إلى المَجهول..
..
وُجودُك فِي حَياتِي أشبهُ بِعدمِه،فَكِلى الجانِبينِ مُظلِمَين.
....
-هُنا!
صَرخ جيمين مُشيرًا بِسبابتِه نَحو الأرض،أردَفت أكينا بِقلق
-هُنا..؟ألا تَرى أن الرُطوبة مُرتَفِعة؟
-ماذا عَن أسفَلِ الشَجَرة الكَبيرةِ هُناك؟
صَرخت نامي مُشيرةً نَحوَها
-لا أضُن،قَد تَقتحِمُ السَناجِب المُعسكَر
-رِفاق،لِنَنم فِي أيِّ مَكان،نَحنُ نَبحَثُ لِأُسبوع!و اللعنة لِنُقِمهُ في أيّ مَكان!
أردَفت ميدوري مُنزَعِجة،أجابها ماتسودا
-أنتِ مُحِقة
صَرَخت أكينا بِحَماس
-تِلكَ البُقعةُ هِي الأنسَب!!
-و أخيرًا!
صوتٌ قَد إجتَمع مُنبَثِقًا مِن الجَميع
بَدأ الرِفاقُ بِإنشاءُ مُعسكَرٍ يأويهُم لِمُدةٍ مِن الزَمن،إسبوعانِ يستَريحونَ فيه،يبدوا أن الرِحلةَ سَتطول
ميدوري
إستَلقيتُ عَلى هَذا العُشبِ الرَطِب مُتأمِلةً جَمالَ تِلك السَماء
كَما لَو كانَت كَحلوى القُطنِ الزَهرِيةِ الجَميلة
مَشاعِرُ مُختَلطة..
الخَوفُ مِن المَجهول،و السَعادةُ الطَفيفةُ التي تَغمُرُني بِإجتِماعي بِهم،تِلك المَرةُ الأُولى،ألتي أُحاطُ بِأُناسٍ يَهتَمونَ بي
تُعجِبُني شخصيةُ اكينا المُثابِرة،و شخصيةُ ماتسودا الهادِئة،و جيمين المُفتَرِسُ كالأسد،و نامي الغيرُ مُستقِرةٍ كالأمواج..تَراها تارةً باسِمةٌ و قَلبُها طاهِر،و تارةً أُخرى مُتوَحِشةٌ مُخيفة تَسفِكُ دِماء هَذا و ذاك
حَتى الأن،إلتَقينا بِشَيطانين،و قَد كانا مُخيفين،الأوَلُ نالَت مِنهُ أكينا بِبراعةٍ و إحتِراف،و الأخر نالَ مِنهُ جيمين قَبل أن نَشعُر بِهِ حَتى،ما يُميِزُهُ هُو سُرعَتُهُ المُرعِبة،بِرمشةِ عَين،أما عَن ماتسودا،فَهو قَويٌ بِحق،أشعُر بِالفُضولِ لِرُؤيةِ ما خَلفَ الضِماد،نامي قَويةٌ تُقاتِلُ بِسيفٍ مَسموم
أشعُر بِالراحةِ بِوُجودي بينَهُم!
لَحضاتٌ حَتى شَهِدتُ نامي قَد نامَت بِجانِبي،تَسائلت بِهِدوء
-إذًا،أ لَستِ مُشتاقةً لِعائِلتِكِ؟
-بَلى،كَثيرًا،أملِكُ أُختًا فِي الإلبتِدائِية و والِدتي،كانت تَعتَمِدُ عَلي في أغلَب الأحيان،تُوُفي والِدي قَبل سَنتين،مَقتولًا و السَببُ مَجهول
-آسِفة
-لا عَليكِ..ماذا عَن عائِلتِكِ؟
-عارَضت أن أكونَ مُحارِبةً لِأجلِ قَريَتِنا،لِذا تَركتُهُم لِأجلِ تَحقيقِ حُلمي،أشعُر بِالنَدم،كما لو أنَ والِدي يَبفضُني،لا أعلَم..لَكِني راضِية،أُريدُ أن أقِف أمامَهُما،و أصرُخ"إنظُروا إنها نامي لَقد حَققت حُلمَها و أنتُما فَخورينِ بِها!"سيكونُ ذَلِك رائِعًا!
-و لِماذا إختَرتِ القِتال؟
-ماتَ جَدي عَلى يَدِ لَعنةٍ مِن الدَرجةِ الأُولى،لِذا أُريدُ أن أنتَقِم مِن كُلِ اللعنات،أكرَهُها!
-هذا مُؤسِف..
-أجل..
-أنا أدعَمُكِ يا نامي!حَقِقي أحلامَكِ!لا شيء مُستَحيل!
-أشكُركِ..
-لَم تُخبِريني عَن أعمارِكُم؟
-أنا عِشرونَ عامًا،و جيمين ثلاثٌ و عِشرون،و أكينا خَمسٌ و عِشرون،و ماتسودا هُو الأكبر،أجل إنهُ سِتٌ و عِشرون!و أنتِ؟
-واه..أنا طِفلةٌ مُقارَنةً بِكُم..سَبعةُ عَشر..
قَهقَهت نامي بِخِفةٍ مُعيدةً خُصُلاتِ شَعرِها السَوداءِ إلى الخَلف
قَفزَت أكينا و هِي تَردِفُ بِطاقةٍ مُشتَعِلة كَعادَتِها
-تُدَردِشانِ هُنا بينَما تَعِبنا!و اللعنةُ عَليكُما هيا إلى العَمل!
ضَحِكتُ بِخِفةٍ و أنا أقول
-تَبدين كأُمي فَجئة
-إذًا فأُمُكِ جَميلةٌ بِحَق!
ضَحِكتُ بينَما ضَربَتها نامي بِخفةٍ مُردِفة
-الغُرورُ يَرتَفِع!
(مَجهول)
صَرختُ بِغضبٍ طَفيف
-أ لَم تَقُل بِأنها قَريبة!؟
-أضعناها أيُهالأحمَقان!
-إنتَظِرا!أشعُرُ بِها!أُقسِمُ بِذالِك!
-نَحنُ نَبحَثُ لِثلاثِ أيام!
صَرخَ مَن يحمِلُ تِلك الوَرقة المُمَزقة
-سُحقًا أ لا تَفهَمان!؟
أردَفتُ بِغضب
-أنت تَتمادى!إستَرِح قَليلًا!سَتفقِدُ عَقلَك!
أردَف ذِلك الأخرُ مُوافِقًا رأيِي
-مُحِق،كُف عَن تِلك التَصرُفاتِ الطُفولِية!
-سُحقًا لَكُما!أُقسِمُ بِأنني شَعرتُ بِقُربِها!
-لا بأس عَليك،سَنُعاوِدُ البَحث غَدًا لَم نَستَسلِم،إنها قَيِمة
تَنهَد رامِيًا تِلك الوَرقةَ أرضًا داهِسًا عَليها بِصَندَلِهِ الخَشبي
-مُحِقان..
-تعالا،سأُعِدُ الغَداء و نَستَريح
-أُقسِمُ بِأني سأجِدُها!
.........................
تَمَهل،فَكُلُ ما شَهِدتَهُ كانَ وَهمًا!
...............................
_________________________________________
تجاهَلوا الأخطاء الإملائية🖤
اذا عجبكم البارت لا تنسون النجمة🌟و انطوني تَوقُعاتكم لِلأحداث🗨
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasíaماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...
