أسير!
..
أسيرُ عَقلِك؟أم أسيرُ قَلبِك؟فَكِر بِعِناية..
..
تَطَوَع هوسوك لِتَدريب ميدوري،و يالَيتَهُ لَم يَفعَل
قاسٍ،وَقِح،بارِد،يَرمي بِتِلك الكَلِمات الجارِحة مَتى يَشاء!تَستَيقِض ميدوري عَلى صُراخِ هوسوك الذي كان كالكابوسِ بِالنِسبةِ لَها
-إنهَضي!!إنهُ وَقتُ تَدريبِكِ!
أردَفَت بِإنزِعاج دافِنةً رأسها بَين الأغطِية
-لا أُريد..
سَحَب هوسوك الأغطِية فِي هَذا الجَوّ البارِد و هو يَسحَبُها مِن ساقِها،بَينَما تَمَسَكت بِالأغطِيةِ تأبى النُهوض و هي تصرُخ
-لَم أنَم سِوى اربَعِ ساعات!أُترُكني أرجوك!!و اللعنةُ عَليكَ و عَلى الألفابيل تِلك!
صَرَخ هوسوك بِغَضَب
-اللعنةُ عَليكِ أنتِ أيتُهالكَسولة!!
-أيّ كَسَلٍ هَذا!!إنها الخامِسةُ صَباحًا!
-إخرَسي!
كانَ ماتسودا نائِمًا بِجانِب أكينا،إلتَفَتت نَحوَهُ و قَد بانَ التَعَبُ في عَينَيها و هي تَردِف بِصوتٍ مُتعَب
-مُجَدَدًا..؟
اومأ ماتسودا بِالإيجاب و هو يَقول
-و اللعنة..إنهُ مُزعِج...مَن الذي يَتَدربُ في هَذا الوَقت..أنا أُشفِق عَلى ميدوري..
-إنهُ خَطأي،كان عَلي أن أُدَرِبَها أنا..
تَنَهد ماتسودا مُديرًا جَسَدهُ إلى الناحِيةِ الأُخرى..
نَهَضت ميدوري مُرغَمة،أعطاها سَيفًا خَشَبِيًا و هو يَقول بِحَماس
-الدَرسُ الأول!كَيفَ تُدافِعين عَن نَفسِكِ!
-مَتى سَنَستَريح؟
صَرَخ هوسوك ضارِبًا ميدوري بِخِفةٍ عَلى رأسِها
-غَبِية!لَم نَفعَل شَيئًا حَتى!
تَنَهدت ناهِضة،مُمسِكةً بِسَيفِها الخَشَبي،تَناوَل هوسوك ذَلِك السَيف الخَشبي مِن تِلك الأرض الرَطِبة،فَرقَع أصابِعهُ و إبتِسامةُ الثِقةُ تَعتَلي مَحياهُ كَعادَتِه،إقتَرَب مِن ميدوري مُمسِكًا يَدَها بِقُوة مُرَتِبًا وَضعِيَتها،إبتَعَد بِضع خُطُواتٍ و رَمى سَيفَه و هُو يَقول
-هاجِميني!
تَعَجبَت ميدوري صارِخة
-لَكِن..لِما رَميتَه!؟
-هاجِميني إن إستَطَعتِ!
-حَسَنًا..
شَدَت قَبضَتَيها على السيفِ مُسابِقةً الرِياح و هِي تَركُض بِإتِجاهِه،لَم تشعُر بِشيءٍ إلا و هي طَريحةُ الأرضِ بِغَمضةِ عَين،نَظَرت مِن حَولِها رافِعةً جَسَدها بِصُعوبة و قَد إتسَخَت بِالغُبار،رَكَلَها هوسوك جاعِلًا وَجهَها مُلتَصِقًا في الأرض مِن جَديد!،رَفَعت رأسَها و هي تَثور غَضَبًا،أردَف و هُو يَضحَكُ بِخُبث
-القاعِدةُ الأُولى،لا تَشرُدي أبدًا!و الثانية،تَحَركي بِسُرعةٍ أكبَر!
تَنَهدت و هي تَقول
-سأُعاني كَثيرًا..
ساعاتٌ مِن التَدريب القاسي،دامَ حَتى الثالِثةِ ظُهرًا،أردَف هوسوك بِصُراخٍ مُصَفِقًا بِكِلتا يَديه
-إستِراحة!
كانَت ميدوري طَريحةَ الأرض لا تَقوى عَلى الحَراك،رَحل هوسوك تارِكًا إياها تُصارِع الألم بِمُفرَدِها،مَدَت أكينا رأسها و هي تَقول
-إذًا،لا تَبدين بِخَير..
-لا..
تَنَهدت أكينا و هي تَقول
-إجلِسي،لَقد أحضَرتُ الغَداء..
ما هي عدةُ قَضماتٍ لِتُبعِد طَعامَها و هي تَقول
-لا أشعُر بِالجوع..
