مملكة كِندّة (خط المسند:𐩫𐩬𐩵𐩩) على الاقل (200ق.م - 633م ) هي مملكة عربية قديمة قامت في وسط الجزيرة العربية ملوكها من قبيلة كندة، وانتزعت البحرين من المناذرة في العصر الجاهلي. يعود ذكرها إلى القرن الثاني ق.م على أقل تقدير ولعبت دورا مفصليا عبر تاريخ العرب القديم. خلافا للممالك العربية الجنوبية القديمة، كان ملوك كندة أقرب إلى المشايخ ويتمتعون بهيبة شخصية بين القبائل أكثر من كونهم حكومة وسلطة مستقرة. بمعنى أن نظام المملكة قام على اتحاد يجمع قبائل عديدة، في مستعمرات متباعدة عن بعضها تترأسها أسر من كندة.
كانوا وثنيين قبل الإسلام واكتشف عدد من النصوص المسندية بلغة سماها اللسانيون "شبه سبئية" في عاصمتهم الأولى بقرية الفاو. وليس من الواضح ما إذا كانوا اعتنقوا اليهودية، إلا أنه من المؤكد أن جزءًا منهم كان في جيش يوسف ذو نواس. وهناك دلائل أن الأقسام التي تواجدت شمال الجزيرة العربية كانوا مسيحيين. سقطت مملكتهم قبيل الإسلام بزمن غير بعيد وتفككت لعدة إمارات كان آخرها دومة الجندل وأميرها أكيدر بن عبد الملك.🔸التسمية
كِندة اسم من الأسماء الغامضة المعنى، وللإخباريين عدة روايات بشأنه. أشهرها أنهم سميو بذلك لإن جدهم الأكبر ثور "كنّد نعمة أباه"، أي كفر بها. ولم يوضح الإخباريين ماهية هذه النعمة التي كفر بها ثور هذا ليطلق الاسم على سلالته، خاصة أن "آل ثور" المذكورين في نصوص المسند تتحدث عن قسم منهم وهم الملوك في قرية الفاو وليس القبيلة كلها. وقيل أن كِندة تعني أعلى قطعة في الجبل. ويؤيد ذلك وصف بلينيوس الأكبر بأنهم كانوا يسكنون في عين الجبل. في كل الأحوال، لا يمكن التأكد بصورة قطعية لأن الاسم قديم ولم تُكتشف مصادر أصلية بخط المسند توضح معناه.🔸التاريخ
نبذة
معرفة الباحثين ضئيلة عن قرية كاهل أو قرية الفاو وحسب التنقيبات الأثرية، فإن تاريخ القرية يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد . عرفت القرية باسم ''كاهل'' الذي كان أكبر آلهة كندة ومذحج، وعثر على أقدم نص مشير إليهم في مأرب في كتابة دونها ملك مملكة سبأ شاعر أوتر أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، يشير فيها إلى معاركه لإخماد عدد من حركات التمرد شملت إحداها مكان أسماه "قرية ذات كاهل" وملكها ربيعة آل ثور. عثر على عدة نصوص من سكان القرية أنفسهم، منها نقش على قبر ملك يدعى معاوية بن ربيعة، وآخر لشخص يدعى عجل بن هفعم تخليدا لأخيه ربيبئيل. ولهذه النقوش أهمية لغوية للوقوف على مراحل تطور اللغة العربية، فهي إلى جانب نقش النمارة في جبل الدروز، تحوي خصائص لغوية مثيرة لاهتمام اللغويين والمهتمين بتاريخ هذه اللغة.أقام آل ثور هؤلاء مملكة مدينة في قرية الفاو كانت جزءا من سياسة توسع سبئية لحماية القوافل الخارجة من اليمن نحو العراق وفارس. وتشير نصوص المسند إلى كندة ومذحج بعبارة أعراب سبأ، وغالبا ما تذكر القبيلتان معاً. كان البدو السبئيين يعيشون في منازل ثابتة ولم يتنقلوا من منطقة لأخرى بحثاً عن الكلأ، والغالب أن صفة البداوة التصقت بهم بسبب مواقعهم الجافة والصحراوية وليس بسبب تبني نمط الحياة المعروف عن البدو في مناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية. في المقابل، يقترح (أليوت سبرنجر) أن كندة وريثة مملكة معين. يقول سبرنجر أنهم أقاموا مستوطنات متباعدة عن بعضها عن البعض، وكانوا يخضعون القبائل المجاورة في كل مستوطنة أقاموها. سمات حكمهم وأماكن استيطانهم، هي الأساس الذي بنى عليه سبرنجر فرضية وراثتهم لمملكة معين.