٧٠| الشّاهِد.

645 58 393
                                    

فوضَى!!

فوضَى متأصلّة بالأجوَاء ينبثقُ منها الشّرار، تُتلفُ برفقَتِها الأعصَاب، وتنتهكُ حرمَة الارتيَاح.

يحاولُ بجهدِه أن يجعلهَا ترتِهن بالنّظام، أن يسكِتَ أفواه الكِلاب بالعِظَام، وأن يحجبَ الحقيقَة بالسّتار.. لكن عبثًا في الأمرين.

شرايينه تكَاد تنفجرُ لـالضغطِ والغمّ!!

"قف فوقَ رؤوسِهم حتى يعلِنوا عن النتائِج، أريدُها اليَوم." بعصبَية ما فتئت تغادرُ ملامحَ وجههِ الهادئة أمَر، خطواتُه تقودُه لمكتبِه بحثاثةٍ وعجلَة، يشتاقُ بعض الهدوء بين جدرانِه الأربع.

"سيّدي." الشخص الثلاثون لهذا اليومِ استوقفَه وكبح هو نفسهُ عن الانفجَار فيه بإسدالِ جفنَيهِ لثوانٍ معدوداتِ تنفسّ فيها بعمق.

يجِب أن يعتصِم بالهدوء.. سيحاوِل، ليس بعد ما وصلَ إليه.

"ماذَا؟"

رفعَ الملّف البنّي أمامَه مضطربًا. "سجلاّت المشبَه بهِم جميعًا، لقد طلبتَ مرورهَا عندكَ أولاً."

حسنًا، على الأقلّ شيء مفيدٌ الأن ويجعلُ من أعصابِه تصمتُ لوهلاَت.. كان صبرُه يأتِي بنصيبِه لذا كان عليه الاستمرار.

أخذ الملّف يدفع باب مكتبِه ليدلِفه، وألافُ الأفكارِ تجتاحُ ذهنه مرهونَة بتكهنّات عمياء ترهقُ عقلَه.

لكن ما لِبث يأخذُ راحتَه حتى تصنّم للمشهدِ أمامَه، جسدٌ دخيل عن حيطانِه الأربَع يتمركزُ بجانبِ كرسيّه وأمام مكتبِه في وقفَة مائلة للأمام.

بصرَه حطّ على إطار الصورَة التي تحتلُ مكانًا من سطحِ المكتَب.. نظراتُه متمعنّة، حادّة وثاقبَة كما يألفها.. سحنة وجهٍ محايدَة لا تتصّف بشيء تجعله يمتلئ بالقلق الدّفين الذي خرج في شكلِ قبضهِ للملف بين أصابعِه.

كيف لا والصّورة كانت له ولشقيقَته!!

شقيقته التي قد يلمحُ وجه‍ها في المكَان الخطَأ وفي أيةِ لحظَة.. وهنا سيتعثرونَ في المحظُور.

"من الصّعب أن تكونَ رجلاً نزيهًا أليس كذلِك؟"

كلمَات الأشقر انسلّت برجاحَة كسكينة المكَان، رأسه ترتفع نحو الدّاخل وجفناه الحادان يتقوسّان في لينٍ واضح.

لا يفهَم المغزى من سؤالِه.. لكن عليه تداركُ الوضع في كل الأحوال وبأقلّ النتائج أضرارًا.

"هذا واجِبي سيّدي." أخفض سـام عينيه عن الأخَر، عروق كفّه برزَت وهو يقبضُ على الملّف في يدِه، سيكذبُ إن أنكَر الضّيق الذي اجتاحَه.. لم يكن مطمئنًا ولن يكون.

أن يقفَ في مكتَبه في هذا الوقتِ بالذّات، يُشعِل نظراتِه الفضوليَة على صورة شقيقته وأخيرًا يسأل شيئًا كهذا.

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن