٤١| صفعَة الحقيقَة.

881 79 421
                                    

ييرون:

'أعظم الحماقات هي التضحية بالصحّة لأجل أي نوع آخر من السعادة.'

جملة لا أدري من أين إلتقفتها مسامعي ولا كيف استحضرتها الأن بالذّات. لكني حتمًا صرتُ أدرك معناها الأن.

شعور الخدرِ الذي يضرِب العظامَ ويجعلُها تبدو مسحوقَة كان ما يسرِي داخلي الأن.

لم أفكّر مرتين في إلقاء نفسي في المرمى عندما شاهدته يظهر من العدم ويصوب في اتجاهنا. كانت حركة لا إرادية ولو أني لم أكن أكّنُ الكثير لإيـما فجسدي يفعل بالتّأكيد.

لم أكن لأفكر كثيرًا في هذا الموضوع لكني أعلم أنهم لن يتركوني وشأني بمجرّد فتحي لعيناي ونجاتي من الموت. مهلاً!! أنا لم أكن لأموت بسبب رصاصة في كتفي أليس كذلك؟!

رائحة المعقمات والكحول عبقت أنفي وجعلتني أدخل في جزء من النّشوة والذي جعلني أتردد في فتح عيناي، بل طالبني بالنّوم مجددًا. شعرتُ بحركة بجانبي ثمّ بملمس يد تمسكُ خاصتي بلطف.

"ييرون؟!"

صوتُ أمي!!

انفرج جفناي ببطء ولحسن الحظ لم تكن الإضاءة تلكَ القوية التي تعمي الأبصار، قلبتُ عيناي جانبًا لأجد أمي تنظر إلي بملامح باهتة وعيون دامعة، كفها اشتد على خاصتي أكثر.

"كيف حالكِ يا صغيرتي؟ هل تشعرين بالألم في مكان الإصابة؟"

أين أصبتُ مجددًا؟

آه، أجل كتفي. كنتُ أشعر بالخدرِ في مكانه لذا نفيتُ ببطء. أطلقت نفسا مرتاحًا وهي تمسح على كفي بلطف. "حمدًا لله على السلامة يابنتي. أصابني الفزع حين علمتُ بما حدث لك." أعطيتها ابتسامة متكلفة أطمئنها بها.

بصري انتقل إلى الجهة الأخرى لأتفاجأ بإيـما نائمة ومسندة رأسها فوق السرير بينما شعرها يغطي كامل رأسها. "كانت تنتظر لأكثر من ساعتين لذا سمح رين لكلتينا فقط بالدخول وانتظارك. غير أنها نامت قبل أن تستيقظي. لابد وأنّها متعبة."

حدقتُ بها بشرود وأنا أستمع لصوت أمي، لابد أنها لم تتوقف عن البكاء حتى جفت دموعها، وكذلك لم تتوقف عن لوم نفسها لما حدث لي. أعلم هذه الفتاة ككف يدي.

أنا من رميتُ نفسي أمام الرصاصة وبإرادتي وإن كانت أصابت منطقة خطيرة وأصابني مكروه جللٌ فسأكون الملامة وحدي في هذا.

هذه الحمقاء!!

فُتح الباب فجأة وظهرَ من خلفِه رين يحمِل لوحًا محدقًا فيه بتمعن، ما إن تلاحمت بندقيتاه بخاصتي حتى اتسعتَا بشكلٍ طفيف وتقدم سريعا تاركًا الباب مفتوحا خلفه. لمس كتفي وضغط عليه قليلا يجعل من تأوه خافت ينفلت من ثغري.

"لقد زال تأثير المخدر." همس بين شفتيه لكن صوته كان واضحا بالنسبة لي بسبب قربه مني. إلقت مقلتاه بخاصتي فتوقف عن الحركة وأنا شعرتُ بأن الوقت تجمد من حولنا.

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن