ما هُو مَخفي..
..
كانَ الجَميع يَجلِس بِرِفقةِ ميدوري،التي كانَت تُعَدِل عَلى الكاميرا،او ما هُو أوضَح،تُحَرِف كَلام كودو،كانَ الجَميعُ مَذهولًا مِن قُدرِتِها عَلى التَلاعُب في المَقاطِع،رًفعت ميدوري رأسها صارِخة
-إنتَهيت!أ تَودن الإستِماع؟
صَرخ الجَميع بِحِماس
-مُأكد!
"أنا هُو سَيِدُكم،قاتِلوا،بَعضكُم بَعضا،لِيَعِش الأقوى،مَن يَستَحِقُني!"
لَمع بُؤبؤ أكينا صارِخة
-تِلك الجٌملة سَتُدمِر جَيش كودة بِأكمَلِه!رُغم تَقطُعِها..إنهُ صَوتُه في النِهاية!هَذا الإختِراع..أُسطوري!
شينا-أراهِن مِن التَسجيل الأصلي أن كودو يَنوي شِن الحَرب و أخذ الألفابيل..
هوسوك-لِيِحلُم ذَلِك التافِه،إنها بِحَوزةِ ميدوري!لَم و لَن يَستَطيع مَسها حِتى..
ماتسودا-لا أضُنهُ سيأتِ بِرِفقةِ جَيشٍِ او ما شابه،رُبما يُرسِل أتباعَه لَكِنهُ لَم يأتِ بِنَفسِه
نامي-رُبما يَنوي مُباغَتتنا في أسوء حالاتِنا
جيمين-لَم يَفعَل،فَجيشُه سَيُسحَق
بَعثَر هوسوك شَعر جيمين صارِخًا
-هَذِه الروح المَطلوبة!
ميدوري-إنتَبِهوا رِفاق،ما شَهِدتُه..لَم يَكُن بِالهَيّن،إنهُ مُرعِب،يَقتُل بِدَمٍ بارِد..
هوسوك-لا عَليكِ،إنهُ وَحشٌ في النِهاية،أ تُريدينَهُ أن يَتعاطَف مَعكِ مَثلًا؟
إعتلت مَحيا شينا مَلامِح غَريبة،كانَت مَزيجًا بَين القَلق و الحُزن،لَم يَفهَم أحدٌ مَقصَدها...
صَرخَت ميدوري مُحاوِلةً تًلطيف الأجواء القَلِقة
-لَقد مَللتُ مِن مَكانِ مُعسكَرِنا،أعني..لِنُغير الأجواء و نَجول في الغابة، نَستَمتِع سَوِيًا بِسَرد الحِكايات و نَلعَب كالاطفال!
صَرخ شينا بِحَماس
-فِكرةٌ مُذهِلة!
إستَهزأ ماتسودا قائِلًا
-أنتُما طِفلَين،مِن الطَبيعي أن تُحِبان هَذِه الأشياء،سأُقبِل عَلى الثَلاثِينات بَعد سَنتين،لا تُخَرِبوا نُضجي
مَدت أكينا لِسانها تُحاوِل إغاضَته
-عَجوز..
صَرخ بِغَضب
-لَستُ كَذلِك!!
رَكضَت ميدوري بَعيدًا فَلَحِقها هوسوك و أكينا،وَلاهُما شينا و الجَميع عَدا ماتسودا،الذي تَمتَم مُتذَمِرًا
-هَذا مُحرِج..لَكِن..بِطَريقةٍ ما..ظَريف..
نَهض مُتعَقِبًا الجَميع بِسُرعة
لاحَض ماتسودا تَلاشي أثر الجَميع،لَكِنهُ إستَمر بِالرَكض،حَتى لَمح كَيانًا يَقِف خَلف أحد الأشجار،سَحب سَيفهُ قاطِعًا الشَجرة بِسُرعة
-كِدتُ أن أموت!
هَمساتٌ رافَقت ماتسودا في اُذنِه،إلتَفت سَريعًا و قَد إستًولى الرُعب عَلى قَلبِه مَصدومًا،حَتى شَعر بِراحةٍ بَعد ما كانَت أكينا
إبتَسمَت و هِي تصرُخ مَذهولة
-سُرعةُ بَديهةٍ كَهذِه،لَم أمتًلِكها أنا،أنتَ مُذهِل!
إحمَرت وَجنَتا ماتسودا و قَد لَمع مِحجَريه،مُخاطِبًا نَفسَه
"ما شَهِدتُه،لَم تَكُن أكينا،كانَت..كَملاكٍ طاهِرٍ إمتًلك بَسمةً هادِئةً تَبعَث الراحةَ في فُؤادي"
-لِماذا تَقِفين هُنا؟
إلتَفتت مُكمِلةً طَريقَها و هِي تَردِف بِصوتٍ خافِت
-لِأنني كُنت أنتَظِرُك..
هَمس بِهِدوء
-تَنتَظِرينَني..
أخَذت وَجنَتا ماتسودا بِالإحمِرار أكثَر فَأكثَر،شَرد عِدةَ دَقائِق حَتى إستَوعَب أن أكينا تأخُذ بِالإبتِعاد عَنهُ شَيئًا فَشيئًا
رَكض خًلفَها صارِخًا بِحَماس
-ماذا قَصدتِ بِتَنتِظِرينَني؟!أ تُحيبني أم ماذا؟أ تَعلَمين أضُن أنكِ بَدوتِ جَميلةً قَبل قَليل!..هوي..هَل تَستَمِعين؟!
صَرخَت أكينا مُلَوِحةً بِكَفِها
-رِفاق!ماذا بِكُم تَقِفون ساكِنين!؟...رِفاق؟
أردَفتها بِتَعجُب راكِضةً بِرِفقةِ ماتسودا المُنزَعِج مِن تَجاهُلِ
وَقفَت أكينا مَذهولَةً بِدَورِها..تَسائلت بِصَدمة
-ما..هَذا..؟
صَرخَت ميدوري
-مَدينة!...في هَذا العالَم!!
لا أحد فَهِم مَقصَد ميدوري،رَكضَت بِأسرَع ما لَديها مادَةً ذِراعَيها في الهَواء في أوسَط الحِشود جاعِلًا مِن صَرخَتِها تَترَدد في الأرجاء
-إنها مَدينة!
صَرخ ماتسودا بِصَدمة
-هَل دُمِج عَالَمينا؟!
ميدوري-لا أيُهالأحمق!إنها قَديمة..مدينةٌ كما في العُصور الوُسطى..هَذا مُذهِل..أ جَميعُكم قَروِييون؟
أكينا-جميعُنا كَذلِك،إلا إثنان!إن حَزرتِهما،فسيكون عَشاؤنا في مقهى!
صَرحت ميدوري بِحماس
-هوسوك!..و..مَن يِكون الآخر..؟
جيمين-كيف علمتِ بِأن هوسوك لَيس قَروِيًا؟
-لِأن هوسوكي لم يعِش في قَريةٍ او مَدينة،عاش مَعزولًا لا غَير،عَكس شينا الذي عاش في قَرية بِرفقةِ عائِلتِه
نامي-محِقة..لكِنني أجهَل مَن هو المَدني بَينَنا..؟
جيمين-أنا أعرِف!!..هَل أقول..؟
ماتسودا-إخرَس!
أكينا-سآخُذكُم في جَولة،هَيا!مَشى الجَميعُ بِخُطواتٍ مُتقارِبة،كانَ الزِحامُ شَديدًا،و العَرباتُ المُتجِهة ذَهابًا و إيابًا بِسُرعةٍ فائِقة اللتي جَرتها الأحصِنة بِأنواعِها،تَخالُط أصواتِ الناسِ فَمِنهُم الرِجال و النِساء و لَعِب الأطفال و تَراكُضِهم في الأرجاء،رائِحةُ الخُبزِ الطازَج الساخِن تَنبَعِث في الأرجاء،مُداعِبةً أنف بَطلتِها الصَغير المُدوَر،باتَت تَقفِز بِسِعادةٍ و هِي تُشير نَحو الكُشك العَتيق،صَرخاتُها الطُفولِية عَلت في الأرجاء
-لِنَبتَع الخُبز الساخِن و نأكُله بينَما نُشاهِد الإستِعراضاتِ هُناك!
وَقف ماتسودا مُشتَرِيًا عَددًا يِكفي الجَميع،تَوقفوا مُشاهِدين إستِعراضات ألعاب الخِفة،صَرخ جيمين مَذهولًا يَحمِل نامي على كَتِفيه لِتحصُل على نِطاق رُؤيةٍ أوسع
-عظييم!!هاؤلاء الرِجال يتقافزون كالقِردة!!
صَرخت أكينا ضارِبةً جيمين
-إخرس أنت تُحرِجُنا!!
بِسَبب شِدةِ الحِشود،فَباتَت ميدوري تَبتَعِد عَن الرِفاق،أردَفت بِإبتِسامةٍ أقرَب لِلتَوتُر و بِنَبرةٍ قَلِقة
-عُذرًا..أريد..المُرور..
تَلمَست كَفٌ كَبيرةٌ و دافِئة يَد ميدوري الصَغيرة،سَحِبًا إياها مِن الحُشود،كانَ مَن أوى قَلبها داعِكًا مُأخِرةَ رأسِه بِخَجل و قَد صاحَبت نَبرَتُه التَوتُر و العِتاب
-حَمقاء!لا تَبتَعِدي عَني..
لمعَ مِحجريها و قد تَمتَمت
-هوسوك..
مَشيا بِخُطواتٍ مُتسارِعة،يُحاوِلانِ اللحاق بِرِفاقِهم،إلتَفت شينا مُنتَبِهًا لِهَذان المُتأخِرًا،إحمَر وَجهُه مُتَمتِمًا في نَفسِه
-رومنسيةٌ في أوسَط الحِشود..كَم أنتَ جَريء..
لَوح بِيَدِه صارِخًا
-تَعالَوا!
جَلس الجَميع خارِج المدينة،في بُستانٍ أخضر واسِع..تلألأت النُجوم في تِلك السماء الفاحِمة،حيث أنارها هذا القُرص المُضيء،جمالٌ يبعث الطُمأنينةَ في النُفوس..
أُقفِلت أعيُن بَعضِهم مِن الإنهاك،فَلم يَبقى سِوى ميدوري و أكينا،تَسائلت ميدوري بِصوتٍ خافِت مُراعِيةً هاؤلاء النِيام
-عَرفتُ مَن مِنكُم المَدني
-مَن؟
-لِماذا أخفَيتي كَونَكِ مَدنِية؟
أطفَت إبتِسامةً هادِئة واضِعةً إصبَعها السَبابة على شَفتيها الكَرزِيتين مُشيرةً لَها بِالسُكوت
-إنهُ سِر..كَيف عَرفتِ بِأنني مِن المَدينة؟
-لَم أُفكِر أساسًا،تَصرُفاتُكِ أظهَرت ما تُخفينَهُ فَورًا أخذتِنا في جولةٍ كأنكِ تَعرِفين المَكان إنشًا إنشًا،ناهيكِ عن أن شكلكِ يُشير لِذلِك..،أنتِ فاشِلةٌ في التَمثيل يا فَتاة..
رَفعَت رأسها إلى السَماء المُلبَدةِ بِالغِيوم و هِي تَردِف بِهِدوء
-أ حَقًا..أنا كَذلِك..؟
.................................
لا يَعرِفُ الشَوقُ إلا مَن يُكابِدُه،و لا الصَبابةَ إلا مَن يُعانِيها..
............................
_________________________________________
بارت قصير🙄💔
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💜
اتمنى استمتعتوا💙
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...