صَرَخت أكينا بِغَضَب
-ماذا فَعَل بِكِ هَذا المُختَل!؟
-لا شَيء..فَقَط كَسر عِظامي..
-حَقًا!؟
-تَعبيرٌ مَجازي..
-اوه..
تَنَهدت ميدوري واقِفةً عَلى كِلتا قَدميها و هي تَقول
-أكينا..شُكرًا..لِأنكِ إئتوَيتِني بَينَ أحضانِكِ..
إقتَرَبت أكينا ساحِبةً إياها إلى أحضانِها الدافِئة،مَسَحت عَلى رأسِها بِخِفة و هي تَقول
-ميدوري!!غَبية!لا تَقولي مِثل هَذا الكَلامِ المُأثِر!
ضَحِكَت ميدوري بِخِفةٍ،قاطَع عِناقَهُما هوسوك الذي دَغدَغ ميدوري جاعِلًا مِنها تَقفِز فَزَعًا،صَرَخَت بِغَضَب
-هوسوك!!
ضَحِك بِشِدةٍ هو و أكينا،أردَف بِهِدوء
-لِنُكمِل..
-أ لَم نَنتَهي!؟
-كلا يا عَزيزَتي
رَكَلت تِلك الصَخرةَ لِتُفرِغ فيها غَضَبها،إنتَهى الأمرُ بِإصابَتِها بِالألم في أصابِعِها لا غَير
تدريبٌ و المَزيدُ مِن التَدريب،حَتى هَلِكَت ميدوري رامِيةً بِجَسَدِها مُتَكِئةً على الشَجَرة جَلَس هوسوك بِجانِبِها و هو يَقول
-إنتَهى يومُكِ الأول،لا أُصَدِق،أنتِ فاشِلة بِحَق!آمُل أن يَتَحسن مُستَواكِ،لَم أُعَلِمَكِ أشياء أصعَب،الدِفاعُ عَن النَفس لا غَير،هَذا هَدَفي
أطلَقَت ميدوري تَثاؤبًا مادَةً كِلتا يَديها في الهَواء،إتَكأت على الشَجرة و هي تَتَسائل بِهِدوء
- لا أعلم سَبب حِقدِك عَلى النَاس..لَكِن،أنا مُتأكِدة،أن هُناك ما كَسَرك،و ما يُكسَر لا يُصلَح..
تَنهَد مُجيبًا
-أنتِ...كَيفَ تُريدين أن تَحفري ما في داخِلي و أنا لا أعرِفُكِ حَتى..؟ميدوري،أنتِ غَريبةُ الأطوار..مُزعِجة!
شَعر بِحملٍ ثَقيلٍ عَلى كِتِفِه،إلتَفت إذ بِها تِلك المِسكينة قَد إنهارَت مِن التَعب،كانَت تَشخُر حَتى،أردَف بِتَلعثُمٍ
-ماذا تَفعَلين أيتُهالغَريبة!
هِي لَم تَنطُق بِحَرف،فَقد كانَت غارِقةً بِالتَعب،إقشَعر جَسدُه و إحمَرت وَجنَتيهِ،أردَف بِتَلعثُم
-ما هَذا الشُعور الغَريب!؟
أخذ نَفسًا عَميقًا مُحاوِلًا تَهدِئة نَفسِه،و قَد نَجح بِالفِعل،تَحرك مُحاوِلًا النُهوض،إذ سَقطَت في أحضانِه،مِما جَعل تَوَتُرهُ يَزداد أكثَر فأكثَر،تَنَهد مُستَسلِمًا فَما بِاليَد حيلة،أغمَض عَينَيهِ التاعِبَتين و قَد نامَ كالأطفال الرُضع
مَرّت أكينا و قَد رَسَمت إبتِسامةً هادِئة عَلى شَفَتَيها،و قَد داعَب النَسيم شَعرَها الطَويل
-الأُمور،تأخُذ مَجراها بِسُرعة..
فارَقت تِلك الكَلِماتُ شَفَتي أكينا مُغادِرة،تارِكةً إياهُما في عالَم الأحلام الصَغير.
.....................................
لا شَيء يُعادِلُ أن تَكونَ مُمتَلِئًا بِنَفسِك،مُحاطًا بِما تُحِب،غارِقًا في عالَمِك الصَغير..
...................................
_________________________________________
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💜
أنت تقرأ
Dusk light|نُورُ الغَسَقْ
Fantasyماذا لَو فَتحتَ عَينَيك الغائِرَتين في وَضح النَهار و أمسُكَ كانَ ماطِرًا؟ تَستَيقِض في مَكانٍ نَقيضٍ عَن سابِقه،في زَمانٍ و مَكانٍ مُختَلفين،ماذا سَتفعَل؟ تَبدأ قِصةُ بَطلَتِنا بَعد سُقوطِها في بِئرٍ عَميقٍ فَتكتَشِف أنها في زَمانٍ مُختَلِف عَن ساب...