٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.

807 79 343
                                    

ييرون:

تنهيدة ثقيلة غادرت فاهي وأنا أستند فوق حافة الشّرفة وأحدق في أضواء الحديقة البيضاء اللاّمعة ونسيم الهواء كان يلاطف بشرتي. "حسنًا وإلى أين تريدين أن تصلي بكلّ هذا؟" تنهدتُ بعمق وأنا أحدق في أظافري.

طال صمتها قليلاً حتى ظننتُ أنها قد أغلقت الخطّ لكنها لم تفعل. ثم وصلني صوت تنفسها الهادئ قبل أن تجيب: "سأخبركِ في الوقت المناسب، لكن ليس الأن." فركتُ فروة شعري باندفاع أمنع لساني من نطق شتيمة قد تردني إيما بألف منها أو تغلق الخطّ في وجهي.

صككتُ على أسناني: "حسنًا، كما تشائين." الإنزعاج تملّك نبرتي وأظن أن هذا لن يخفَ عليها. منذ متى نخفي الأسرار عن بعضنا وخصوصا في أمور خطيرة كهذه؟ فأنا لا أزال مستغربة من إندفاعها المفاجئ وموافقتها المباشرة لعرض أمي، لكنها ترفض إخباري بالسبب.

عيناي اتسّعتا قليلاً وأنا أركز بهما نحو الأسفل وقبل أن تنطق إيما بشيء نبستُ مقتطعة: "أُحَدِثكِ في الغدّ، أريد النّوم الأن."

"لكن ان_" قطعتُ الخطّ في وجهها ولم يكن لدي وقت للإستمتاع بالأمر كما تفعل هي معي لأني سارعتُ بإرتداء خفي المنزلي وخرجت من الغرفة. لم أرتدِ معطفي لأن الجوّ لم يكن بتلك البرودة كما حرصتُ على كون منامتي مكونة بنطال طويل لا قصير.

ليس بذلك الطول.. لكن على الأقل ليس قصيرًا كتلك المرّة. أنا أحرص على ألا ألدغ من ذاتِ الجحر مرّتين.

خرجتُ إلى الحديقة وسرتُ على جانب البيت حتى أصبحتُ في الخلف، حيثُ تطّل شرفتي وحيث كان رين هناك يقعد وإضاءة العمود تنصب عليه. يجلسُ على كرسي وساقاه متصالبتان فوق الطاولة أمامه، ارتدى بنطالاً رياضيًا أسودا وقميصًا أسودا طويل الأكمام بينما شعره تدلى للأسف اثر اسناد رأسه فوق حافة الكرسي. سحابة رمادية كانت تلوح فوق وجهه تجعلني أدرك بأنه يدّخن.

لم أعلم لما قادتني قدماي له أصلاً عندما رأيته؟ أهو لأنني لم أره من قبل أن يتم اختطافي أي منذ قرابة الأسبوع؟ ونعم، هو لم يرِني وجهه حتى الأن ولم تكن لدي الجرأة للذهاب لغرفته فماذا سيكون عذري له حينها؟ كان ينبغي عليه هو الإطمئنان علي لا العكس.

لكن الشيء الوحيد الذي كنتُ أعلمه، أنني احتجتُ إلى الحديث معَه.

"اقتربي."

تجمدت الدّماء في عروقي لصوته الثقيل ذي البحة الخافتة وكأنه استيقظ من النوم للتو. يده ارتفعت نحو ثغره لألمح ضوء اللهب الخافت على رأس سيجارته البيضاء وهي تعانق شفتيه. كان لا يزال على وضعيته، إذا كيف رآني؟

"ألم أخبركِ سلفًا أنكِ سيئة بالإختباء؟"

ابتلعتُ ما بجوفي وأخذتُ خطوات دمِثة نحوه لأسقط جسدي على كرسي كان بعيدًا نسبيا عنه، أعني كان بيننا مقعدان. من جملته أفهم أنه لا زال يتذكر ذلك اليوم الذي كان يهلوس فيه بسبب مرضه. همستُ بخفوت: "لستُ سيئة لكن حواسك مخيفة بشكل ما."

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن