قوم تُبِّع

132 11 0
                                    

ﻗﻮﻡ ﺗﺒﻊ ﻫﻮ ﻭﺻﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻘﻮﻡ / ﻋﺸﻴﺮﺓ ﻣﻠﻚ ﺣﻤﻴﺮﻱ ﻳﺪﻋﻰ ﺗﺒﻊ ﺃﺳﻌﺪ ﺃﺑﻮ ﻛﺮﺏ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻱ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ
‏[ 1 ‏] ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺍﺳﺮﺓ " ﺑﻨﻮ ﺗﺒﻊ " ﻫﻢ ﺃﻗﻴﺎﻝ ‏( ﺃﻣﺮﺍﺀ ‏) ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺣُﻤﻼﻥ . ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻕ ﻭﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ .
ﺗﺒﻊ
ﺗﺒﻊ ﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﻣﻠﻮﻙ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺣﻤﻴﺮ ﺍﻣﺎ " ﺑﻨﻮ ﺗﺒﻊ " ﻫﻢ ﺃﻗﻴﺎﻝ ‏( ﺃﻣﺮﺍﺀ ‏) ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺣُﻤﻼﻥ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮﺵ .
ﺗﻘﻊ ﺑﻠﺪﺓ ﺣُﻤﻼﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﻨﻮ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ، ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺣﻔﺎﺱ، ﺟﻨﻮﺏ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻤﺤﻮﻳﺖ .
ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺃﻥّ ﺗﺒﻊ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﻣﺆﻣﻨﺎً، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺗﻌﺒﻴﺮ ‏( ﻗﻮﻡ ﺗﺒّﻊ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺁﻳﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺣﻴﺚ ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳُﺬَﻡّ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ، ﺑﻞ ﺫُﻡ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﺍﻟﺮّﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨّﺒﻲ ‏( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏) ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : ‏( ﻻﺗﺴﺒّﻮﺍ ﺗﺒّﻌﺎً ﻓﺈﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻢ ‏) .
ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃُﺧﺮﻯ : ﺇﻥّ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ـ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﻔﺎﺭﻩ ـ ﻭﻧﺰﻝ ﺑﻔﻨﺎﺋﻬﺎ، ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺒﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻜﻨﻮﻧﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻧّﻲ ﻣﺨﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻳﻬﻮﺩﻳﺔ، ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺷﺎﻣﻮﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ـ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺃﻋﻠﻤﻬﻢ ـ . ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﺑﻠﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻧﺒﻲ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺑﻤﻜّﺔ ﺍﺳﻤﻪ ﺃﺣﻤﺪ . ﺛﻢّ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺷﻤﺎﺋﻞ ﻧﺒﻲّ ﺍﻹﺳﻼﻡ () ﻓﻘﺎﻝ ﺗﺒّﻊ ـ ﻭﻛﺄﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺎﻷﻣﺮ ـ : ﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺧﺮﺍﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺑﻞ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﺫﻳﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺱ ﻭﺍﻟﺨﺰﺭﺝ : ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻓﺈﻥّ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨّﺒﻲ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩ ﻓﺂﺯﺭﻭﻩ ﻭﺍﻧﺼﺮﻭﻩ، ﻭﺃﻭﺻﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧّﻪ ﻛﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﻭﺩﻋﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮّﺳﻮﻝ () ، ﻭﻳﺮﻭﻱ ﺻﺎﺣﺐ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥّ ﺗﺒّﻌﺎً ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻘﺪ ﺳﺎﺭ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻭﻗﺎﺩ ﺟﻴﺸﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﻜّﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ ﻣﺮﺽ ﻋﻀﺎﻝ ﻋﺠﺰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻦ ﻋﻼﺟﻪ ,,
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ ﺣﻜﻴﻤﺎً ﻳﺪﻋﻰ ﺷﺎﻣﻮﻝ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺇﻥّ ﻣﺮﺿﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻮﺀ ﻧﻴﺘﻚ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻭﺳﺘﺸﻔﻰ ﺇﺫﺍ ﺻﺮﻓﺖ ﺫﻫﻨﻚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮﺕ، ﻓﺮﺟﻊ ﺗﺒﻊ ﻋﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻭﻧﺬﺭ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﻛﺴﺎ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﺒﺮﺩ ﻳﻤﺎﻧﻲ .
ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﺒﻊ ﺍﺳﻤﻪ ﺃﺳﻌﺪ ﺃﺑﻮ ﻛﺮﻳﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺣﺎﺭﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﺳﺎﻟﻤﻬﻢ ﻭﺗﺮﻙ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﻮﺣﺎ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺮ، ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺒﻌﺚ ﻭﻳﻬﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﺘﻮﺍﺭﺛﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻬﺎﺟﺮﺍً، ﻭﺗﺒﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺴﺎ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ﻭﺩﻋﺎ ﻗﻮﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ‏[ 1 ‏] .
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻗﺼّﺔ ﻛﺴﻮﺓ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﺃُﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺗﺮ . ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻫﺬﺍ، ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﻛﺴﻮﺓ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ .
ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ
ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ : ﻗﻴﻞ ﺳﻤﻮﻩ ﺗﺒﻌﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻈﻞ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﻈﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ : ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻐﺰﻭﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ : ﻓﺄﺗﺒﻊ ﺳﺒﺒﺎ * ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﻣﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ .. ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ : ﻟﻢ ﻧﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﺳﺘﺮﺍ، ﻭﻗﻴﻞ ﻷﻧﻪ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻣﻠﻮﻙ ﻣﺨﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻗﻴﺎﻝ ﻭﺍﻷﺫﻭﺍﺀ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﻣﺨﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺃﺫﻭﺍﺋﻪ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻟﻘﺐ ﺗﺒﻌﺎ ﻷﻧﻪ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ‏[ 2 ‏] .
ﺗﺒﻊ ﻧﺒﻴﺎ ﺃﻡ ﻣﻠﻜﺎ ﻓﻘﻂ
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﺃﻭ ﻣﻠﻜﺎ ﻓﻘﻂ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﻛﺎﻥ ﺗﺒﻊ ﻧﺒﻴﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﻛﻌﺐ : ﻛﺎﻥ ﺗﺒﻊ ﻣﻠﻜﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻮﻣﻪ ﻛﻬﺎﻧﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺏ ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ، ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻗﺮﺑﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺄﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ : ﻻ ﺗﺴﺒﻮﺍ ﺗﺒﻌﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ : ﺗﺒﻊ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﻛﺮﺏ ﺃﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻠﻚ ﻳﻜﺮﺏ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺳﻤﻲ ﺗﺒﻌﺎ ﻷﻧﻪ ﺗﺒﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ : ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺴﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺒﺮﺍﺕ، ﻭﻗﺎﻝ ﻛﻌﺐ : ﺫﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻣﻪ . ﺍﻫـ . ‏[ 3 ‏]
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻗﻮﻡ ﺗﺒﻊ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺭﺳﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻗﻮﻡ ﺗﺒﻊ ﻓﻜﺬﺑﻮﻩ
ﺳﻮﺭﺓ ﻕ : ‏( ﻛﺬﺑﺖ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺱ ﻭﺛﻤﻮﺩ ﻭﻋﺎﺩ ﻭﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺇﺧﻮﺍﻥ ﻟﻮﻁ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻳﻜﺔ ﻭﻗﻮﻡ ﺗﺒﻊ ﻛﻞ ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻓﺤﻖ ﻭﻋﻴﺪ ‏)
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ : ‏( ﺃﻫﻢ ﺧﻴﺮ ﺃﻡ ﻗﻮﻡ ﺗﺒﻊ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺃﻫﻠﻜﻨﺎﻫﻢ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ ‏)
ﺍﻟﻤﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻗﺎﻝ : ‏( ﻻ ﺗﺴﺒﻮﺍ ﺗﺒﻌﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻢ ‏) ، ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ‏( ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ‏) ، ﻓﺴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺄﻥ ﺗﺒﻊ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ
ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺍﻥ ﺍﺳﺮﺓ " ﺑﻨﻮ ﺗﺒﻊ " ﻫﻢ ﺃﻗﻴﺎﻝ ‏( ﺃﻣﺮﺍﺀ ‏) ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺣُﻤﻼﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻻﺗﺤﺎﺩ ‏( ﺳﻤﻌﻲ ‏) ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ‏( ﻫﻤﺪﺍﻥ ‏) ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻟﺸﻌـﺐ ‏( ﺣﺎﺷﺪ ‏) .

ﻛﺎﻥ ﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﺗﺤﺎﺩ ‏( ﺳﻤﻌﻲ ‏) ﺩﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺳﺒﺄ ﻭﺫﻱ ﺭﻳﺪﺍﻥ ‏( ﺣﻤﻴﺮ ‏) ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻬﻤﺪﺍﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ

‏( ﺳﺒﺄ ‏) ﺣﻴﺚ ﺑﺮﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻗﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﻤﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺒﺄﻳﺔ – ﺍﻟﺮﻳﺪﺍﻧﻴﺔ ‏( ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻳﺔ ‏) ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻬﻤﺪﺍﻧﻴﺔ ﺑﺮﺯ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻬﻤﺪﺍﻧﻲ ‏( ﺷﻌﺮ ﺃﻭﺗﺮ ‏) ﻣﻠﻜﺎً ﻟﺴﺒﺄ ﻭﺫﻱ ﺭﻳﺪﺍﻥ ﻛﺄﺑﺮﺯ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ، ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ .
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
.1 ^ ﺃ ﺏ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ
.2 ^ ‏( ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ‏) ﻻﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮﺭ
.3 ^ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ

ثَقِّفْ💡 عَقْـــ🧠ــلَكْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن