فَراشات
..
أ شَعرتَ يَومًا بِذلِك الشُعور؟حينَما تَهرُبُ مِن هَذا العالمِ القاسي،مُحاوِلًا إضحاكَ نَفسِكَ بِأبسَط الأُمور،فَتشعُر كَما لَو كامَت هُناكَ فَراشاتٌ داخِل مَعِدتِك لِشِدةِ سَعادَتِه،أضُن أن هَذا ما أشعُرُ بِهِ الآن.
..
جَلستُ و بِجانِبي كِلًا مِن ماتسودا و نامي،إبتَسم ماتسودا و هُو يقول
-عَجبًا،كأن الماضي يُعيدُ نَفسَه..
-أجل..
تسائلت ميدوري جاهِلةً عَما عَتحدثان
-ماذا تَقصِدان؟
أجابَت نامي
-قَبل ثمانية عَشر عامًا،يُقالُ أن هُناكَ رَجُلٌ إدعى بِأنهُ مِن عالمٍ آخر،لا أحد صَدقه،لَكن،كان زِيُه غريبٌ جِدًا،إعتَبرهُ الجَميعُ على أنهُ مُختَلٌ عَقلِيًا،لَكِن،كَما قالت الخُرافات،او الحَقيقة،حَدث ذاتُ الأمرِ مَعكِ،لِهَذا وَثِقنا بِك،تِلك التَفاصيل،لا يَستَطيعُ أحدٌ شَرحَها،إلا مَن مَرّ بِها.
صَرخَت بِصدمة
-و كَيف عاد!؟
-لا أحد يَعرِف،يُقالُ أنهُ عاد عَبر البِئر،لِذَا سَنُحاوِلُ مَعَكِ
إتَخذَت شَفَتا ميدوري إبتِسامةً و هِي تَقول
-شُكرًا..أنتُم تَبذُلونَ الكَثيرَ لِأجلي
أجابَها ماتسودا
-لا شُكر عَلى واجِب
دَخَلت أكينا بِسُرعةٍ و هِي تَقول
-ميدوري!لَدي فِكرة!دَعيني أُصَمِم لَكِ مَلابِسًا جَديدة!
-لا
-لِماذا!؟
-أشعُر بِالراحة،أيضًا،لا أضُنُ أن بَقائي سَيَطول..
تَسائل ماتسودا بِتعَجُب
-أينَ جيمين؟
أجابت نامي بِتذَمُر
-يتدَربُ كَعادَتِه..
تَعجَبت ميدوري مُتسائِلة
-يَتدَرب..؟
-مَجنونٌ يسعى إلى الكَمال
ضَحِكَت ميدوري على رَدِ مَاتسودا
نَهضَت أكينا و هِي تَقول
-إسمعا،سنَذهَبُ أنا و ماتسودا،باحِثينَ عَن الطَعام،أو أيّ بيوتٍ قَريبة،لِذَا أخبِرا جيمين و إنتَبِها
أومأت نامي بِالإيجاب ساحِبةً ميدوري مُحاوِطةً كِلًا مِن يَديها حول رَقبَتِها
-سأحرُسُ ميدوري!
أطلَقت ميدوري قَهقَهةً خَفيفة
إنطَلق كِليهُما،حيثُ كانَت المَسافةُ تَبعُد و لا تَتَناقَص،عادَتا إلى مَوضِعيهِما مُستَلقين عَلى الأعشابِ الرَطِبةِ و البارِدة،نِصفُ ساعةٍ حَتى إلتَهم جَمالُ هَذِه السَماء ظلامُ اللَيلِ ألذي فُرِش بِتِلكَ النِجومِ الساحِرة،غَطى عَلى جَمالِها بَعضُ الغِيومِ المُتراكِمة ألتي أخذَت لونَ السَماءِ بِغُمقِها،إلتَفَتت نامي و هِي تَتسائلُ و عَليها عَلاماتُ القَلق
-أ لا تَضُنينَ أن جيمين تأخر؟
-مُحِقة،أ نَبحَثُ عَنه؟
-لا أعلم..لكِن،أعلَم أينَ يتدَرب،لِنَذهَب إليه
أومأت ميدوري بِالإيجابِ ناهِضةً مُمسِكةً بِكفِ نامي،إنطَلَقتا بِخُطُواتٍ مُتباطِئة،جاعِلتينِ مين قدَميهِما تأخُذُ مسارَها إلى تِلك الغابةِ الكَثيفة،تسائلت ميدوري
-إذًا،أ وَقعتِ بِالحُبِ مَرةً واحِدة على الأقل؟
أجابَت نامي بِخجَل
-حَسَنًا،لِنَقُل..مِن طَرَفٍ واحِد
-مع مَن؟!
-الصُعلوكُ الذي يسعى لِلكَمال!
صَرَخت ميدوري بِتَعجُب
-جيمين!؟
-رُبما..
قَهقَت ميدوري بِشِدةٍ مُتسائِلة
-أ لم تَجِدِ غَير ذَلِك القَزَمُ العَكِر؟
-لاا!إنهُ لَطيف
-مُتأكِدةٌ بِأنهُ مِن كِلا الطرفين،لِذا تَفائلي يا نامي!
-مَعكِ حَق..شُكرًا،ماذا عَنكِ أيتُهالمَلعونة؟
-حَسَنًا،لِنقُل أنهُ إعتَرف لي..لكنهُ يُحِبُ الفَتياتُ كَثيرًا،زيرُ نِساء،لَكِن،لا أشعُر بِالإنجِذابِ لِهذِهِ الطِباع،إنهُ مُزعِج
-أخبِريهِ بِأنكِ لا تُريديه،هل أنتُما في عِلاقةٍ بِالفِعل؟!
-لَم أرُّد على إعتِرافِهِ مُنذُ عامين،و هُو لا يزالُ يُطارِدُني،لا تَقلَقي،إن عُدتُ بِتِلكَ القَصّةِ الغَريبة فسَيترُكُني هارِبًا"قَهقَهة"
-لا،لا تَقولي ذَلِك إنها جَمي__
قاطَع نَبرَتُها المُنزَعِجة و صوتُ ضَحِكاتِ صَرخةٌ مِن الأُفق،إقشَعَر جَسدُ ميدوري لِوهلة،شَدَت قَبضَتُها الراجِفة على قَبضةِ نامي البارِدة،تسائَلت و نَبرةُ لخَوفِ هَزَت حِبالَ صوتِها
-ما..هَذا الصوت؟
-لِنَتبَعه!
سَحبَتها مُسابِقَتينِ الرِياحِ بِسُرعةٍ شَديدة
مِيدوري
سَحَبت نامي جَسَدي بِسُرعةٍ شَديدة جاعِلةً مِنا نُسابِقُ تِلكَ الرِياحِ البارِدة،تَوَقفنا عِندَ شُجيرةٍ صَغيرة،إلتَقَطَت عَدَستي أبشَع مَنظَرٍ قَد شَهِدتُه،كانَت الدِماءُ مُتَناثِرة،و فأسُ جيمين مُلقًى على الأرض،بينَما جيمين بَينَ يَدي ذَلِك الوَحشُ و قَد بان بِأنهُ حَصلَ على جُرحٍ خَطير!
تَراجَعتُ بِخُطُواتٍ مُتباطِئة حيثُ لَم أعُد أشعُر بِساقاي،سَقطتُ على كِلتا رُكبَتي بِجَسدي الهَزيلِ و الراجِف،لَم ألمَح إلا و قَد إنطَلَقَت نامي و هِي تَثورُ غَضَبًا،أخرَجَت سيفَها المَسموم قاطِعةً ذِراعَ ذَلِك الوَحش،جاعِلةً مِن جيمين طَريح الأرضِ لا يقوى عَلى الحَراك،أخَذَت تُحاوِلُ طَنعهُ إلا أنها ضَرَبتهُ بِقوةِ حيثُ كانَ جَسدُه سَميكًا،إرتَدَ سيفُها كَما لو إرتَطَم بِالحَديد،أخَذ بِجَسدِ نامي الهَزيلِ بِكِلتا ذِراعيهِ رامِيًا بِها إلى تِلكَ الشَجَرةِ الغَليضة،جاعِلًا صوتَ تَكَسُرِ يَدها مُدَوِيًا فِي الأرجاءِ و يَتَرَددُ صَداه،أُراهِن أن ساقَها قَد إنكَسرَت أيضًا،نَهَضتُ رُغم الخَوفي الذي إعتَراني مُتَوَجِهةً نَحوَهُم،صَرَخَت نامي بِصوتِها الضَعيف و الراجِف
-ميدوري!أُهرُبي مِن هُنا!إنها لَعنةٌ مِن الدَرجةِ الأولى،لَكِنها بِلى عَقلٍ على الأرجَح!أخبِري أكينا بِأنهُ خَطأي،و أنا أعتَذِر..
حاوَلتُ سَحب سيفِها الثَقيلِ جِدًا مُتجاهِلةً ثَرثَتَها
أنا قَويةٌ و لا أُقهَر!لَطالَما واجَهتُ الصِعابَ بِبسمة!
حَمَلتُ ذَلِك السيفِ الذي يكادُ أن يسقًط مِن كِلتا يَدي،فورَ نَظري إلى وَجهِه،إكتَشَفت..أنني لا أقوى على الحَراكِ خُطوةً واحِدة حَتى!
شَعَرتُ بِجَسدي يَرتَجِف،و نَبَضاتُ قَلبي تَتَسارَع،أفلَتُ ذَلِك السَيفِ و أنا أُخاطِبُ نَفسي بِصوتٍ مَسموع
-إفتَقَرتُما لِلقُوةِ فَهُزِمتُما،بينما أنا،أفتَقِرُ لِلشجاعةٍ فَسأُموت
-أُهرُبي ميدوري أرجوكِ!
صَرَختُ بِصوتٍ راجِفٍ و قَد إنهَمَرِت دُموعي بِشِدة
-أُقسِمُ بِأنني لَم أعيشَ بِمُفرَدي!أما نَموتُ سَويا أو نَحيا سَوِيا!
إتَجَه ذَلِك الوَحشُ نحوَي بِسُرعةٍ فائِقة،صَرَختُ بِشِدة
-لاا!
أنا أخافُ مِن الموتِ لا غَير،لَستُ سِوى جَبانة،جَبانةٌ تَهابُ المَوت..
أغمَضتُ عَينَي بِشِدةٍ فَشَعرتُ بِتِوَقُفِ خُطُواتِه،فَتَحتُ عَينَي حيثُ شَهِدتُ ماتسودا يُقَطِعُهُ لِأشلاء كَما لَو كان حيوانًا ضَعيفًا....
صَرَخ ماتسودا و قَد أجهَز عَليهِ بِبَساطة
-أكينا!إنهُم هُنا!
رَكَضت بِإتِجاهِنا و قَد بانَ القَلقُ عَليها،أمسَكَت بِكلتا خَدي و هِي تَقول
-اه..لَستِ مُصابة
تَفَقدَت نامي و جيمين إبتَسَمت و هِي تَقول
-لا تَخافي،إصاباتٌ يَسهُلُ مُعالَجَتُها..
إمتلأت حَدَقتي بِتِلك الدُموعِ الساخِنة و أنا أقول بِتِلك النَبرةِ الراجِفة
-كُنتُ خائِفة!
-لا بأس عَليكِ
..............................
ضيعفةٌ لا تَقوى عَلى مُواجَهةِ الحُزنِ بِإبتِسامة،هَذا ما أنا عَليه
............................
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💛💛
اذا عجبكم البارت لا تنسون النجمة🌟و انطوني رأيكم بالأحداث🗨
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...