Part 48

22.5K 1.1K 592
                                    


بعد مرور سبع اشهر.


الطقس كان باردا جدا..الثلوج قد غطت المكان و اغرقته باللون الابيض الجميل..الاشجار قد غطتها الثلوج الكثيفه لتبدو ذو منظر جميله و خلاب.

شعرت فجأه بالبرد لتحتضن بطانيتها بقوه شديده محاوله النوم مجددا.. إلا ان تلك الرائحه العفنه قد جعلت ملامح وجهها تنكمش بتقزز.. فتحت عينها الزرقاء القاتمه التي كانت خاليه من الحياة، لقد كانت متعبه و مرهقه بشده إلا انها قد استقامت من سريرها الصغير بصعوبه و ألم

وضعت يدها على ظهرها لمجرد جلوسها على السرير بينما اليد الاخرى قد وضعتها على معدتها المنتفخه تتلمسها بدفئ شديد

شعرها الاحمر القصير قد مال معها حين حاولت الوقوف إلا انها فشلت في النهايه.. اخذت تمد يدها بعشوائيه ناحيه السرير حتى شعرت بأحد اطراف السرير الخشبي لتمسكه كمساعد حتى تقف.. تنهدت براحه شديده حين وقفت بنجاح..وضعت يدها على الجدار البارد لتتلمسه بأناملها الصغيره حتى وصلت إلى النافذه الزجاجيه المطله على الغابه.. و لكنها لم تعرف انها بالغابه حقا!

وضعت يدها على زجاج النافذه تنظر للظلام الذي حولها بعين تعيسه، لقد تم انقاذها من طرف عائله كانت تعيش في الغابه.. ولكنها حين استفاقت وجدت المكان مظلم و خالي من الضوء، و حينها ادركت انها فقدت بصرها جراء تلك الحادثه.. او هذا فقط ما تم اخبارها به!

و مع ذلك، تعاستها قد خفت تماما حين عرفت بوجود طفلها معها.. ابتسمت بألم شديد لتضع يدها على معدتها المتنفخه تتلمس طفلها بحب.. العجور التي عالجتها قالت ان الطفل بالكاد قد نجي من ما حصل.. ولكن الان هو معها و قد بقي القليل حتى تحمله بين يديها

لقد حاولت ايضا الرجوع لزوجها، ولكنها لم تستطيع ابدا.. فلم يصدقها احد حين اخبرتهم ان زوجها هو الامير.. كما انها لم تستطع الفرار، فهي لم تعد تبصر و خوفها من التعثر او الاصتدام بشيء قد يؤذي طفلها قد جعلها تتراجه عن هذا الخيار.. مما جعلها تترجاهم لارجاعها لمنزلها، إلى عائلتي.. ولكنهم لم يفعول.. بل احتجزوها هنا وكأنها سجينه.. و ذلك صعب الامور عليها

هي شاكره لهم لانقاذها هي و طفلها.. ولكن هناك زوجها الذي تركته وحيدا، والدتها التي لم تبقى معها بمافيه الكفايه بعد.. و جميع من تعرفه قد تركته خلفها.. هي مازالت هنا و لم ترحل ولكنها لم تستطع اخبار احد بذلك..

كل ما عرفته في هذه الاثناء انها في كوخ في الغابه، و ذلك بالطبع حين سمعت صوت العصافير و الرياح التي تحرك الاشجار العاليه.. فقد امتنع الجميع هنا عن اخبارها بشيء

انكمش وجهها بتقزز حين وصت تلك الرائحه العفنه لأنفها مجددا لتتنهد بيأس، لا تفهم ما الذي يفعلونه حتى يصبح هذا الكوخ بهذه الرائحه المقززه ولكنها لا تستطيع فعل شيء او قول شيء لهم..

المَلِك.|| The King حيث تعيش القصص. اكتشف الآن