٤٧| شفاه مباغتة.

1K 69 615
                                    

إيمـا:

غمرني شعور غريب لاحتكاكه بي بهذه الطريقة ثم غلب الإرتباك على أفعالي ونسيتُ بأن جملته كانت ساخرة للتو.

يده اليسرى انقبضت أكثر فوق يدي وصدره دفع ظهري لأستقيم بوقفتي أكثر. "الأصابع تكون متجهة للأمام والأكتاف عمودية على خط الرمي، الصدر والضلوع متجهة للأسفل والأكتاف أيضا في حالة الإسترخاء." أحسستُ بألم طفيف بل وأطلقتُ صوت تأوه خفيف من مؤخرة حنجرتي عندما ضربت قدمه خاصتي يجعلني أثبتُ على وقفة جانبية. "وكلتا قدميكِ تكونان متوازيتين على جانبي خط الرمي، بحيث تكون باتساع الصدر."

الأحمق لا يزال عنيفا حتى في تقديم المساعدة.

يده اليمنى وجهت خاصتي ليقوم بتعديل وضعية السّهم وتثبيته بطريقة صحيحة وصوته صدر مجددًا: "أمسكي السهم من مؤخرته ثم ضعيه على المسند بحيث تكون الريشة ذات اللون المخالف متجهة للخارج، اجعلي السهم يثبتُ فى المكان المحدد من الوتر." كانت أصابعه تضغط على خاصتي وأحيانا يفك قبضة يدي ليعدل أصابعي على السهم ثم يعاود الإمساك بها.

"اسحبي الوتر إلى الخلف ليستقر بجانب أنفكِ عند نقطة التثبيت، حتى تصل الذراع الساحبة إلى مستوى السهم أو أعلى قليلاً." سحب السهم ببطء فسايرتُ حركته حتى التصق وتر القوس فعليا بأنفي وحتى شفتي.

"الأن.. انظري إلى هدفكِ وركزي به جيدا. اختاري عينا للتصويب بها ومن الأفضل أن تكون اليمنى بسبب وضعية السهم في هذه الحالة."

همستُ بخفوت: "لكني أركز باليسرى أكثر."

"لا بأس، إذا حركي رأسكِ لليمين قليلا دون أن يبتعد الوتر عنكِ." فعلتُ ما قاله بالضبط ثم أغمضتُ عيني اليمنى لأركز باليسرى على المنظار نحو اللوحة البعيدة وتحديدا على الهدف.. المركز.

كان يستمر في سحبِ أصابعي معه إلى الخلف حتى أظنها أصبحت أمام أذني الأن. وعندما همس: "الأن!!" تركتُ السهم يتجه نحو الهدف وتابعته بترقب وخوف حتى رأيته يستقر عند المركز تماما.

أخفضتُ ذراعاي والقوس من أمامي وحدقتُ بعدم استيعاب في اللوح أطرف ببطء.

"هل فعلتها للتو؟" همست بعدم تصديق.

هل صوبتها في المنتصف تماما؟

أرغَب في الصّراخ الأن.. أين ييرون وآيزك ليشهدا على هذا الإنجاز؟

شعرتُ به يبتعد عني فالتفتُ إليه ولم أمنع ابتسامتي من الانفلات وأنا أشير إلى اللوحة. أجل فاشلة في التصويب مثلي ينبغي أن تشعر بأن هذا انجاز ولو أن هذا بسبب مساعدته.

لكن ابتسامتي سقطت عندما وقعت عيناي على مظهره.. شعره الأشقر كان ينسدل بنعومة على جانبي جبينه يعطيه مظهرا أقل تشددا. قميص أبيض بدون أكمام وفوقه سترة طويلة شبه شفافة مع بنطال جينز ذو تمزقات وحذاء رياضي أبيض.. لأول مرة كان مظهره غير رسمي، بل شبابي يناسب عمره.

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن