٦١| الأوروبوروس.

933 71 1.2K
                                    

ييرون:

"إنّه لمن الصّعب التركيز على هدفين في نفس الوقت، لذا من الأفضل أن تركزي على أحدهما ثم أتبعي الأخر."

أومأتُ بفهم وأخذتُ وضعية ثابتة أضع عيناي المركزة نصب الهدف، في اللحظة التالية كانت الأهداف أمامي تومض بضوء أخضر جعل استهدافها أمرًا في غاية السّهولة.

ورغم حركاتها المتزامنة والسريعة إلى أنني استطعتُ إصابة أغلبها.. جيّد.

"ممتاز، تقدم ملحوظ.." أثنت عليّ بصوت رتيب وهي تومئ باستحسان. نزعتُ النّظارة عني وحدقتُ فيها باعجاب جلي أتساءل: "هذا الشيء يجعل الأمر أسهل بكثير، لماذا أعلم بشأنه الأن فقط؟"

كانت نظارات مزودة بنظام تحديد أهداف متطور، بمجرّد أن يطير الهدف أمامي تومض لي بمكانه ممّا يجعلني آخذ أقل من ثانية فقط لإصابته.

"أنا لن أصوب مجددًا بدونها.."

كيف لهم أن يخفوا شيئا كهذا عني؟ وأعترف أنه لولا ليليث لما علمتُ بشأنها.

"لهذا السبب تحديدًا.." تنّهدت ليليث إلى جانبي قبل أن تسحبها من يدي بغتة. "هذه النظارات لا تستعمل إلا في الحالات نادرة أين يضطر القناص إلى التصويب من مكان بعيد وفي مهمات خطيرة جدًا."

همهمتُ بفهم وادعيتُ أني سأتجاوزها لكني حاولتُ انتزاعها منها بغتة، غير أنها سارعت في الإبتعاد ورفع يدها. أشارت بإصبعها نافية: "ليس اليوم يا صغيرتي.."

اللعنة!! مهما حاولت، كان أمر استغفالها مستحيلاً.. لقد حاولت طيلة هذا الأسبوع الذي قضيته معها دون جدوى، كانت أذكى من قد أرى بحياتي.

وحقيقة أنني أضحيتُ أتدرب معها غريبة بعض الشيء للحديث عنها.. لكن ها أنا ذا أتأقلم مع التيار مهما كان اتجاهه.

"من قال بأني أحتاجها أصلا؟" سحبتُ نفسي وكرامتي قبل أن أهان مجددا.. ثم إنني لست في مزاج ملائم لمسايرتها.

ربما علي الأن الذهاب إلى إيمـا وتفقد أحوالها ومحاولة إخراجها من الحالة البائسة التي غرقت فيها.. أشعر وكأنها دخلت في مرحلة متأخرة من المراهقة.

يا لها من يائسة.

عندما إلتفت لألتقط سترتي تفاجأت بريـن يقف بالقرب من باب القاعة وسترتي كانت بيده عيناه علي واقعة جعلتني أقف مكاني.. مالذي يفعله هنا؟

لكنني تفاجأتُ به يلوح لي بيده الحرّة، ثم أشار لي برأسه لأقترب. تحمحمت ليليث بجانبي وعندما أوليتها انتباهي أشارت بإصبعها إلى الباب خلف ريـن: "أعتقد أن عليّ الذّهاب."

ثم أسرعت للخارج تعطي ريـن ابتسامة واسعة وغمزةً صغيرة وهي تلوح له قبل أن يغادر جسدها محيط نظري.. مالخطب معها هي الأخرى؟

اتجهتُ إليه أقف أمامه بلا مبالاة لأسحب سترتي وأنفضها متسائلة: "مالذي أتى بكَ إلى هنا؟"

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن