٣٤| اختبار تقييم.

793 70 422
                                    

ييرون:

عندمـا أخبرتُ نفسي سابقًا بأني أستطيع تخيل ماهيـة المكان الذي سنقضي فيه إجازتنا الصيفية فقد كنتُ مخطئة بكل تأكيد. ما أراه الأن يجعلُ من صدمتي تبلغ أوجها ومن ذهني يتشتت على أطراف المكان.

بدا الأمر وكأنني سافرت للقرن الثالث والعشرين وأحدق في اختراعاتهم وانجازاتهم بعقلٍ معطوب مليء بالتساؤل.
كنتُ ألقي بجسدي على الدرابزين المعدني وأحدق في الأسفل لأقسام المقر التي احتلت المكان حتى الأسفل، كان الأمر يبدو وكأننا نقف في محيط أسطوانة ضخمة، قاعدتها لا تبرز حتى للعيان من شدّة عمقها.

سمعتُ صوت تكة بجانبي فاستفقتُ من دهشتي والتفتُ ليميني ليقابلتي هاتف آيزك. أدركتُ ما قام به الحقير فسرعان ما تلبس الغضب محياي ورحتُ أركض خلفه صائحة: "توقف أيها الوغد، امسحها قبل أن أمسح بجسدكَ الأرض."

"على جثتي يا وانغ، عليكِ النظر لنفسكِ. تبدين ككلب ضال وجد قطعة لحمٍ لكنه لا يستطيع الوصول إليها. سأجري بعض التعديلات وعليها وأجعل الأمر يبدو وكأن ذبابة ستدخل لتكتشف مغارة ما."

لما لا يمكنني عيش أي لحظة مهمة في حياتي كباقي البشر؟ لما عليه إفساد الأمر بصوته أو أفعاله؟ أكرهه.

توقفتُ عن الركض خلفه بعد أن ابتعدنا عن الجميع قليلاً وبعد أن أدركت أنه يستحيل علي امساكه في هذا المكان لأنني حتما سأضيع.

"سألعنكَ حتى الممات جونز." صرختُ فيه ثم عدتُ أدراجي نحو إيـما وجايدن اللذان يتحدثان عن شيء ما يبدو عن المكان وعندما انتبه جايدن لي أشار باتباعه. تبعناه إلى المصعد والذي كان من الزجاج الأزرق الشفاف، نفس اللون الذي كان يميز المكان والذي يبرز بسبب أضواء النيون اللاّمعة.

بدا الأمر وكأننا داخل بازار ضخم يلمع بالأضواء الزرقاء في منتصف الليل. الهيئـات البشريـة كانـت تتضح شيئا فشيئا، حتى مع مرورنا بجانب تلكَ الطوابق نهبط للأسفل قبل أن نتوقف عند أحدها. رفعتُ رأسي أرى العمق الذي نزلناه وكان قدر أربع طوابق أو خمسة، أخفضتُ رأسي للأسفل وكان هناك المزيد. مذهل!!

إنه يبدو كعالم تحت المدينة، عالم سفلي.

خرجنا من المصعد إلى الرواق الدائري وهناك لمحتُ آركيت يتقدّم بقميص بنفسجي وجينز أزرق فاتح اللون، ثغره يكتنف ابتسامته المعتادة وشعره العاتم هذه المرة كان مبعثرا يغال جبينه حتى عينيه الحادتين.

"كنتُ في انتظار الآنستين." صفق مرّة وتقدّم نحوي يمد يده لأخذ خاصتي ليلثمها فأبعدتها سريعا عنه وعدتُ خطوة للخلف أتكلّف ملامح الاشمئزاز. رمى نظرة مستفسرة نحوي مع يده المعلقة في الهواء فأردفتُ بازدراء: "هذا مبتذل يـا رجل، نحن في القرن الواحد والعشرين وهذه العادات لم تعد تتماشى الأن."

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن