١٦| غريب أيها الأشقر.

842 82 292
                                    

ايما:

سلّط هذه الكلمات علي على الرّغم من ملامح الذّهول التي تغزوا وجهه هو ومن بجانبه، وحتى باقي الشابات اللاتي كن خلفهما. رائع أبدو الأن كأنني الظّالمة.

أفلتُ يدها والخبيثة بدأت في البكاء والنحيب بطريقة مثيرة للشفقة بينما تقدمت الخائنات لتهدئتها. أدرتُ رسغي الأيسر قليلاً وتقدمتُ نحوهما. لم أستطع منع ملامحي السّاخرة من البروز وأنا أحدّق فيهما باستخفاف: "صدق حدسي.. كنتُ أعلم أنكما منهم."

رفع آيزك حاجبه نحوي بإستغراب بينما تقدّم جايدن وهو يضع يديه في جيوب بنطاله، وقف أمامي مباشرة وملامحه جامدة كنبرته الأن: "وإذًا؟ ماذا ستفعلين بعد أن علمتِ؟" أخيرا رفع زاوية شفته في ابتسامة صغيرة هازئة: "تخبرين شقيقكِ بذلك؟"

بالكاد منعتُ قبضتي من الإلتحام في وجهه وهو انتبهَ بأني أقبض كفي بغيض وانفرج ثغره باسمًا ينظر إلي ثم إلى قبضتي: "أظنني علمتُ سبب ايجادنا لكما في هذه الوضعية." عادت عيناه البندقيتان نحوي: "أنتِ لست سريعة الغضب على ما أعتقد! مالذي حدث؟"

"وأنتَ لم تكن مستفزًا هكذا، أتساءل بدوري مالذي حدث؟"

"لا أظنه وقت نقاشكما الودي هذا، تستطيعان إتمامه في المدرسة إن أردتما. والأن لدينا عمل هنا." صفق آيزك يتوسط المساحة التي بيننا ويدفعني معه مخرجًا إياي حين ابتعدت الشابات عن طريقه وكن يرتدين زي الخدم، قبل ذلك استدار نحو جايدن صائحا فيه: "إبدأ أنتَ المناوبة الأولى ودع لي الثانية."

لم أفهم ما كان يقصده إلا أنني سمعتُ صوت جايدن الصائح: "هيا جميعكن اصطففن.." ثم توارى صوته مع إبتعادنا. أبعدتُ ذراعي آيزك عني أنفض ملابسي وأتمتم بإنزعاج: "أستطيع السير بمفردي."

تركني وأخذ يسير بمحاذاتي في ذلك الرّواق، بعض الرّجال كانوا يمرون من أمامنا ويرمقونني بنظرات فضولية. حتى أنني رأيتُ من يحمل مسدسات وأسلحة أخرى. أنا حقًا في عرينهم.

"ما دورك!"

"ها؟" توقف عن السير فجأة لسؤالي المفاجئ لكنني تابعتُ السير لأسمع خطواته تلحقني. "أعني ما دوركَ في العصابة؟ فتى طائش مثلك في ماذا تكمن أهميته في عصابة من المجرمين القتلة؟"

سمعتُ شخرته وهو يتحدث بإستخفاف: "أشعر وكأنني أحدث النسخة المُتعقلة من ييرون!"

"هذه ليست الإجابة التي كنتُ أنتظرها؟"

"وهل من المفترض أن أخبرك بذلك أصلاً؟" تحدث بعدم تصديق وزممتُ شفتي مفكرة: "معكَ حق لست مضطرًا إلى فعل ذلك."

وصلنا الدرج الذي أنا متأكدة أنني نزلته قبل قليل رفقة آركيت، حينها تأكدتُ من أننا سنصعد إلى الأعلى حيث كنتُ لأول مرة حين استيقظت. وهذا ما جعلني أتساءل: "إلى أين تأخذني؟"

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن