إيمـا:
الأن فقَط أدركتُ شيئًا.. أشياءً.
أدركتُ أن ما دنيَانا إلاّ عَطش بلا ارتوَاء، جُوع بلاَ شبَع، تَعب بلا راحَة وحطبٌ يأكل نفسه. هي بدون إيمانٍ خُواء، خرَاب، ظُلمة، تيه وسَعي في اللاّ شيء..
أدركتُ أنكّ ما إن تصل إلى نقطَة تجدُ فيها مبعثَ السّعادة سيدرككَ التِيه والضّلال مجددًا، يعيدكَ إلى نقطَة الصّفر وفقط واهِن القلب سيرفع راية الاستسلام.
أدركتُ بأنّي لم أكن مستعدةً لمغادرتِه أبدًا.. بأنّ نقطَة الانعِطافِ كانت عندَ كلماتِه، لكنّني تجاهلتُها حتى انعطَف بنفِسه يتركنِي في سبيلٍ خالٍ.
لكن_
لكن لا يمكِنه تركِي معلّقة هكذَا.. لا يمكِنه تركُ الحبل بعد أن ألقاه إلي، وبعد أن تشبثتُ به بإحكَام.. كان عليهِ أن يركزّ على كفّي اللتين تشبثتَا به، لا على شفاهِي التي تبرأَت منِي.
ثمّ لماذا؟ لماذا أقدَم على تِلكَ الخطوَة إن كان يدركُ أنّ مكروهًا سيصيبُه؟ يدركُ أن كلّ خطوَة يخطوها محفوفَة بالنيرَان والسكاكِين!!
كاذبٌ سيء.. أحمق وأناني!!
أنا أكرَهه.
"إيـما!!" صفعنِي وجههَا يقابلني، كفاها تهزان بدني بتخبطٍ وعنفوان. لأولّ مرّة تكتنفُ طلائِعها ملامِح الذّعر والقلق وهي تهزّ جسدِي بانتِفاضَة. لا أعلَم حتّى متى وصلَت ولا كيف.
كريستيان كان برفقتِها حملَ الجسَد الهامِد بين يدّي أما هي فحاولَت حثّي على الوقوف معَها، لكنني فقدتُ السّيطرَة على جسدِي ونظراتِي لا تزالُ معلّقة به وهو يبتعِد عنّي.
كيف_ كيف يجرُؤ على فقدَان وعيِه في قبلتِنا الأولَى؟ أ هذا ثمنُ الوقوع له؟ غالٍ وعسير لهذه الدّرجة ومن أول لحظَة؟
"أفيقِي." صراخها دوى في أذنِي وبدا القهرُ جليًا في سحنة وجهِها. "هل تظنّين أنكّ بجمودِكِ هذا ستجعلينَه يفيق؟" سخِرت لكن بدت أنّها ترغِم نفسَها على ذلك. "هو لن يموتَ من رصاصَة أو اثنتين، لذا استجمعِي شتات نفسِك واذهبِي خلفَه."
كلماتُها كانَت تدخل من أذُنٍ وتخرجُ من أخرَى، كان عقلي قد انزوى إلى العالمِ الموازي أتشرّب السلبيَة والخواء واليأس.
لا أزال أحاول استيعَاب ما حدث قبل دقائِق..
إن فقَد حياتَه.. فأنا السّبب.
أنا قتلته بكلتا يدّي هاتَين.. دنستهما بدمائِه.
دماؤُه التي تلوثُ أصابعي المرتعشِة الأن، هذَا اللّون القرمزِي ينتمِي إليهِ هو.
وأ_أنا من فعَلت ذلك.
قاتِلَة..
"إيـما!!"
أنت تقرأ
PRINCE OF THE NIGHT [✓]
Ação|روايَة مكتملة| الجزء الأوّل من سِلسلَة [ Guerilla X حَرب العصابَات ] وانغ ييرون ظنّت أن أكبرَ اهتمامَاتها كان معرفَة سبب ثمالَة حمامة الكيريرو أو سبب كسلِ الكوالا، وبينَ دهاليز حياتها البسيطَة يتّم تبنّيها من قبلِ إحدَى العائلات المعروفَة، كانوا ث...