١٠| جثة.. بلا رأس.

891 100 528
                                    


ييرون:

حين تُبعثركَ المواقف وتجحدكَ الصدف المثيرة للشفقة، تجدُ نفسكَ قاب قوسين من الإنهيار.

أن تتبناني والدة الشخص الذي أعجبتُ به والذي اتضح أنه عضو في عصابة لأصبح في الأخير أخته، لهو أمر صعبُ الإلتحام في الرّأس. بل مثير للسخرية!!

لم أكن أرغب في مغادرة هذا الفراش الدافئ أبدًا ولو فعلت أريد مغادرة هذا البيت فورًا والعودة إلى عائلتي الحقيقية، أظنني أعيش مع مجرمين الأن فإذا كان رين فردًا من عصابة ما ألا يعني أن عائلته تعلم بالأمر؟! خصوصا وأنه من الواضح أنهم ذو نفوذ كبير بسبب فرع زارا الشهير الذي يمتلكونه هنا في العاصمة.

لا أريد الدخول في متاهة الأثرياء هاته وحياة القذارة التي يتفنون في الإستمتاع بها. خيبة أملي الكبرى كانت السيدة التي أجبرتني على دعوتها بـ"أمي"

طرقٌ صدح من الباب وعلا صوتُ الخادمة التي تسأل إن استيقظت أم لا وأن السيدة تطلب قدومي للإفطار، كانت الساعة الثامنة ونصف، أليس مبكرًا جدًا بالنسبة لعطلة نهاية الأسبوع؟! عادة أنا لا أستيقظ في هذا اليوم حتى وقت الظهيرة وأحيانا لا استيقظ أبدًا حتى يأتوا لتفقدي.

أخذتُ حماما طويلاً لم أرغب في الخروج منه ومواجهة العائلة الكريمة إلا أنه لم يكن هناكَ خيار، ارتديتُ بنطالا وقميصا أزرقين من القطن الدافئ وهبطتُ إلى قاعة الطّعام.

أغمضتُ عيناي شاتمة تحت أنفاسي، العائلة كلّها كانت أمام الطاولة، السيدة في المنتصف كالعادة رين على يسارها وذلك الأشقر ما كان اسمه؟ أليكساندر!! لا يهم كان بيمينها. لا يبدو الجو هادئًا فقط بينهم بل مكهربا أيضا، ويبدو أني سأشعل الفتيل مجددًا بوجودي.

كانت السيدة تقرأ مجلة ما وترتشف من فنجانها وعندما سمعت خطواتي رفعت رأسها نحوي وأعطتني ابتسامتها المعهودة نابرة بود: "صباح الخير ابنتي" لم أجبها بسرعة لأني كنتُ أخوض صراعا نفسيا حول أين سأجلس، الأكبر لا يطيقني ويبدو وكأنه سينحر عنقي إذا لفظتُ بأي كلمة تزعجه، بينما الأصغر مستمتع بالفعل من خوفي منه منذ تهديده لي ذلك اليوم.

"صباح الخير لكِ أيضا." تلفظتُ أخيرا وجلستُ إلى جانب أليكساندر أخيرا وقد لاحظتُ توقف سكينه عن التقطيع في اللحظة التي أحس فيها بقربي لكنه تابع فيما بعد متجاهلا إياي.

رين ناظرني بابتسامة شديدة بدت مستفزة جدا ورفع حاجبه نحوي قبل أن يعود بصره إلى هاتفه ويتابع تناول طعامه. انطبع تعبير غريب على ملامح السيدة فجأة لكن سرعان مانزاح وراحت تهدر بهدوء: "أرجوا أنكِ حظيتِ بليلة جيدة، أعلم أن التأقلم سيأخذ منكِ وقتا، لكن لا تقلقِي نحن سنكون هنا دائما لأجلك، أنا وأخويك." كان بإمكاني سماع شخرة أليكساندر الساخرة بجانبي إضافة إلى رين الذي حدّق فيا مبتسمًا قبل أن يضيف مومئا: "بالطّبع، لا تترددي في العودة إلينا كلما شعرتِ بالضّياع."

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن