١١| اقتفاء المشاكل.

857 90 629
                                    

لوكاس::

"تفضلي"

فتحتْ الباب ودخلتْ بملامحها الرسمية المعتادة تحمل ملفا بين كفها الأيسر بينما الأيمن يحملُ فنجان قهوة. انحت بخفة ووضعت الفنجان فوق المكتب ثم مدت الملّف نحوي. "الفواتير، البيانات المالية وامساكُ الدفاتر.. استغرقتُ بعض الوقت لكن ها هي جاهزة."

"جيد!!" فتحته أتفقدُ الأوراق وأنا أومئ برأسي. عمل جيد كالعادة!! ابتسمتُ نحوها. "آسف لأنني سأتعبكِ أكثر راشيل.. أعدي جدول أعمال أليكساندر ليوم غد، وجهزي لاجتماع مجلس الإدارة بعد يومين."

اتسعت مقلتاها ولم تخفي نبرة الاستغراب في صوتها: "هل حقا سيحضر المدير غدًا؟" اومأتُ بابتسامة مستمتعة وهي أسرعت تومئ بخفة وتغادر في عجالة. لقد بات يغيبُ كثيرا منذ حادثة قتل ويلز، ويفضل العمل في المنزل، رغم أن هذا يثيرُ الشّبهات فأنا متأكدة من أن المفتش ڤيكتور لا يزال يراقبنا.

لكن مع من أتحدث؟ إنه لا يريد أن يتعرض للنظرة المستصغرة من قبل موظفيه بعد أن اغتيل زميل لهم منذ ثلاثة أيام. يتحدث عن رأس رين الصلد وينسى أن له واحدا كخاصته. لكنني استمريتُ في الضغط عليه حتى قرر العودة غدا بعد أن رأى أن أحوال الشركة تتهاوى إلى الحضيض.

فُتح الباب فجأة وأطلّ ذو الشعر الأحمر عليّ متكتفًا بعبوس، تنهدتُ أحركُ نظاراتي فوق تلّة أنفي واستمرُ في الكتابة. "كم مرّة علي قولها لك، وُجِدت الأبواب لِتُطرق!!"
لم يجلس ولاحظتُ أنه أطال الوقوف أمامي حتى أنه بدأ بضرب قدمه على الأرض بتخبط.

تنهدتُ رافعا بصري نحوه باستسلام وسألتُ بهدوء: "مالأمر هذه المرّة أيضا كريس؟" عيناه الحادتان ضاقتا أكثر بعدم اعجاب لسؤالي ثم زفر بحدّة ولم يخفَ علي بريق السخرية في نبرته: "أتجرؤ حتى على الإدعاء بأنك لا تعرف الأمر؟ أخبرني بأن الأمر مزحة لعينة منكما."

كان لديّ فكرة عن ما يزعجه لكني لا أظنها مبرّرة كفاية لكل هذا الغضب، هو لم يُستبدل كما يظن، بل في الواقع الأمر كبير ومشكوك فيه لدرجة أنني وأليكساندر لم نُفصح لأحد بعد عن غايتنا لما نخطط له.

فكّ عقدة ذراعيه ليزمجر بهما معبرا عن استيائه: "برّبك لوك!! ما قصة العارض الجديد هذا؟ ولماذا سيشاركني موقعي كرئيسي؟" كما توقعت، تنفستُ باستياء ونظرت له بعينان ضجرتان لتفكيره السّطحي. "لا أحد سيشاركك في موقعك، كفّ عن التذمر كالأطفال. أنتَ بالفعل ذو شعبية كبيرة في الوسط الفني، ماذا تريد أكثر من هذا؟"

لم يبدو وكأن جوابي أقنعه أو أعجبه ولحسن حظي رن هاتفه قبل أن يعود لسلسلة اعتراضاته، أجاب وهو يرمقني بغيض. "أنا قادم، فقط لا تصرخ." أنزل الهاتف من أذنه وتوعدني بنبرته. "لحسن حظك لدي جلسة تصوير الأن، لكن الأمر لم ينتهِ." وغادر تاركًا الباب مفتوحا. طفولي جدًا!!

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن