٦٤| تواري البهتان.

834 58 1K
                                    

ييرون:

يا لها من راحَة!!

منذ متَى لم تستوطِن السّكينة ذاتِي كمِثل هذا اليوم؟!

صحيح.. منذ رأيتُ وجه ابن باركر وفُتِنتُ به، فتنت بشخصيتِه داخلَ تلكَ العيادَة الصّغيرة التي يرعى فيها كائناتٍ أخرى غيرِ البشَر، فتنتُ بلمستِه على فروِ الجريح ونظرتِه العطوفَة عليه وحزمِه أثناءَ عملِه. وكأنَ انتزاعَ الألم من تلكَ الكائناتِ كانت مهمتَه هو لا غير.

لكنني حتمًا لم أتوقَع أن يصفعنِي جانبُه المخصص للبشرِ بهذه القوّة.

لنغير المصطلح إلى خُدعت لأنه يبدو ملائمًا أكثر لوصف حالتي.

"متى حدث هذا؟" مدّت الكوب إلي قبل أن يستوطن جسدها جانبي متسائلة. حدقتُ في لون الكريمة الذي يطفوا فوق سائل القهوة الدّاكن ثم أخذتُ رشفة أستمتع بمذاق الرغوة الساحق بفمي.

كان مخفوق القهوة المصنوع على يد ماريان الألّذ والمفضل لي على الإطلاق.

لعقت الرغوة من شفتي أمسح بإبهامي على حافة الكوب. "في اليوم الذي أعدتُ فيه هان من الرّحلة، اليوم الذي يليه مباشرة."

كان من الصعب إخبارها عن ذلك الأمر مباشرة لذا قررت تأجيله لزيارتي التالية والتي طالت أكثر من اللّزوم هذه المرة، لذا كان علي إحضار الكثير من الهدايا لإرضاء الجميع وخاصة هان وماريان..

كاد جيبي أن يفرغ لولا أن رين اقترح المساعدة -المادية- ولم أكن لأرفض اقتراحه.. أتحدث عن نبالة ابن باركر التي لا تظهر إلا نادرًا جدا.

هان غضب مني مجددًا.. هذا الفتى المدلل رغم أن إرضاءه كان سهلاً جدًا، فقد أراد ملاقاة سوجين مرة أخرى رغم التنّمر الذي حصل عليه من قِبَلِها..

وعدته بذلك لكني لا أدري متى سآفي بوعدي هذا.

أخفضت رأسي ما إن شعرت بالدفء يغمر يدي، ولا لم يكن دفء المشروب بل كفها التي حطّت عليها. رفعت بصري إليها وكان القلق يتوسد ملامحها الجميلة بدءً من تقويسة عينيها العابسة إلى شفاهها المزمومة بتبرّم.

"هل ستكونين بخير بمفردِك؟"

صوتها، صوتها كان على غير عادته، كان غير سوي يفشي التكهنات التي تضعها حاليًا، والتي أنا على قدرٍ كبير بمعرفتِها.

لطالما كانت ماريان والدتي التي لم تلدني ورغم سنّها اليافع إلا أنها تحملت مسؤولية لن تقدر عليها نساء الخمسينيات التي التقيتهن في حفلات آل باركر.

كانت ماريان تربي الأجيال في هذا المكان المقدّس..

لعبت بأصابعي وكنت أنا من طوقت كفها أستشعر منها الحنان الذي عهدته واشتقته وأرخيت شفتي في ابتسامة مطمئنة أوجهها لها. "لطالما كنت كذلك وسأكون دائما.."

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن