٠٩| مهزلة مع آل باركر.

808 98 427
                                    

ييرون:

"من أنتِ؟!"

لمَ أجد هذا السؤال مثيرًا للسخرية أكثر من أيّ شيء سمعته في حياتي؟! حدقتُ فيه بعينان متوهجتان قبل أن أقف بإعتدال أهندمُ ملابسي وكأن شيئا لم يكن.

شقيقي الأشقر كان يرتدي بنطالاً ضيقًا من القطن الأسود مع قميص أسود بنصف أكمام. تفحصني بزرقاوتيه من أخمص قدماي حتى قمة رأسي قبل أن ينطق باستنتاجه في استغراب "هل أنتِ خادمة جديدة؟!" ماذا؟! أنا خادمة؟! هل هو مجنون؟! كيف لـ_!! انتظر إنه على حق هذا أصح استنتاج يمكن أن يصل إليه حين يجد شابة مختبئة في بيته الممتلئ بالخدم!!

هو لن يقول مثلاً 'هل أنتِ شقيقتي؟!' وأنا لم أكن أنتظر هذا.

يبدو أن السيدة بالفعل لم تخبر أبناءها ومن ما أراه من مزاج هذا الشقيق الأن، فأظن أن جدالاً عائليا سيُقام الليلة على شرفي. نفيتُ برأسي ليرفع حاجبه الأشقر نحوي بعدم إعجاب وقبل أن ينطق بأي حرف عاد هاتفه للرنين فأجاب وهو لا يزال ينظر إلي بنظرة حذرة "سأكلمكَ لاحقًا"

ابتلعتُ ريقي وبدأ التوتر يتسرسبُ إلي ببطء، أم أنه خوف؟ لا أعلم لكن جيوفانا ورطتني الأن. أغلق هاتفه ثم خبأه بجيب بنطاله وكتف ذراعيه ولتوي انتبهتُ أنه يحمل بعض الأوراق. "ليس لديّ وقت لأنتظر صمتكِ يا آنسة، من تكونين وماذا تفعلين هنا.." أشار إلى البقعة التي كنتُ أختبئ فيها مسترسلاً "مختبئة؟!"

لم يكن أمامي خيارٌ فلم يبدو أنه سيسمح لي بالنفاذ بجلدي منذ أنه أغلق الإتصال منذ لحظة ووالاني كامل انتباهه، تمنيتُ أن تظهر والدته أو حتى مدبرة المنزل أو أي شخص يخرجني من هذا الموقف.

"أختك" نطقتُ مبتسمة برعونة، وهو رفع حاجبه أكثر حتى كاد يصل إلى نهاية جبهته، أظن أنه في قرارة نفسه يقول 'من هذه المجنونة التي ابتلاني بها الإلـٰه الأن؟!'

سمعتُ تمتمته وهو يبتعد عني: "يجب عليّ إخبار السيدة سومين بالأمر، لم يكن عليّ تضييع وقتي معك" وقبل أن يأخذ خطوة ثانية أمسكتُ ذراعه ومنعته من التقدم.

بريق من الإستنكار لمع في زرقاوتيه وهو يبدل بصره بين وجهي وذراعي. "أرجوكَ لا تخبرها، إنها تظنني الأن في غرفتي آخذ قسطًا من الرّاحة!!" لم أهتم بعواقب حديثي، كنتُ فقط لا أريد أن تعرف المدبرة أو سيدة البيت أني فضولية وأتجول في البيت على هواي.

حدّق فيّ بشيء الإستغراب والإرتياب لما قلته قبل أن تتسع عيناه شيئا فشيئا، وبدا أنه بدأ يستوعب الأمور شيئًا فشيئًا. خيبتُ ظني بكَ أخي، أنتَ بطيئ الإستيعاب مقارنة بمظهركَ الوسيم وهالتكَ الجذابة.

بدلاً من أني كنتُ أمسكُ ذراعه ولم أفكر لوهلة في تركها، انقلب الموقب وصار هو يمسكُ بذراعي بخشونة ويجرني خلفه. "مهلاً، انتظر لحظة!!" كنا نصعد الدرج إلى الطّابق الثالث بسرعة وبالكاد أجاري خطواته السّريعة. "إلى أين تأخذني؟!"

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن