PRINCE OF THE NIGHT [✓]

٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.

ييرون:

‏حسنًا.. هذا لم يكن متوقعًا.

في اللحظة التي أيقنتُ فيها بطبيعَة مشاعرِه نحوي، وبأنّه لم يعد يمقتني كما بدا آنفًا بل ويريد جعلَ علاقتنا تسير في مسارِها الصّحيح بعد أن عرفتُ نشأتها. صديقَي طفولة حميمين. أدركتُ حينها أنني سأخوض تفاصيل أكثر من التي مضت وتحديات تختبرني ما إن كنتُ سأنجَح معه في دفعِ الدّفة نحو الاتجاه الصّحيح لعلاقتنا أم لا.

لكن ما ينتابني حاليًا هو مناقضٌ لما أريد السّير به تمامًا، داخلي كانت هناك موجات متلاطمة على شاطئ خافقي تتحداني بهيجانها وحدّة حركتها.. وكأنّها تتحدى أفكارَ عقلي وباطِنه أن أتجاوزَ ما يسري بداخلي. 

أعني..

لم تكن الوضعية التي نحن عليها مساعدة البتّة فقد كنا نمتطي نفس الحصان وهو يجلس خلفي وصدره ملاصق لظهري، بل وأحيانا عندما يتحدث تصطدم أنفاسه برقبتي مولدة شعورًا بالمغص أسفل معدتي يتطور لينتشر..

كان الوضع خطيرا علي.

كان عليّ التمّهل قبل التفكير في امتطاء الحصان ما إن رأيته، لما لم أخبره بجلب واحدٍ آخر؟ طبعًا، لأنني لم أتوقع أن يغافلنِي ويركبَ خلفي تمامًا ملتصقًا بي.

أين الخصوصية يا سيد باركر؟!

لو كان الأرعن جونز لما ترددتُ في دفعه، لكن رين؟!  حسنًا، أنا أخاف على حياتي بعد كل شيء.

"إذا مالتخصص الذي تنوين دراسته في الجامعة؟" بدا الاهتمام جليا في نبرته وهذا جعل من ثغري يكتنف ابتسامة لا إرادية حقا لمجرد إدراكي لاهتمامه..

وكان عليّ تجاوز أنه لم يكن معنا حين ظهرت النتائج.

أرجوا بأنني محقَة ولا أتجاوز حدودي في التفكير.

"لم أفكر بعد، كما تعلم فإن خياراتي محدودة بسبب معدلي المشرّف، لذا عليّ السير مع التيار وحسب."

لم أكن أضع فكرة في بالي لأن هدفي الأول كان النّجاح، سابقا كنتُ أطمح لأصبح مغامرة تجوب الأدغال والبراري لكن أ هذه مهنة حتى؟! علي الطموح في شيء في حدود المعقول.

"تعلمين أنكِ تستطعين الدخول إلى أي تخصص وكلية تريدين؟" سأل ببداهة وكأنني لم أكن أدرك الأمر وأن المال هو وسيلتهم إن حذفنا المسدسات والسكاكين وسفك الدماء في هذه الحالة.

"هل تريدين دخول الجامعَة الأمبرالية، بريستول، أم كامبريدج؟"

مهلاً مهلاً!! كامبريدج مرّة واحدَة. حسنًا أظن أنكَ تحمستَ قليلاً أيّها الأخ الكريم. أقدر إحسانك، لكن لو رأت إدارة الجامعة درجتِي ووقاحتِي بوقوفي أمامهم لتنازلوا عن مناصبِهم في الحال.

"شكرا، لكن مزاجي يطالب بالمتوفر.. ليس في عقلي أي هدف يتطلّب جيبك المترّهل لذا احتفظ بكرمكَ لوقت أخر."