مَرارة..
..يَمشي مَن حَمل الأسى بِنَبرةٍ مُحطَمة وَحيدًا في الغابة،يُحدِث نَفسَه
"أنا..في إشتِياقٍ لِأخي..أُقسِم..أُقسِم بِأنني سأنتَقِم لِك!!سأُحطِمُ مَن قَتلك و لَم سأُريق الدِماء،سأسحَق عِضام كُل مَن تَسبب بِآلامِك،طِفلٌ إن كَان أم إمرَءة..سَأقتُلك.."
تَتداوَر الأفكار الشَيطانِية في عَقل هوسوك،إذ بِه مُعلقٌ بِخيارين لا أكثَر،الحِفاظ على إنسانِيته،او التَخلي عَنها في سَبيل الإنتِقام!
لَكِن..كُلما تَترَدد عِبارةُ شينا اللتي كانَت عَلى طارِف لِسانِه كُلما شَهِد اليأس يَستًوطِئ قَلب هوسوك
"سَنحيا بَعد كُربَتِنا رَبيعًا كَأننا لَم نَذُق بِالأمس مُرًا.."
تَتضارَب أحاسيس هوسوك بِالحُزن و النَدم..مَع بَعض السَعادةِ عَلى مَحياه،مَلامِحٌ لَم تُشهَد في وَجهِه سابِقًا.."أخبِروني بِكَذِباتٍ جَميلة..تُسعِد قَلبي المُحَطم.."
رَفع هوسوك رأسه مُناجِيًا في قَلبِه..
على حافَةِ جُرفٍ إلى الهاوِية..القَليل فَقط،قَد يَتسَبب في وُقوعِه في تِلك الهاوِية..
هاوِيةٍ..إلى الوِحدة..
قطَع حَبل أفكار هوسوك كَيانٌ قَد مَرّ خَلفَه بِسُرعةِ الضَوء،وَجه هوسوك سَيفَه حيث أصاب الشَجرة،إذ كانَ يَقِف بِجانِبه
صاحِب الشَعر الناعِم اللذي أخذ بَياض الثَلج في لَونِه،تِلك العَينَين الزَرقاوَتين كَمُحيطاتٍ تَحمِل في أعماقِها أسرارًا و خَفايا،طول قامَتِه المُتوَسِط و لِباسُه القِديم،اللذي قِد مَر عَليه دِهر،إرتَسمَت مَلامِحه بالخُبث مُطفِيًا بَسمةً تَقشَعِر لَها الأبدان و هُو يَقول بِثَوتِه الخَشِن
-لَقد مَرّ وَقتٌ طَويل..يا حاصِد الأرواح..ام عَلي القَول..جونغ هوسوك!
جَحِض مِحجرا هوسوك،و أخذ بُؤبؤه العَسلِي بِالإتِساعِ شَيئًا فَشيئًا،تَراجَع إلى الخًلف بِخُطواتٍ مُتثاقِلة،إتَكأ على تِلك الشَجرةِ العَتيقة اللتي عَلق سَيفُه فيها،سَحبهُ مُعيدًا إياهُ إلى غِمدِه الكُحلي،نَبرةٌ مَصدومةٌ قَد أخَءت بِالإرتِجافِ و قَد ظَرت مَلامِح الذُعرِ في مَحياه
-كودو..
-ما هَذا..؟أ صِرت أكثَر عَقلانِية،لَقد تَغيرت،أذكُر أنَك كُنت تَصرُخ طُوال الوَقت،و تَضحَك كالمَجنون،طائِشٌ يَعشَق سَفك الدِماء..أ لَيس،ما هَذا أنت عَليه؟
أخذ هوسوك نَفسًا عَميقًا،تَحوَلت مَلامِحُه إلى البارِدةِ و المُرعِبة و هُو يَردِف بَصوتِه العَميق
-أجل..لا أزال..أعشَق سَفك الدِماء..
ضَحِك بِهِستيريا و هُو يَصرُخ
-أجل!!هَذا ما أنتَ عَليه!أرِني تِلك المَلامِح المُرعِبة!وَجهُ السَفاح جونغ هوسوك!
-شينا...قَد..مات..
قالَها بِصُعوبَةٍ مُخفِضًا رأسه إلى الأرض،ضَحِكاتٌ خَفيفة تَتلو الأُخرى حِتى تَحوَلت إلى ضَحِكاتٍ هِستِريةٍ و عالِية!!
تَوالَت الصَواعِق عَلى هوسوك..إرتَسمَت مَلامِحُه بِالصِدنةِ شَيئًا فَشيئًا،أحاب شينا بِبُرود
-و ماذا في ذَلِك؟
تَسائل هوسوك بِنَبرةٍ أليمة
-ماذا..تَقصِد..؟
-كَلامِي واضِح،ماذا و إن ماتَ شينا!لَقد مات!جَميعُنا نِموت في النِهاية،إلا أنا و أنت،نَحنُ مُختَلِفان!و هَذا مُذهِل!!أ نَسيت أحلامَك؟جَعل البَشر يُعانون و يَموتون بِأبشَع الطُرق المُمكِنة،لِلإنتِقام لِوالِدتِك!في النِهاية،شينا بَشري،كانَ يَستَحِق ذَلِك،لَم يَكُن سِوى قِطعةٍ مِن القَذارة..
سَحب هوسوك سَيفَه مُنطَلِقًا نَحوَه بِلا تَفكِير،سُرعَتُه لَك تَكُن تُضاهي أي شَخص!صَدّ كودو ضَربةَ هوسزك بِسِكينٍ حَيثُ لَم يُحرِك هوسزك ساكِنًا،إستَمر بِتَوجِيه سَيفِه نَحوَه
-أنت..لا تَزال كَما عَهِدتُك..إسمَع..أعلَم أن الألفابيل بِحَزَتِك الأن،لِذا،إن أعطَيتَها لي فسأفُك لَعنة أكيمارو عَنك!!
صُدم هوسوك مُتراجِعًا،أحد أحلام هوسوك..سَيُصبِح حَقيقة..
عَقد هوسوك حاجِبيه رافِعًا رأسه و قَد بَثت نَبرتُه الرُعب في كودو!!
-لَم و لَن أُعطيكَ الألفابيل..أجل..أنا حامِل الألفابيل!!..و أيضًا،أنتَ هُو قِطعةُ القَذارة يا هَذا..شينا هو أخي..أما أنت،فَلس سِوى شَيطانٍ يُحطِم أحلام مَن حَولِه لِأجل هَدفِه..
إبتَسم شينا و هُو يَقول
-إذًا..سَمِعت بِأنك قَد حَصلت عَلى رِفقة..لِماذا لَا تُعرِفُ أخيكَ الكَبير عَليهِم؟
بِحَركةٍ سَريعة خَدش هوسوك وَجه كودو و قَد إعتَلت وَجهُه مَلامِح شَيطانِيةٍ مُرعِبة!نَبرةٌ بَثَت الالرَهبةَ قي كودو
-إياك..و المَساس بِأيٍ مِنهُم..
تَراجَع واضِحًا كَفهُ عَلى قَطراتِ الدِماء المُتساقِطةِ مِن خَدشِه،تًوسَع بُؤبؤه مَصدومًا،حَتى تَغيَرت مَلامِحُه لِإبتِيامةٍ هادِئة،مًثيرةٍ لِلرَيبة
-فَهِمت..
تَراجَع عائِدًا مِن حَيثُ ما أتى،و لِسَبَبٍ ما،لَم يُحرِك هوسوك ساكِنًا..
"لِماذا لا أستَطيع الحَراك..أ هَذا يأس؟..أم خَوف؟.."
سارَت نَفس هوسوك وِحيدَةَ المَدى..إلى مَتى،سيَرتَشِف مِن كأس الألم و المَرارة؟
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية♡
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...