٦٢| الصّبوة في محيطه.

851 65 927
                                    

إيمـا:

جفّ اللّعاب بحلقي إثر كلماته التي خرجت هكذا للعلن.. بكل بساطة. أتمنى بأني لم أستطع سماعه بشكل جيد بسبب اختراق المياه لطبلة أذني..

لا، لا أتمنى هذا!! بل أتمنى بأني أحلم الأن ولم أتي معه من الأصل.

الكابوس الذي خشيتُ حدوثه طوال هذا الأسبوع والذي جعلني أدخل في حالة من الأرق المدقع.. لماذا يا إلـٰهي لماذا؟!

"وعدتكِ بالعقابِ لخرقِ كلمتِي، الوقوع في الماءِ أهون من الوقوعِ في المصَائب." كلماتُه لا تزال تشعلُ شحمَة أذني وأنفاسه الدافئَة تزيد الطّين بلّة.

ثمّ العقاب؟! أ يقصد ذلكَ الذي توعدنَا به بسبب ليليث؟! هو ليس جادًا أليس كذلك؟! هو ليس جادًا يا إلـٰهي!!

الأكثر إثارة في الأمر أني شعرتُ بذراعيه تتسللان لتطوق حوضي وكردة فعل طبيعية أجفلت للأمر وعدتُ للخلف بإنتفاضة شديدة، ولم أدرك إلا الألم الذي صرعني عندما رطمتُ رأسي بوجهه.. فكّه.. أو أيا يكن.

تركني يعود للخلف لأسمع صوت غطسه داخل البحر وعندها استغليتُ الفرصة وتحركتُ من مكاني فارة من مكاني متشبثة بالصخور أمامي. كان ما يخيفني أن قدماي لا تلمسان الرّمال وأردتُ الوصول إلى اليابسة بسرعة.

إلتفتُ بحذر عندما سمعت صوت الماء مجددا ورأيته يخرج منه بإنتفاضة يعيد شعره للخلف. "تبّا!!" يده مسحت على فكّه المنقبض يضيق عينيه بألم شديد. "ما مشكلة الاندفاع لديكِ؟ رأسكِ أيبس من الحجر."

أبعدت خصلات شعري عن وجهي أستحي النظر إليه بهذا المنظر، رغم ذلك أظهرت النفور والتهكم في نبرتي: "على الأقل لستُ مجنونة كأحدهم، أخبرني مالذي داخل عقلك تحديدا؟ أنتَ تريد قتلي بلا شك."

"لن تموتي من دفعة بسيطة في الماء.."

علق الماء بحلقي من كلماته وكدتُ أهوي للأسفل مجددا لولا أني تشبثتُ بالصّخرة أمنع سيري مع تيار الماء. لا يمكنه أن يكون جادا.. حتما لا يمكنه.

صككتُ أسناني ببعض قبل أن أصيح بنفاذ صبر: "ولا يمكنكَ أن تموت من ضربة رأس بسيطة."

"وقحة." وصل همسه إليّ ولا زال يسحب خصلات شعره ينظر إليّ باغتياظ شديد أرضاني.. قليلاً فقط.

"سادٍ لَعين."

"تعالي إلى هنا يا سليطة اللّسان." قالها متقدمًا في اتجاهي، حتى أنّ يده ارتفعت للأمام فشهقت بهلع أعيد رأسي للأمام وأسحب نفسي بعيدا متجهة نحو اليابسة التي بدت بعيدة فجأة عمّا أتصور.

يفترض بي من عليّ تلقينه درسّا لأنه ألقاني في عرض البحر، لا أن أهرب منه في عرضه.. يا له من منطق.

عندما وصلني صوت غطسة الماء مجددا استدرت بحذر إليه لكني لم أجده خلفي فرمشتُ في إجفال مفكرة.. هو يعرف كيف يسبح أليس كذلك؟

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن