p.t34

5 3 0
                                    

سيءٌ في الكَذِب..
..
كانَ هوسوك يَجلِس في تِلك الغُرفةِ المُظلِمة،ألتي لَم يُنِرها إلا نورُ شَمعةٍ ضَئيل،دَخلَت أكينا مُقفِلةً البابَ خلفَها
-إذًا..ما هُو الأمرُ المُهِمُ جِدًا الذي أردتُ مُحادَثتي عَنه؟
-كَلامُ ميدوري أمس..لَم يَكُ لِيصدُر شَيءٌ كَهذا بِلى سَبب..لَقد تَحدثتُما..بِشأنِ ماذا..؟
-أخبَرتني ميدوري أن أُبقِيهُ سِرًا!
-لا تُخبِريني..بِأنها تُريدُ تَنفيذ العَمليةِ بِنَفسِها!؟
سَكتت أكينا مُشيحَةً بِناظِرَيها عَن هوسوك،تَوَسعَ بُؤبُؤه و هُو يَصرُخ
-لا تَعبَثي مَعي!!و هَل قَبِلتي؟؟؟
-هوسوك..لَم يَكُن أمامي خِيار__
-هَل أنتُم حَمقى!!؟كودو هَذا لَيس مِن السِهل التَعامُل مَعه!تُريدُ تَسجيل صَوتِه بِمُفرَدِها!؟ماذا لَو عَلِم بِوِجودِها!؟او شَعر بِالألفابيل!؟لَستُ مُهتَمًا لِأمر الألفابيل..أعني..جَميعُنا نَهتَمُ لِأمرِ ميدوري!!إنها الأقربُ لَكِ!كَيف إستَطعتِ قُبول شَيءٍ كَهذا!!؟إنها تَهتَمُ لِأمرِكِ كَثيرًا..
-هوسوك..لَقد أُجبِرت..ميدوري كانَت..تَشعُر بِالذَنب..و الحُزن..لِذا..لَم يَكُن تمامي أي خِيار..أتمنى أن تُوقِفها بِنَفسِك..
هَدء هوسوك مُستَجمِعًا رِباطَةَ جأشِه،غادَر باحِثًا عَن ميدوري،حيثُ وَجدها تَجلِس تَحت الشَجرة،لَوحَت بِكًغِها و الإبتِسامةُ تَعلو مَحياها،تَلاشى الغَضبُ مِن هوسوك لِلِحضات،جَلس بِجانِب ميدوري و هُو يَتسائل
-ماذا تَفعَلين..؟
-كُنتُ أُفكِر!بِبَعض الأُمور..
-لِماذا...؟
-ما خَطبُك..؟
إلتَفت و مَلامِح القًلق تَعتَلي مَحياهُ صارِخًا
-لِماذا فَقط تُحاوِلين أخذ دور البَطلة القَوِية!؟إستَسلِمي!!
إبتَسمَت بِهِدوءٍ و قَد تَلاعَب النَسيمُ في خُصُلاتِ شَعرِها البُنِية التي أخَذت العًسل في أطرافِها
-أنتَ قَلِق..سأمضي حَتى أجعَلُ الجَميع يَعتَرِف بي..ما رأيُك؟
صَرخ
-إخرَسي!!أنتِ لَم تَلتَقي بِكودو!إنهُ ماكِر!خَبيث!لَئيم!قَد يَقتُلكِ أو ما شابَه...او يُعَذِبُكِ كَما فَعل بي!أو يَخطِفُكِ!
-ماذا عَن الألفابيل..؟
-إنها جوهرةٌ لَعينة!سأُدمِرُها..
-لَقد تَغيرت فَجئة..أنتَ لا تَهتَمُ بِشأن الألفابيل..
-لا يهُم!!أنا أُريدُ أن تَبقي!سأذهَبُ عِوَضًا عَنكِ!
صَرخَت ميدوري
-لَقد سئِمت مِن كَوني عَديمةَ النًفع!لا أريد أن أكون عِبئًا!أنا حامِلةُ الالفابيل!أنا الأقوى هُنا!لِذا تَوقف عَن التَدَخُل في شؤوني!
نَهضت تُحاوِل الإبتِعاد،إلا أنهُ أمسَك بِمِعصَمها صارِخًا بِغَضب
-و اللعنةُ عًليكِ أيتُهالغَبية!!لِماذا عَقلُكِ لا يَعمًل!؟إن كودو أقوى مِنكِ عَشرات المَرات!أنتِ نَملةٌ أمامَه!أنتِ فَقط سَتُقتَلين!
-و ماذا في ذَلِك!؟حتى إن مُت..أريدُ تأدِيةَ واجِبي و المَوت كَبَطلة!
-إن كانَ تَأدِيةُ الواجِب هُو الإنتِحار فأنتِ صائِبة!..إن مُواجَخة كودو إنتِحارٌ بِذاتِه!إنهُ مُخيف..دَعيني أذهَب بَدلًا عَنكِ فأنا أعرِفُه عَن كَثب!
-إخرَس!أنتَ تَؤغَبُ بِقتلِ نَفسِك مُنذ زَمنٍ طَويل!لَم أثِق بِك!
-و هل تُريدينني أن أثِق بِأنكِ سَتعيشين!!؟؟
-أُترُك مِعصَمي أنتَ تُؤلِمُني!!
-لَم أفعَل حَتى تُغَيرين رأيكِ!
-مُستَحيل!إياكَ و أن تِحشُر أنفَك فيما يَخُصُني!
-لِماذا..؟لِماذا أنتِ فَقط تَغرِسين السِكاكين في قَلبي؟؟أنا أُريدُ مِنكِ أن تَعيشي!أريدُ مِنكي أن تَحيَيّ بِسَعادة..و الإبتِسامةُ عَلى وِجهِكِ!!أنا..أخافُ عَلى حَياتِكِ
تَردد في ذِهن ميدوري صَرخُ هوسوك الأليمة سابِقًا
"أهرُبي!هُناك شَيطانٌ في داخِلي.."
-لِماذا تُريدُ مُحارَبة الألمِ لِوَحدِك أيُهالأحمَق!؟كودو لا يَعرِفُني!لِذا سأكون بِخَير..
تَوَسع بُؤبؤ هوسوك صارِخًا
-لالالالا!كُل مَن رافَقني إنتهى الأمرُ بِه مَيِتًا!أنا فًقط لا أريدُ مِنكِ أن تَموتي..لِأنني أرغَبُ بِكِ!أريدُكِ أن تَعيشي حِتى النِهاية!!أ هَذا خَطأي لِأنني أحِبُكِ؟؟؟أنتِ فَقط تُريدين حَمل عِبٍ كَبيرٍ عَلى عاتِقِكِ!أنا فَقط..أريدُ مِنكِ أن تَعيشي بِسَعادة!...
تَوَسع بُؤبؤ ميدوري مُتصَلِبةً في مَكانِها....
-أعِد ما قُلتَه..
-أريدُ أن تَعيشي بِسَعادة..
-قَبلَها!
-عانتِ تَحمِلين عِبءً__
-قَبلِها!!
-عيشي حَتى النِهاية..
-بَعدَها!!!
تَجمَد هوسوك مَكانَهُ مُفلِتًا مِعصَم ميدوري،وَرِدَت وَجنَتيهِ مُشيحًا بِناظِرَيهِ عَنها
-سُحقًا..أنا سيءٌ في الكَذِب..أنتِ..أعني..لا أعرِف ما أقول..حَسنًا..سأكونُ صَريحًا..سأًخرِج ما في قَلبي!ميدوري،أنتِ الوَحيدُ التي تَقبَلتِني عَلى حَقيقَتي..لِم تَهرُبي أو تَشمإزي حينَما عًلِمتِ بِأكيمارو..أو انني خالِد..او عَن ماضِيّ..لَطالَما كُنتِ سَبَبًا في إبتِسامِتي..الألم..هَذا مَا إنتَسب مَصيري إليه..لَكِن..في لِقائِنا الأول،حينَما شَهِدتُ تِلك المًلامِح القَلِقة و الطُفولِية..شَعرتُ بِأنَ كاهِلًا ثَقيلًا أُزيلَ عَني..شَعرتُ بِدِفئٍ شَديد..لَم يَسبِق لي أن أشعُر بِه..لَطالَما قُلتِ بِأنكِ سَتُخرِجينَني مِن هَذا الجَحيم..في بتدِء الأمر كُنت أضُن بِقَتلي..لَكِن..أنتِ أخرَجتِني مِن جَحيمي هَذا فَقط بِإبتِسامةٍ و لُطف..أنتِ هي السَبب..أنتِ السَبب في جَعلي أحيا هَذِه الحَياة..لَطالَما حَاوًلتُ قتل نَفسي..مِرارًا و تَكرارًا..ألخِلود..هو أسوء ما في الوُجود..فقط إن الجَميع يَموتون أمام عًينًيكِ..و أنتِ عاجِزة..رُغم أن أهدافَكِ مُستَحيلة..إلا أنني أُأمِن بِكِ!و أثِقُ بِكِ..أنا..أريدُكِ!حينَما عَلِمتُ بِأمرِ هاك..شَعرتُ بِالغَيرة..لِأنهُ قَد نالَ قَلبَكِ سابِقًا..لَكِن..أنا الآن..لا أفهم سَبب رَفضِكِ لَه..
إبتَسمِت ميدوري رافِعةً رأسها نَحو السَماء..بَينما تَرجاها هوسوك في نَفسِه بِأن تَنطُق ما في قَلبِه..
-هَذا فَقط لِأنني..أكرهُه..
-يَبدو أنني سأُرفَضُ بِدَوري..لا بأس..كانَت مَشاعِري مُؤلِمة..كُنتُ أضُن أنهُ مُتبادَل..في ذَلِك الحين..حينَما حاوَلتُ تَقبيلَكِ..لِماذا..لَم تَهرُبِ..؟
وَرِدَت وَجنَتا ميدوري
-لِأنني بِبَساطة أردتُها!
تَوًسع بُؤبؤ هوسوك مَصدومًا،رَفعَت ميدوري صَدرَها بِثِقةٍ و هِي تَنظُر في عَينَي هوسوك
-أنا فًقط..أريدُها..أنا..أريدُ جونغ هوسوك!أريدُ مِنك أن تَكون مِلكي..أ ليسَ هَذا أنانِيًا..؟أنا..أريدُ العَيش!أريدُ العيش حَتى النِهاية مَعك!لِأنني..أملِكُ هَدفًا!
تَرددت تِلك الكَلِماتُ في ذِكرَياتِ هوسوك
"-ما الذي يَدفَعُك لِقُبول أن أدُس تِلك العنةِ فيك؟
-بِبساطة..لِأنني أملِكُ هَدفًا أنوي تَحقيقَه!"
-هوسوك..أنتَ كُنتَ كَمن أنار عَتمتي..أنتَ الوَحيد اللَذي تَقبلتَني حَتى بِعِيوبي..في تِلك المَرة..حينما تَم إختِطافي..كُنت تريدُ حِمايتي..جَعلتَ مِن نَفسِك دِرعًا لي!عدا ذَلِك..تِلك الإبتِسامة التي لا تُفارِق وَجهَك..لَطالما حلُمت بِتَفسيرِها..أ هي ثِقةٌ ام غُرور..حينَها فَهِمت..أنها كانت طُمأنينةً لا غَير..أنتَ تُقاتِل مُنفَرِدًا ضِد حَشدٍ مِن المآسي..لِذا..دَعني أكُن سِلاحَك الذي سَيقودُك لِلنَصر!كنتَ دومًا تائِها..و أنا كَذَلِك..لَكِن..أحيانًا الروح..تَحتاجُ إلى روح..تَرُد إليها الروح!سأكونُ لَك تِلك الروح فَكُن لي روحًا كَذلِك!!في ذلك اليوم..حينما لكمت هاك لانهُ شتمني فقط..شعرتُ بِسعادةٍ غامِرة..أنا فقط..أعشقُك!!
إقتَرب مِن ميدوري واضِعًا كَفهُ على خَدِ
ميدوري،بَينَما كانَت الدُموعُ في عَينَيها،إبتَسمَت واضِعةً كفها فوق كَفِه
-أنا...سَعيدة..لَقد حَطمتُ البًاب إلى قَلبِك!كانَ قاسِيًا و يصعُب كَسرُه..
قَرص هوسوك خَد ميدوري و هو يَصرُخ
-و اللعنة!لِماذا أنتِ..بِهَذِه الظَرافة؟
-هَذا مُؤلِم!
-لَقد آلمتِ قَلبي بِدَورِكِ!...ميدوري...عِديني..بِأنكِ سَتعودين سالِمة!
إقتَربَت ميدوري واضِعةً بِرَأسِها عَلى صَدر هوسوك،و قَد كانَت دًقاتُ قلبِه تُطرِب مَسامِعها بَينَما تَستَنشِق عَبيره
-أعِدُك..أنني سأفعَل..
كانَ مَن يُراقِب خًلف الشَجرة مُختَبِئًا و قد إحمَر وجهُه..حدث شينا نَفسهُ قائِلًا
"إذًا..أ هَذا هُو الحُب..؟أخي..أشعُر بِأن كاهِلًا قَد أُزيل عَني..أشعُر بِسعادة..تِلك الحالة..لَم أشهَد بِها أخي يَومًا..تِلك الإبتِسامة..تِلك المَشاعِر..لَقد تَغيرت كَثيرًا..هذا فقط..يشعِرُني بِالطُمأنينة.."
رَكض نَحوَهُما صارِخًا
-ما هَذا بِحَق الجَحيم!؟لِماذا لَم تُقبِلا بَعضَكُما!؟كُنتُ أنتظِر هَذِه اللحظةِ مُنذ أن ساعةٍ رُبما...و اللعنةُ عَليكُما!
صَرخ هوسوك و قَد إحمَر وِجهُه
-كَيف لَك أن تُراقِب أيُهال..
غَطت ميدوري وَجهَها مُردِفةً بِخَجل
-هَذا مُحرِج!!شينا الغَبي!!غَبي غَبي!!!
ضَحِك بِشِدَةٍ بَينَما قَهقَه هوسوك بِخِفةٍ ماسِحًا عَلى رأس ميدوري..
إبتَسم شينا واضِعًا كَفيهِ عَلى كَتِف كِلًا مِن ميدوري و هوسوك،رافِعًا رأسهُ نَحو السَماء..
-أخواي..لِنَهزِم كودو..مَهما كَلف الأمر..و ميدوري..سَتكونين الخُطوةَ الأُولى في هَذا النَصر..
إبتَسمَت ميدوري بِفَخر
-سنَنتَصر!يا شينا...ثِق بي!
_________________________________________
اتمنى إستمتعتوا بِالقِراءة💜
تجاهلوا الأخطاء الإملائية🤍

Dusk light|نُورُ الغَسَقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن