p.t15

8 3 1
                                    

ضائِع..
..
أ تَضُن أن الضَياع هُو ضَياعُ جَسَدِك؟أ نَسيتَ أنَك تَملِكُ رُوحًا تَمشي في طَريقٍ عَصيب..إنتَبِه..قَد تَضيع!
..
تَفتَحُ تِلك الجَميلة عَينَيهَا الزُمُرُدِيتين،تُفارِق تِلك القُماشة التي كانَت قاسِيةً كَالحَجر،تَرفَعُ جَسَدها اللذي إزداد نَحالةً في تِلك الفَترة،فَلا قوت يأوي بُطون الجَميع،أطلَقَت تَثاؤبًا داعِكةً مِحجَريها بِعُنف،كَمن فارَق النَوم لِأشهُر،جالَت بِناظِريها مُحاوِلةً إستيعاب ما حَدث أمس،كَلامُ أكينا..لَم يَكُن مُحَفِزًا..
"ميدوري!عَليكِ أن تَفهَمي،إن الألفابيل تُوازِن ما بينَ عالَمينا،عودَتُكِ لِعالَمِكِ بِرِفقَتِها و إكمال حَياتِكِ..صَعب!إن لَم نَتَخَلص مِن الألفابيل،لَم تَعودي لِعالَمِكِ!سَتتقَيدين!أيضًا،إنَها تَأكُل صاحِبُها و تُمَزِق أحشائه شيئًا فَشيًا،بِبُطئ،إن لَم نَنجَح بِالتَخَلُص مِنها..فيُؤسِفُني بِأنكِ سَتَموتين..أيضًا،أنا لا أثِق بِحامِل ألفابيل غَيرِكِ!و أنا لَستُ جَديرةً بِها،أسِفةٌ لِأنني اضعُكِ في دائِرةٍ مُغلَقة،لَكِن،لِنَكُن يَدًا واحِدة!"
فَكَرت ميدوري بِكلامِ أكينا لَيلةَ أمس،ألذي أشعَرَها بِالإحباط بَعض الشيء،فَهي تُريدُ عالَمَها،و عائِلَتها،و أصدِقائها،مِن الصَعب..أن تُوَدِع مَن تُحِب بِإبتِسامة..
فَكرَت ميدوري مَلِيًا،فَلا خِيا أمامَها سِوى إتِباعِ التَيار،الطَريقُ لِلنَجاح شاق،إنهُ شائِك،لِذا حاوِل تَحَمُل الألم،فَما بَعد الألم أمل!
رَفَعت ميدوري رأسَها مُستَنشِقةً ذَلِك الهَواء النَقي،رافِعَةً صَدرَها بِثِقة
نَهَضت رامِيةً بِخُطُواتٍ نَشيطة،رُغم أن الظُروف لا تَبعَثُ عَلى التَفاؤل
وَقَفت أمام هوسوك و أكينا،صارِخةً بِحَماس
-صَباحُ الخَير!
أجابَت أكينا
-ميدوري!صَباحُ النور
-جِئتِ في وَقتِكِ..
أردَفَها ذو الشَعرِ الفاحِم مُوَجِهًا قَبضَتَهُ نَحو جِذع الشَجرةِ المَتين،إلتَفت نَحو أكينا مُشيرًا لَها بِالحَديث
-إسمَعي،ما رأيُكِ بِالقِتال؟
تَوَسَعت عَينا ميدوري و هي تَصرُخ
-قِتال!؟ضِد مَن!؟
فَهقَهت أكينا و هي تَقول
-غَبِية!أقصِد ما رأيُكِ أنتِ في القِتال!؟هَل تَقوَينَ عَلى حَملِ سِلاح؟
جَحِض مِحجَري ميدوري مَصدومة،مُردِفةً بِنبرةِ التَوَتُر و القَلَق
-أنا..سِلاح..
أردَف هوسوك بِصَرامة
-إسمَعي!أنتِ حامِلةُ الألفابيل!لا يَجوز لَكِ أن تَكوني ضَعيفة!تَرمين بِثِقَلِكِ عَلى هَذا و ذاك!نَحنُ أحياءٌ اليَوم و سَنَحميكِ،لِنَفرِض أننا سَنموت غَدًا،أ سَيأخُذون الألفابيل مِنكِ و يَقتُلونَكِ بِسُهولة!؟أ سَتَنحَبين طالِبةً النَجدةَ كَعادَتِكِ!؟
كانَ كَلامُ هوسوك قاسِيًا،كالسِكين التي إختَرَقت قَلب ميدوري،أردَفَت بِصُراخٍ و خَوفٍ طَفيفٍ قَد بانَ في نَبرَتِها
-أ تُريدُنني قَتل الناس!؟أنا!؟لا أستَطيع!لَستُ سِوى طالِبةِ في المَرحَلة الثانَوية،لَم أُقبِل عَلى الجَامِعةِ حَتى!أنا جَبانة!ضَعيفة!أنا__
قاطَعها هوسوك بِصُراخِهِ بِنبرةٍ حادة
-إخرَسي!لا أحد مِنا يُريدُ سَفك دِماء الناس إلا لِأسبابِه!كُلٌ مِنا لَديهِ سَبب!أنتِ أيضًا..عَليكِ أن تُقاتِلي كُل مَن يَقِف أمام أحلامِكِ!أ فَهِمتي!؟
قَاطَعت حَديثَها مُلَملِمةً شَفَتيها،مُوَجِهةً ناظِريها إلى الأسفَل،و قَد شَدَت عَلى قَبضَتِها و هي تَقول بِنَبرةٍ راجِفة
-لَكِن..أنا..
نَهَضَت أكينا ساحِبةً ميدوري إلى أحضانِها الدافِئة،ماسِحةً عَلى رأسِها و هِي تُهَوِن عَليها قائِلة
-إحمِلي سِلاحًا،و لا تَستَعمِليه إلا لِلظَرورة،و آمُل أنكِ لَم تَحتاجي لِإستِعمالِه،فَقط سأُحاوِل إبقائكِ آمِنة،سأفعَلُ المُستَحيل لِأجلِكِ يا حَمقاء..أيضًا..
تَسائلت ميدوري رافِعةً رأسَها مُوَجِهةً أنظارَها نَحو أكينا
-أيضًا؟
غَيَرت نَبرَتها مِن الهادِئة إلى الفَرِحة و الحَماسِية المُعتادة و هي تَقول
-أيضًا!سأصنَعُ لَكِ سَيفًا رائِعًا!
أردَفت ميدوري بِتَملمُل
-مَرحى..
نَهض هوسوك مِن مَكانِه مَاشِيًا عِدةَ خُطُوات،و المَسافةُ بَينَه و بَين ميدوري تَزداد و تأبى النُقصان،مَشَت عِدةَ خُطُواتٍ خَلفَه و هِي تَصرُخ حَتى يَسمَعَها
-لا أحد مِنا يُريدُ سَفك الدِماء،إلا لِأسباب،ما هُو سَبَبُك؟!
تَوِقف مَكانَهُ عِدةَ لَحَظات و قَد تَلاعَب النَسيمُ بِخُصُلاتِ شَعرِهِ الفَحمِية
إلتَفَت نَحوَها بِنَظَراتٍ بارِدةٍ كالثَلج،كانَت نَظراتٌ تُخَبِء الكَثير،أ هِي مَشاعِر حِقد،كَراهٍية،ألم؟
هُو لَم يُجِب بِشيء،فَقد كانَت عَيناهُ تَتَحدثان و فَمُه مُغلَق
إلتَفَت مُكمِلًا طَريقَه،شَرَدت ميدوري في مَلامِحِه،مُتَسائِلة
هَل هُناك أسبابٌ مُقنِعة تَدفَعُك لِلقَتل؟
.....................................
ماذا الأن؟أنا تائِهٌ في بَحرِ عَينَيك..
             ...................................
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💜

Dusk light|نُورُ الغَسَقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن