القَرار..!
..
إنهُ يُقَطِع قَلبي..
لِسببٍ ما،أُريدُ مُساعَدتَه!
فَتَحتُ عَيناي اللتي لَم تَغمَض لَها جَفنٌ هَذِه الليلة،نَهَضتُ تارِكةً مَكاني،جالِسةً بِجانِب أكينا مُستَغِلةً غِياب هوسوك
-أمس،حينَما كُنت مَع هوسوك،كانَ يُطارِد رَجُلًا دَعاه بِشينا،لَم أعلَم مَن يَكون،لَكِن عِندَما سألتُ هوسوك عن إسمِه في المَرةِ الأولى قال بِأنهُ شينا..مَن يَكونُ شينا!؟
أكينا-شقيقُه!
-لا أضُن،إنهُ وَحيد
أكينا-أحد أقارِبه!
-لا..او رُبما!
أكينا-رُبما صَديق!
صَرختُ بِصَدمة
-أو أحد أفراد عِصابَتِه!
أكينا-أنتِ مُحِقة!رُبما هو كَذَلِك!لَكِن..لِماذا تَسألين؟
شَددتُ عَلى قَبضَتي و أنا أقول
-رُبما..لِأنهُ كانَ حَزينًا..كانَ يُريدُه في حَديث،لَكِن شينا تَهَرب،هُناك شَيء!
أكينا-غَريب..
-أجل
أكينا-لا عَليكِ،سَيُسدَل السِتارُ يَومًا ما..
-مُحِقة..
نَهَضتُ فور مَجيء هوسوك،كُنت أشعُر بِالقَلق،إن كان سَمِعني،لَكِنهُ أردَف بِبُرود
-ميدوري،لِنَقُم بِمَسحةٍ لِلمَنطَقة،إن كانَت أمينة،فالنَبحَث عَن مَنزِل،الخِيم..أُراهِن أنكِ لَستِ مُرتاحة،ولا رِفاقُك،بِالنِسبةِ لي فأني لَم أنَم عَلى فِراشٍ مُنذ مِئات السِنين،لِذا لا أهتَم
نامي-إنهُ مُحِق،أُعاني مِن ألام الظَهر مُأخرًا،لِذا لِنُعَقِب المَكان
نَهَض الجَميعُ مُتَفَرِقين،كُلٌ مِنا أخذ طَريقًا حَسب تَعليمات أكينا،مَشَيتُ باحِثةً عَن أي شَيطان او لَعنة،لَكِن لَقد كانَت المَنطقة سَليمة،تَعَثرتُ بِأحد الأغثان ساقِطةً أرضًا،رَفَعتُ رأسي فارِكةً قَدمي مُتأوِهةً بِخِفة
-سُحقًا،تِلك الساقُ مُتَظَرِرةً أساسًا..
رَفَعتُ أجولُ بِناظِري،حَتى لَمَحتُ بِئرً كَبيرًا
بِئر...
جَميعُكم تَعلَمُون ما أقصِد!
البِئر التي أتيتُ مِنها!!
شَعرتُ بِأنني لَم أعُد أقوى عَلى الحَراك لِشِدةِ صَدمَتي رَفعتُ يَدي مُستَعمِلةً شُعلةَ الدُخان التي أخبَرَتنا عَنها أكينا،في حال وُجود خَطر او العُثور على شيء،نُطلِق تِلك الشُعلة في السَماء
أطلَقتُ الشُعلةَ بِلا تَرَدُد،ما هي دَقائِق حَتى جاء الجَميع فازِعين،صَرخ جيمين بِقَلق
-لِماذا إستَعمَلتِ الشُعلة!؟؟
أردَفتُ بِرَهبة
-إنهُ..البِئر..
صَرخ جيمين بِغَضب
-بِئر!!؟؟لَم يأكُلكِ البِئر أيتُهالغًبِية!
هوسوك-إنهُ مُحِق!لِماذا كُل هَذِه الرَهبةِ و الصَدمة!؟
أكينا-بِئر..أ هو البِئر الذي جِئتِ مِنه!؟
-أجل!!لِهَذا صُدِمت..لَم آتِ مِن هَذا المَكان..لَقد إختَفى..و ظَهر هُنا..هَذا مُخيف..و غَريب..
تَوَسع بُؤبؤ هوسوك و الأخرين مَصدومين
هوسوك-مُرعِب..ضَننتُ أنكِ كُنتِ تَمزَحين بِشأن العالَم الآخر..
تَسائلت أكينا بِتَرَدُد
-ماذا..سَتَفعَلين الأن..؟
-ماذا تَعنين!؟
-أعني..هَل سَتعودين؟
صَرَحتُ بِلا تَرَدُد
-بِالطَبع!!
نامي-ماذا عَن الألفابيل؟
أردَف هوسوك بِنَبرةٍ تَكادُ أن تُسمَع
-لا تًعتَرِضوها..
ماتسودا-بِماذا تُتَمتِم؟؟
صَرخ هوسوك
-لا تَعتَرِضوها!!دَعوها تَعود!لا تُجبِروها على البَقاء!
أكينا-إنهُ مُحِق!
صَرخ ماتسودا
-هَل جُنِنتُما؟!
أردَفتُ بِنَبرةٍ راجِفة
-أسِفة..رِفاق..
نامي-لا بأس عَليكِ،عودي!والِدتُكِ و أُختُكِ تَنتَظِران...
إبتَسمتُ و الدُموع في عَينَي..كَم أنا ضَعيفة..حتى مَدمَعي..لا أستَطيع التَحَكُم بِه..
حاوَل جيمين دَفعي و خو يَصرُخ
-وَداعًا يا أليس عودي إلى بِلادِكِ!
أمسَك بِي هوسوك ساحِبًا إياي مِن بَين كَف جيمين،قال بِهِدوء
-ماذا عَن أغراضِكِ؟لا بُد أن مَلابِسَنا غَريبةٌ في عالَمِكِ،هَل تَخَلصتِ مِن مَلابِسِكِ القَديمة؟
صُدِمتُ مِدرِكةً صِحةَ كَلامِه،صَرَخت أكينا بِحَماس
-أجل!!لَقد خَبأتُها!إنها بِحَوزَتي!
صَرَختُ بِحَماس
-أنتِ الأفضَل يا أكينا!!
أكينا-ياا أشعُر بِالخَجل!
قَهقَهتُ بِخِفة
إرتَديتُ مَلابِسي المَدرَسِية المُهتَرِئة،مُتَوَجِهةً نَحو البِئر،إبتَسَمتُ و أنا أقول
-رِفاق..شُكرًا لِانكُم جَعَلتُم مِن أيامي سُكر..
إبتَسم هوسوك مُحَرِكًا شَفَتيه
"سأنتَظِر"
إحمَؤت وَجنَتاي مُتجَمِدةً في مَكاني،رَكَلتي جيمين ساقِطةً في البِئر و هو يَضرُخ
-اللعنةُ عَليكِ يا جوليت أ وَقعتِ في قَفص روميو!؟
كانَت ضَربةً قَوِية،جاعِلةً مِني أفقِد الوَعي..
فَتَحتُ عَينَي بِسَبب قَطَراتِ المَطر المُتساقِطة على وَجهي،رَفَعتُ جَسدي الضَعيف مِن تِلك الأرض البارِدة
هَل كُنتُ أحلُم..؟
هَل كُل ما عِشتُه..هُو مُجرَد حُلم..؟
أدتُ يَدي إلى الوَراء لِأُبعِد خُصُلاتِ شَعري الطَويلة،صُدِمتُ بِأنها قَد إختَفت،شَعري قَصير!
أمسَكتُ بِذِراعاي البارِدَتان،أينَ أكمامي!؟
لَحظاتٌ مِن الشُرود..حَتى تَذَكرت..
ذَلِك..لَم يَكُن حُلمًا..
تَسلَقتُ ذَلِك البِئر،إنهُ المَكانُ ذاتُه،و الطَقسُ ذاتُه..
رَكَضتُ بِذُعرٍ نَحو مَنزِلي،ركلتُ الباب بِلى وَعي،دَخلتُ بِقُوةٍ و صَرَخت بِعَينَينِ غارِقَتينِ بالدُموع
-أُمي!
لَم أسمَع إلا صَوتَها و هِي تَقول
-ميدوري!أهلًا بِعَودَتِك،لَقد تأخرتي قَليلًا
تأخرتُ..قَليلًا..؟
تَعَجبتُ مِن رَدِها فَقد أمضيتُ خَمسةَ أشهُرٍ هُناك!لَيسَت بِالقَليل!
مَدت رأسَها و قِد كانَت تَحمِل مِلعقة،بَدى أنها كانَت تَطبُخ
تَوَسع بُؤبُؤها و هي تَصرُخ
-إبنَتي!!!ماذا حَدث لِشَعرِكِ و مَلابِسِكِ!؟أينَ حَقيبَتُكِ؟؟
أردَفتُ بِصوتٍ راجِف
-كُنتُ خائِفة..طارَدني لِص..
عانَقَتني بِحَنانٍ ماسِحةً عَلى رأسي و القَلق يَعتَريها
لِماذا كَذَبت..؟
دَخَلتُ إلى غُرفَتي مُرتَمِيةً بِجَسَدي عَلى هَذا الفِراش القُطني،أشعُر بِالراحة،هَذا أفضَل بِعَشرات المَرات مِن النَومِ أرضًا،نَظَرتُ إلى التَقويم
"الخامِس عَشر مِن سِبتَمبر"
تَوَسع بُؤبؤي و أنا أتذَكر..
لَقد ذَهَبتُ إلى ذَلِك العالَم في اليومِ ذاتِه و الشَهر ذاتِه!
هَل يُعقَل..أنني ذَهَبتُ و عُدتُ في اليومِ نَفسِه!
نَهَضتُ مِن فِراشي نازِعةً قَميصي بِسُرعة،لَقد كانَت الألفابيل مَوجودة!!
ضَننتٌ بِأنها سَتختَفي!
دَخَلت أختي الصَغيرة دون إنذار،أمسَكتُ قَميصي مُغَطِيةً الألفابيل صارِخةً بِغَضب
-يونا!!!أيتُهالحَمقاء!أُطرُقي الباب قَبل دُخولِكِ!
يونا-ميدوري غَبية!هذا الأبله يُقِف بِالباب و يُريدُكِ!
-مَن!؟؟
-حَبيبُكِ!!
صَرَختُ بِخَجل
-إنهُ فَقط زَميلي في المَدرَسة!أيضًا أنتِ طِفلة!!لا تَقولي تِلك الأشياء!
-ميدوري غَبية(تَمِد لِسانَها)
هَرَبت راكِضة،تَنَهدتُ بِغَضبٍ مُرتَدِيةً قَميصً أسوَد و بِنطالًا أسوَد،هَذا ما وَقع ناظِري عَليه،كُنتُ ساخرُج إلا انني تَذَكرت،سَيَضحَكُ هاك عَلى شَعري!!
إلا أن صورةَ هوسوك تَرَددت في ذِهني،و تَصَرُفاتُه،إنهُ مُمَيز،لا يَهتَم لِرأي الناس فيه،بَفعَل ما يَحلو لَه فَقط،أريدُ أن أكونَ مِثلَه!
فَتَحتُ البَاب حَيثُ كانَ يُفَتِش في هاتِفِه،إبتَسَم مُلَوِحًا
هاك-أهلًا ايتُهالصَغيرة ميدوري!كَيفَ حالُك؟لَقد أسقَطتِ تِلك القِلادة حِينما إفتَرَقنا
تَسائلتُ عاقِدةً حاجِبي
-و لِماذا لَم تَنتَظِر أن آتِ إلى المَدرَسة؟
إبتَسم مُقتَرِبًا
-لِأنني بِبَساطة،أردتُ رُؤيةَ وَجِهكِ الجَميل
إحمَرّت وَجنَتاي و أنا أصرُخ
-تَوَقف!
قَهقَه بِخِفة،رَنَ هاتِفُه حَيثُ رَد
-آه إزومي!أجل عَزيزَتي أنا قادِم!
أغلَق الخَط و قَد تَلاشت مَلامِح الخَجل مِن وِجهي،أردَف بِحَماس
-و الأن،سأذهَب،لَدي مَوعِدٌ مُهم مَع صَديقَتي!نَلتَقي قَريبًا!
رَكض مُبتَعِدًا
إنهُ فَقط..يُحَطِمُني..
كَيف لَك أن تَكون قاسِيًا لِتِلك الدَرِجة..؟
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💜
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...
