قد تتعجبون من العنوان!
ولكن سوف يزول العجب حين يتوضّح المقصود.
ولنبدأ بسرد هذه القصّة التي ستوضِّح المطلوب.جلس الإمام (مالك) -رحمه الله- في المسجد النّبوي كعادته، يروي أحاديث رسول الله -صلّى اللَّه عليه وسلم- والطّلاب حوله يستمعون، فصاح صائح:
جاء للمدينة فيلٌ عظيم -ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فيلًا قبل ذلك- فهرع الطلبة كلّهم؛ ليروا الفيل وتركوا مالكًا
إلَّا (يحي بن يحي الليثي) فقط.فقال له الإمام مالك:
لِمَ لَمْ تخرج معهم؟ هل رأيت الفيل من قبل؟
قال يحي:
إنَّما رحلت لأرى مالكاً، لا لأرى الفيل.لو تأمَّلنا هذه القصّة، لوجدنا أنَّ واحدًا فقط من الحضور هو من عَلِمَ لماذا أتى؟ وما هو هدفه؟ وتشبَّث به .
لذا لم يتشتّت؛ ولم يبدّد طاقاته يمنة ويسرة.
أما الآخرون فخرجوا يتفرجون، فانظر لعِظَم الفرق بينهم.
لذا نجد أنَّ من حدَّد الهدف، واستعان بالله، وصل ..
فكانت رواية الإمام (يحي بن يحي الليثي) عن الإمام (مالك) هي المعتمدة لكتابه (الموطأ).أمَّا غيره من الطّلبة فلم يذكرهم لنا التاريخ.
👈🏻وفي زماننا هذا يتكرّر الفيل 🐘 ولكن بصور مختلفة، وخصوصًا في رمضان؛ فالنّاس في رمضان صنفان:
١- صنف قد حدَّد هدفه، فهو يعلم ماذا يريد من رمضان، وما هي الثّمرة التي يرجو تحصيلها.
٢- وصنف آخر غافلُ لاهٍ مفرِّط، تستهويه أنواع الفيلة المختلفة.
👈🏻فالقنوات الفضائية فيلة...
👈🏻والمسلسلات والأفلام فيلة...
👈🏻والأغاني والغيبة والنميمة وأنواع المحرمات فيلة...
👈🏻وثرثرة جلسات السّمر فيما لا نفع فيه فيلة...
👈🏻والنّوم الطويل واللعب فيلة...
👈🏻وتضييع الأوقات في اللاشيء فيلة...
👈🏻 ومواقع التواصل لغير المنفعة فيلة...
👈🏻 والتصفّح العشوائي للأخبار والصور فيلة...
👈🏻وإضاعة الوقت المبالغ فيه في إعداد عشرات الأصناف من الطعام والتحليات فيلة...🚨فاحذر الفِيَلة وبريقها؛ فإنّها ستسلب منك أفضل أوقات العام.
#وحدِّد لك أهدافاً في رمضان.
#واستعن بالله ولا تعجز.
#ولا تتشتّت.فإنَّ المحروم من حُرِمَ الأجر في موسم الأجور .. والمغبون من ضيَّع الّسلعة الغالية بثمن بخس.
- نسأل الله عز وجل أن نكون وإياكم جميعاً من الفائزين المقبولين في شهر رمضان.🌙
🤲🏼اللهمَّ آمين
![](https://img.wattpad.com/cover/254652436-288-k74051.jpg)