أبيَض و أسوَد..
..
السَعادة،الأمل،الحُزن،اليأس،الخَوف،جَميعُها مَشاعِر،لا تَعلَم مَتى ستأخُذك أحدُهنُ بِرِفقَتِها..!
..
فَتح هوسوك عَينَيهِ مُستَيقِضًا مِن ذَلِك الحُلم الطَويل،صارِخًا بِهَلع
-تَوَقف!
إلتَفتت ميدوري مَذعورةً و هي تَتسائل
-ما خَطبُك؟!
عادَ لِوَعيِه مُتجَهِمًا جاعِلًا البُرود يَستَولي عَليه،أجاب
-لا شَيء..حُلم..لا أكثر
أكينا-رِفاق،سَننطَلِق و نُحارِب شَيطانًا اليوم،نَختَبر ميدوري!
جيمين-لا تتردي هَذِه المَرة!أنتِ لَم تُخبِرينا حَتى لِماذا لَم تَقتُلي تِلك اللعنة!
ماتسودا-صحيح،لِماذا تَرددتي؟
أجابَت بِنَبرةٍ خافِتة
-أُمي،أبي،أنا أسِفة..هَذا ما نَطقَت بِه تِلك اللعنة،لِذا...فَكرتُ بِمالذي أخذها إلى هَذا المَنال،لِماذا..؟
تَوَسع بُؤبؤ هوسوك مَصدومًا لِسبب مَجهول
نامي-رُبما قَد كان بَشرًا سابِقًا..
قاطَع هوسوك نامي و هو يَردِف بِنَبرةٍ راجِفة
-أ تَضُنون أن اللعنات لا تَملِك مَشاعِر؟او عائِلات؟..
صَرخ جيمين بِغَضب
-أجل!إنهم فَقط وُحوش!وُحوش مُتعَطِشةٌ لِلدِماء لا
غَير،مِثلُك!
فَقد هوسوك صَوابَهُ لاكِمًا جيمين بِشِدة،أمسَكت ميدوري بِهوسوك الذي كان سَينهَش وَجه جيمين،صَرخَت ميدوري
-تَوَقف..
أكينا-هَذا يَكفي!
إبتَعد هوسوك و هو يَستَشيط غَضبًا بِخُطُواتٍ مُتَسارِعة،لَحِقت بِه مبدوري و هِي تَركُض،كانَت المَسافةُ بَينَهُما بِإزدِيادٍ تأبى النُقصان..أميَكت ميدوري بِيد هويوك البارِدة،صَرخَت
-تَوَقف!لِماذا دائِما تُحاوِل الإبتِعاد؟أُريدُك بِجانِبي!
-ميدوري..لا تَنطُقي بِحَماقاتٍ و أنتِ تَجهَلين كُل شَيء..
صَرخَت ميدوري
-كَيف!؟كَيف تُريدُ مِني أن أعلَم كُل شَيء و لا أحد يُخبِرُني!؟
-حَمقاء!أعلَم أنني لَعنة لَكِن ذَلِك لا يَعني انني لَستُ حَساسًا إتِجاه بَعض الأشياء!هُناك بَعض الأسئِلة..التي تُحَطِمُني كُلِيًا..
إنخَفضَت نَبرَةُ ميدوري و هي تَقول
-أسِفة..لَم أكُن أعلَم..
-و الأن ماذا سَتفعَلين!؟أ سَتهرُبين مِثل ما فَعل الجَميع؟أنا قاتِل،و وَحش،و أملِك ماضٍ سَوداوي،تَعلَمينَ جَيِدًا أنني لَستٌ مُترَدِدًا في قَتلِكِ!
-لَقد قُلتَها بِنَفسِك،أعلَم جَيِدًا أن تِلك نَواياك،لَكِن،أُريد أن أبقى!لَم أهرُب هوسوك!أعلَم شُعور أن تَكون وَحيدًا!إنهُ صَعب..لِذا سأكون مَعك حَتى لَو كَذبتَ عَلى نَفسِك بِرَغبَتِك في البَقاء بِمُفرَدِك!
تَوَسعَت عَينا هوسوك مُتصَلِبًا في مَكانِه،هامِسًا مَع نَفسِه
-أكذِب..على نَفسي..
فجئةٌ و دونَ سابِق إنذار خَرج كيانٌ مِن بَينِ الأشجار،كانَ يَرتَدي لِبَاسًا تَقليدِيًا قَديمًا،و يُغَطي وَجهَهُ بِقِناعٍ إتَخذ شَكل الفَهد،سَحب هوسوك سَيفَهُ صارِخًا
-و اللعنة ما الفائِدةُ مِن العَيش في هَذا العالَم القاسي!؟
وَقف أمام ميدوري مُتَخِذًا وَضعِيةَ الهِجوم،إبتَسم بِطَريقةٍ غَريبة،كانَت إبتِسامةً مُقارِبةً لِلجِنون و هو يَنطُق بِصوتٍ مُنخَفِض
-صَحيح..أنا أكذِب عَلى نَفسي..لا أعلَم لِماذا إستَحققتُ هَذا لخِلود المُقرِف..كان مِن المُفتَرض أن أموت مُنذُ زَمَنٍ طَويل..
تَجمَد ذَلِك الرَجُل الغَريب مَكانَه لِوَهلة،تَراجَع الرَجُل بِخُطُواتٍ مُتباطِئة،رَكض بَعيدً بِسُرعَة جاعِلًا للقِناع يَتحَرك عَن وَجهِه مُبينًا مَلامِحَه..
شَعرٌ أخمَر فاتِر مَرفوع،عَينٌ بُنِية و الأُخرى قَد بانَ أنها قَد مُزِقَت بِسَيف،فَقد إنطَفئ لَونُها،بَشرةٌ سَمراء و بُنيةٌ خَشِنة،تَوَسعَ بُؤبؤ هوسوك بِشِدةٍ مَصدومًا لِسَببٍ مَجهول،صَرخ بِشِدة
-شينا!!
رَكض خَلفَهُ بِأسرَع ما يُمكِن،سُرعَتُه كانَت كسُرعةٍ سَيارة،صَرخَت ميدوري
-إنتَظِر!هوسوك!
بَدَأت بِاللحاق بِهِما بِسُرعة،لَكِن سُرعَتُها لَا تُضاهيهِما،كانَ هوسوك يُلاحِقُه،إلا انهُ يأبى التَوَقُف،كانَت المَسافة تزدادُ بَينهُما و لا تَقل،صَرخ هوسوك
-شينا!تَوَقف!أرجوك!فَقط..أُريدُ أن أفهَم!ماذا تَفعَلُ هُنا!؟أينَ كودو؟!لِماذا لا تُجيب!؟أنطُق بِأي شيء!
هو تَجاهَلهُ مُكمِلًا طَريقَه،إلتَفت مُتسَلِقًا الشَجرة بِسُرعة،لَحِقَهُ هوسوك بِأسرَعِ ما لَديه،لَكِنهُ قَد إختَفى..تَلاشى مَع الريح..لَم يَعُد لَهُ أيّ أثرٍ يُذكَر..
نَزل هوسوك مِن عَلى الشَجرةِ واقِفًا مَكانَه
بَدأ بِضَرب الشَجرةِ بِقُوة و هو يَلعَنُ بِغَضب..
هوسوك-سُحقًا سُحقًا سُحقًا!
كانَ شَديد الغَضب،قَطَعتهُ ميدوري بِصَرخَتِها
-هوسوك!؟ما الذي تَفعَلُه!؟
تَصلَب مَكلنَهُ لِوَهلة،ماسِحًا وَجهَهُ بِأكمام قَميصِه،سألَت ميدةري نَفسَها
"أ كانَ يَبكي..؟"
إلتَفت نَحو ميدوري بِملامِح بارِدةً كالثَلج،إقشَعر بَدنُ ميدوري مُتراجِعةٍ خُطُواتٍ إلى للوَراء،إبتَسمَت بِتَوَتُرٍ و هي تَقول
-لا بُد أنكَ مُتعَب..لِنَعُد..
أردَف بِصوتِه العَميقِ و المُتعَب
-مُحِقة..لَكِن..
-لَكِن؟
-إنسي الأمر..
وَصل كِلًا مِن هوسوك و ميدوري إلى المُخَيم،رَفَعت ميدوري رأسَها مُتأمِلةً ذَلِك الغُروب الذي مُزِج كَما لَو كانَ لَوحةً مَرسومةً بِاليَد لِجَمالِه
صَرَخت أكينا
-ها هُما!!
نامي-لَقد قَلِقنا عَلَيكُما!تَعالَيا إلى هُنا يا رِفاق!
ميدوري-هوسوك،هذا العالَمُ قاسٍ،قاسٍ جِدًا،لَكِنهُ جَميلٌ جِدًا في الآنِ ذاتِه..
رَكضت ميدوري بَعد ما رَمت تِلك الكَلِماتِ بِإبتِسامَةِ أمل..
عانَقت كِلًا مِن أكينا و نامي بِقُوة،حَدث هوسوك نَفسَه
"يبدو أنني قَد قَررت مُسبَقًا،إن كانَ هذا العَالم..جَميل..او قاسِيًا"
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💥💜
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...