٤٩| أفواه مكمّمة.

827 77 660
                                    

ييرون:

حسنا لم يكن عيد الميلاد الأسوء على الإطلاق كما كنت أظن، عدا جزئية النفق اللعينة فباقي الأمر كان مسليا.. بحلول منتصف الليل أطفئت جميع أنوار مدينة الملاهي الشاسعة وما بقي مشتعلا هو الثمانية عشر شمعة الصغيرة المغروسة في الكعكة.

كعكة على شكل بقرة أدركتُ فورا بأن آيزك السافل كان صاحب الفكرة بل والمسؤول عن طلبها.. يبدو أنه ينوي تلوين عينه الأخرى أيضا بالبنفسجي، وأراهن أنها ستلائم وجهه. بعدها انطلقت الألعاب النارية في السماء تخطّ اسمي بها وكريستيان لم يكف عن التفاخر بالأمر وبأنه صاحب الفكرة.

فيما بعد علمتُ أنه تم اغلاق الملاهي، أي أنها كانت خالية من أي شخص عدانا، ممّا يعني حرية مطلقة في التجول وفي ركوب أي لعبة وبالطبع انتهزت الفرصة وجربتُ ألعابا لم أحلم في حياتي بركوبها.

كان التسلية تشمل الجميع مع استثناءات بالطّبع. أمي الهادئة التي بقيت تراقبنا بابتسامة هادئة، أليكساندر الجامد قاتل المعتة دائما، رين الهادئ بشكل مريب والذي كان يلقي علي نظرة مخيفة بين البرهة والأخرى خصوصا عندما انتبه إلى اللون الأحمر الذي أحاط عينه. وأخيرا إيمـا المنزعجة مني لأني أفسدت تسريحة شعرها ولون فستانها الذي كان أبيضا في السابق.

فليذهب كلاهما للجحيم السابعة.. لم أطلب منهما العبث معي.

"اصمت بحق الإلـٰه!!" سددتُ أذني بكلتا يداي لكن ذلك لم يكن نافعا أمام صراخه الأنثوي الذي أسمعه لأول مرة.

أين هيبة الصوت الغليظ؟

"انزلــونـــي!!" لا زال يتشبث بي، يصرخ أمام أذني ويمنعني من الاستمتاع بالمنظر أمامي، لذا صرختُ فيه بنفاذ صبر: "واللعنة لما ركبت إن كنتَ تخشى المرتفعات؟"

تجاهلني وعاد يتشبث بي بقوة أكبر وهو يخفض رأسه مغمضا عينيه: "أشعر بالدوار." كانت نبرته متعبة وأستطيع من هنا رؤية آيزك الراكب رفقة هان يشمت بي لدرجة أن ضحكة الساحرات خاصته وصلت لي بالفعل من هذه المسافة.

"أنزلونــــي." جسده ارتفع وأنخفض مخرجا صوتا خفيضا من فمه فأمسكتُ بياقته ورحتُ أسحبه وأدفعه بغضب: "لما_ ركبت_ وجعلتني_ أعلق_ مع لعنتك_ واللعنة؟"

كانت عيناه منجبستين للأمام ووجهه مرتخٍ تماما يروح ذهابا وإيابا تخت حركتي، ثم فجأة شهق واضعا يده على ثغره يجعل من عيني تتسعان بهلع.. لا لا تفعلها ليس هنا والل_

تبا لقد فعلها!!

أغمضتُ عيناي بغضب غير راغبة في رؤية البحيرة التي افتعلها بحجري. تحكمي في أعصابك ييرون، لا تجعلي شيئا آخر يفسد هذا اليوم المميز. أنتِ لها.

"كريس!!" كانت عيناه متسعتين نحوي بصدمة وهو يضع يده على ثغره يبتلع ريقه، يقلب عينيه ما بين وجهي وحجري حيث فعل فعلته النكراء. "من الأفضل أن تنفذ بجلدك ما إن نصل إلى الأرض."

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن