راجِف
-كُنتُ و لا أزال..أريدُ المَوت..أن تَحيا إلا الأبد..و تَشهَد كُل مَن تُحِب يُغادِر و تَبقى وَحيدًا..أمرٌ مُرعِب..أنا جَبان..جَبانٌ جِدًا..أهاب فُراق مَن أُحِب..

تَردد في ذِهن ميدوري في تِلك المَرة..حينَما إرتَمت في أحضانِه و كانَ بَدنُه يَقشَعِر..
"أ كُنتَ خائِفًا..مِن فُراقي..؟"

جيمين-لا أستَطيع أن أضمُن لَك أننا سَنحيا جَميعًا،لَكِني..أريد أن أضمُن إبتِسامَتك..أريدُ رُؤية السَعادةَ في مَحياك..سُحقًا أ أصبَحتُ لَطيفًا الأن؟
إبتَعد الجَميع عَن هوسوك يَعد ما هَدء،أمسَكت ميدوري بِكَف هوسوك البارِدة كالثَلج،تأبى إفلاتَها،رَسمت شَفتيها إبتِسامةً رَقيقة جَعلت قَلب هوسوك يَخفِق بِالحَياة و هِي تَنطُق بِنَبرةٍ قَد أهلَكها البُكاء
-أنا..لَم أترُكَك..جَميعُنا..لَم نَترُكَك..نَحنُ نُحِبُك يا هوسوك..أريد..لا..بَل نُريد،أن نُنقِذك مِن هَذا الجَحيم!بِإبتِسامة!
هَمساتٌ في عَقل هوسوك..مِن مَلِك اللعنات و الشَياطين المُرعِب
"أ لا يُفتَرض أن يَموتون..؟حامِلةُ الألفابيل..غَيرَتك جَذرِيًا..بِتَ حَساسا حَقًا..أو بِالأصح،أن هَذا الجانِب ظَهر بِإختِلاطِك بِهُم..أُقتُلهُم!أُقتُلهُم!أحمَق!"

أغلَق هوسوك أُذنيه و هُو يَصرُخ
-لا..لا!لا!لا!لَم أستَمِع إليك!
أبعَدت ميدوري يَدا هوسوك بِلُطفٍ و هِي تَتسائل
-هَل أنت بِخَيرٍ الآن..؟إنهُ الغُروب..لِنَعُد..
-نَرجِع..مَعًا..؟
تَوسَع بُؤبؤ هوسوك و قَد نَطق تِلك الكَلِمَتين،وَضع ماتسودا كَفه عَلى كَتِف هوسوك مُومِئًا بِالإيجاب،تَسائل مَصدومًا و قِد جَحِض مِحجَريه
-أ تَقصِد..أنكُم..تُريدُونَني..؟
أردَف جيمين بِنَبرةٍ مُنزَعِجة ضارِبًا هوسوك بِخِفة
-هل كُنت واعِيًا حينَما تَحدثنا مَعك!؟أحمَق!
مدَت ميدوري كَفها تَبِث فيها الأمل في فُؤاد هوسوك المَكسور،تُداوي جِراحَه بِبَسمةٍ لا غَير،أمسَك بِكَفِها و هُو يَتأمل حَدقَتيها
-لِنفعَل ما قَاله شينا..لِنَكُن سُعداء!
نَبرةٌ خالَطت الراحةَ و الهُدوء في مَحياه و هو يَقول
-كُل هَذا..بِسَببِكِ..
جَحِضت حَدقتا ميدوري مُتسائِلة
-ماذا..تَقصِد..؟
-لَقد قُلتُها سابِقًا..لَكِنكِ لِكنكِ تَفهَمي..تِلك القُوة،تِلك الإبتِسامة،تِلك الإرادة..كُل ما أمتَلِكُه..بِسَببكِ أنتِ،تَمسُكي بِهَذِه الحَياة..بِسَببِكِ..كانَ شينا سَببًا في ذَلِك أيضًا لَكِن الأن..لَم يَبقى لي أحد..سِوى أنتِ..ميدوري،لو إتَخذ الحَنانُ بِهَيئةِ بَشرٍ لَكانَ أنتِ..لا أعلَم..كَيف تَستَطيعين أن تَكوني بِتلك الرِقةِ هَكذا..كَما لَو كُنتِ..طاهِرة..هَءا صَعبٌ بِالنِسبةِ إلي..أستَطيع أن أشهَد دِماء مَن أحبَيتُهم قي كَفاي..لِذا..أرجوكِ..إستَمري في هَذا..

قَرصت ميدوري وَجنتا هوسوك و هِي تَنطُق بِنَبرتٍ أوشَكت عَلى البُكاء
-أحمَق..كُنت سأستَمِر حَتى لَو مَنعتَني..
حاوَل هوسوك النُهوض فَسقط عَلى رُكبَتيه عاجِزًا،عاتَبتهُ ميدوري
-و اللعنة مَتى آخِر مَرةٍ تَناوَلت فيها وَحبة؟او نِمت فيها!؟
أجاب بِبَسمةٍ مُتوَتِرة
-يَبدو أنني أضعَف مِن ما تِخيَلت..
سَند كُلٌ مِن ماتسودا و جيمين هوسوك،عائِدين جَميعًا إلى الدِيار..
إبتَسمت أكينا رافِعةً ذِراعَيها في الهَواء
-أهلًا بِعَودَتِك..هوسوك
-لَقد..عُدت..
...................................
لا تَتأسف عَلى نَجمةٍ ضاعَت مِنك،فالسَماء مَليئةٌ بِالنُجوم،و مَن يَدري..لَعل القَمر يَكون نَصيبَك!
               ................................
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية~♡

Dusk light|نُورُ الغَسَقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن