رُوح..
..
إذهَب حَيثُ ما تَنتَمي رُوحُك!!...
إستَيقَضتُ صَباح اليَوم التالي،فَلم يَغمَض لي جَفنٌ لَيلَةَ أمس..
غارِقةٌ في مُحيط أفكاري،حَتى رَسوتُ عَلى قَرار!
تَرَكتُ فِراشي آخِذةً بَعض الثِياب،ثِيابُ نَومٍ و مَلابِس بَسيطة و مُريحة،جَمَعتُها في حَقيبَةِ سَفَرٍ كَبيرة،أخرَجتُ وَرَقةً مُتَناوِلةً قَلماً مِن الطاوِلة،حَسَنًا..
أنا لا أعلَم إن كُنتُ سأعيشُ أم لا..
لِذا..مِن الجَميل أن تُعَبِر عَن حُبِك في كَلِماتٍ عَلى وَرقٍ ..مُبتَلٍ بِدُموعِك الساخِنة..
سُحقًا..
نَهَضتُ أخِذةً تِلك الحَقيبة،نازِلةً بِرِفقَتِها
-أُمي،سأذهَب لِأبيت في مَنزِل صَديقَتي
سألت بِتَعَجُب
-صَديقة؟؟هَل تَملِكين صَديقة؟
-الكَثير مِنهُم..
إبتَسَمت بِحَنانٍ و إطمِئنان
-هَذا يُريحُني..
لَم أستَطِع حَبس دُموعي في تِلك اللحظة..أخَذت مَجراها عَلى خَدي و إبتِسامةُ اليأس مُرافِقةً وَجهي
-أُمي..أسِفة..
أردَفت بِقَلق
-هَل مِن شَيء!؟؟؟ميدوري!أشعُر بِالقَلق
-لا شَيء..سأبيتُ يَومَين رُبما..ثَلاث..لا أعلم..إنها تُقيم حَفلة..
إبتَسمت قائلة
-إستَمتِعي!
خَرَجتُ مِن المَنزِل،جاهِلةً مِن قَدمي تَأخُذانِني إلى حَتفي..
وَقَفتُ أمام البِئر مُبتَسِمةً بِهِدوء
"سُحقًا لِهاذا العالَم القاسي.."
رَميتُ الحَقيبة و قَفَزتُ خَلفَها،هَبِطتُ عَلى قَدمي هَذِه المَرة،رَميتُ الحَقيبةَ إلى أعلى،حَيثُ سَمِعتُ صَوتَ إرتِطامِها بِشَيءٍ ما
"و اللعنة ما هَذا بِحَق السَماء؟؟"
صَرخةٌ غاضِبة قَدمت مِن الأعلى،تَسَلقتُ صُعودًا حيثُ كانَ هوسوك مُمَددًا أرضًا و الحَقيبةُ قَد رُميت فَوقه!
صَرَختُ بِصَدمة
-هوسوك!أسِفة!!هَل تألمت!؟
رَفع رأسَهُ مَصدُومًا،هَرع يَركُض بِسُرعةٍ إلي،أمسَك بِوَجنَتي بِيَديهِ البارِدَتين،و الصَدمةُ و القَلق تُصاحِب مَلامِحهُ لِسَببٍ ما..
أردَف بِصوتٍ راجِف
-لا أُصَدِق..ميدوري..
إحمَرت وَجنَتي و أنا أصرُخ بِخَجل
-ماذا هُناك!؟هل أصبَحتُ ابشَع!؟
هو لَم يَنطُق بِشَيء..
كانَ شارِدًا..و قَد غَرِقتُ دَوري في بَحرِ عَينَيهِ اللامِعَتين..
إحمَرت وَجنَتيهِ بِخِفةٍ و هو يصرُخ
-أنتِ..لَقد تأخرتِ كَثيرًا!!ضَننتُ بِأنكِ مُتِ أو شيءٌ كَهذا!لَم أستَطِع النَوم لِمُدةٍ طَويلة!لَقد تَغيبتي قُرابةَ السَنة!!سَنة!!ماذا كُنتِ تَفعَلين بِحَق السَماء!؟
أجبتُه بِتَعَجُب
-سَنة..سَنة!؟؟هَل تُمازِحُني!؟؟لَقد كانَ يَومًا واحِدًا لا غَير..لَحظة..هَل تُغازِلُني؟؟
صَرخ بِخَجلٍ شَديد
-إخرَسي!!أنا لا أُغازِل!!لَقد تأخرتِ سَنةً حَقًا!!و اللعنةُ عَليكِ ماذا حَصل؟؟
لَمع في رأسي ذِكرى التَقويم،حَيثُ كانَ التَوقيت مُختَلِفًا..
إذًا،إن هَذا العَالم بَطيءٌ جِدًا..إن كانَت الإثنا عَشر ساعة تُساوي سَنة،إذًا الشَهر الواحد هو ياعة واحِدة في عالَمي..غَريب
إستَوعَبتُ كَلام هوسوك لِوَهلة،فَارَقت ثَغري تِلك الكَلِماتُ بِصَوتٍ ناعِم
-هَل..كُنتَ قَلِقًا عَلي..؟
إحمَرت وَجنَتاهُ بِشِدةٍ مُتراجِعً عِدةَ خُطُوات،فَجئةً و دون سابِق إنذار خَرج ماتسودا مِن بَين الأشجارِ صارِخًا
-ميدوري!!رِفاق إنها ميدوري!!لَقد عادَت!
رَكض نَحوي فَتَجمَد مَكانَه،فَتَحتُ ذِراعاي و أنا أقول
-لا بأس..بِعِناق
عانَقني بِشِدةٍ حَيثُ ملأهُ الإشتِياق..
رُغم ذَلِك..إن ماتسودا بِمَثابةِ الأخ الأكبر لِلجَميع..رُغم صَلابَتِه في أشد المَواقِف،إلا انهُ حَنونٌ جِدًا..
إبتَسم ماتسودا ماسِحًا عَلى رأسي مُبَعثِرًا شَعري،قَفزَت نامي مُعانِقةً إياي بِشِدة و قَد سالَت دُموعُها..كُنتُ مَصدومة..لَم أتوَقع كُل تِلك المَشاعِر مِنهُم..
أردَفت أكينا بِلُطفٍ مُتدَخِلةً في عِنلقِنا انا و نامي
-عَلِمتُ بِأنكِ سَتعودين!
تَسائل جيمين
-أ نازِلتِ تَملِكين الألفابيل؟
-أجل!أ ليسَ هَذا غَريبًا؟؟
أكينا-أجل..إذًا لَم نَتخًلص مِن الالفابيل بِسُهولة..
هوسوك-مُحِقة..
في تِلك الليلة،كانَ الجَميعُ مُرتاحي البال،أحضَرتُ بِرِفقَتي حلوى الخَطمي،حيثُ شَوَيناها عَلى النار لَيلًا،ذُهل الجَميع مِن طَعمِها،بَدو حَقًا مَذهولين
كانَ جيمين ثَملًا و يُغَني بِرِفقةِ ماتسودا،مَنظَرُهما كانَ مُضحِكًا بِحَق
إلتَفتُ نَحو هوسوك الذي كانَ مُتكِأً عَلى الشَجرة،إبتَسم مُشيرًا لي بِالقُدوم،وَقفتُ امامَهُ باسِمة،تَسائل بِمَلامِح هادِئة
-ما سَببُ عَودًتِكِ حَقًا،أ مانَ لِاجلِ الألفابيل حَقًا؟
إبتَسَمتُ مُشيرَةً بِإصبَعي السَبابة نَحوَه
-لَقد أقسَمت،أنني سأُخرِجُك مِن هَذا الجَحيم!
تَوَسع بُؤبؤه لِوَهلة،جَهَلتُ تِلك المَلامِح الغَريبة..
أ كانَت ثِقةً أم خَيبة..؟
.........................
بَحثتُ عَن روحي،فَوَجدتُها فيك..
............................
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💜
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...