اللغة المصریة قبل الإسلام

213 13 0
                                    

🌸 لم تكن اللغة العربية غريبة على مصر حين جاء الإسلام إليها، فقد كان لها هناك تاريخ طويل يمتد عدَّة قرون قبل ظهور الإسلام، وربما قبل ظهور المسيحية أيضًا، حين كانت وفود القبائل العربية تقصد مصر إما للتجارة أو للاستقرار.

فمن ناحية التجارة، أشار المؤرخون إلى أنه كانت هناك خطوط تجارية برية وبحرية تصل بين مصر والجزيرة العربية. وتفيد المصادر اليونانية واللاتينية[1] وغيرها أن مدينة غزة كانت في ذلك الوقت ميناء تجاريًّا هامًا، ومركزًا يلتقي فيه التجار ورجال الأعمال لعقد الصفقات التجارية. وكان التجار العرب يقدمون إليه لبيع ما عندهم من حاصلات اليمن وجنوب الجزيرة العربية وشراء ما يلزمهم مما يرد على هذه المدينة من البحر من حاصلات اليونان وإيطالية ومصر وغيرها. وتشير إحدى الوثائق[2] التي يرجع تاريخها إلى عام 263 ق. م إلى وجود علاقات تجارية بين المصريين والعرب في تلك الفترة النائية. ومن الثابت كذلك أن عمرو بن العاص زار مصر قبل الفتح الإسلامي بوصفه تاجرًا، وذهب إلى الدلتا ومن بعدها إلى الإسكندرية[3]، وأن خبرته بالبلاد المصرية هي التي جعلته يفكر في فتحها ويغري الخليفة بذلك، وهي التي سهلت له عملية الفتح.
🔹 وأمَّا بالنسبة للهجرات العربية بقصد الاستقرار، فقد كانت هناك كثير من الموجات دفعت بها بلاد العرب إلى مصر في العصور الفرعونية.
هجرة قبائل كهلانية من عرب الجنوب ذات أصل قحطاني استقرت في الجزء الشمالي الشرقي من مصر، وقد تم ذلك مع مطلع المسيحية[4].
2 – هجرة قبائل من "طيء" (فرع كهلاني آخر من المجموعة الجنوبية) كان من أهمها قبيلتا لخم وجذام اللتان استقرتا في إقليم الشرقية[5].
3 – قبيلة "بل" التي دخلت مصر قبل الإسلام واستوطنت ما بين القُصَيْر وقِنا. وكان عليهم الاعتماد في نقل التجارة الهندية. وقد قدِم وفد منهم إلى الرسول وأسلموا[6].
4 – هجرة بطون من خزاعة، وهم فرع من الأزد خرجوا في الجاهلية إلى مصر والشام لأن بلادهم أجدبت.
5 – استقرار بعض الجماعات العربية قبل الإسلام في شرق الدلتا.
6 – وقد أشار المؤرخون اليونان بما فيهم استرابو ( 66 ق . م ) وبلينيوس ( 70 م ) إلى أن عدد العرب في عهدهم قد تضاعف على الضفة الغربية من البحر الأحمر حتى شغلوا كل المنطقة بينه وبين نهر النيل في أعلى الصعيد. وكان لهم جمال ينقلون عليها التجارة والناس بين البحر الأحمر والنيل[7].
وقد وصف استرابو كذلك مدينة قِفْط (Koptos) بأنها مدينة واقعة تحت حكم العرب[8]، وصرح بأن نصف سكاها يتكونون من أولئك العرب[9].
7 – ذكر هيرودوت[10] أن الأقسام الشرقية من مصر بين سواحل البحر الأحمر ونهر اليل كانت مأهولة بقبائل عربية.
8 – في عهد عمر بن الخطاب – بعد فتح الشام وقبل فتح مصر – هاجرت بعض القبائل من غسان ولخم وجذام وعاملة – التي كانت تدين بالمسيحية – إلى مصر، واستقرت هناك في الجزء الشمالي الغربي من "سيناء". وقد منحهم الإمبراطور الروماني حينذاك إقطاعية "تنيس" (صان الحجر)[11] وقد قابلت النجدة التي أرسلها عمر بن الخطاب عبر وسط سيناء لمساعدة عمرو جمعًا هائلا يبلغ نحو ثلاثة آلاف، وحين سألوهم عرفوا أنهم من عرب غسان ولخم وعاملة[12].

ثَقِّفْ💡 عَقْـــ🧠ــلَكْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن