٧١| الطّريق نحو الآرية.

553 62 511
                                    

ييرون:

ظننتُ بأني وقعتُ من فوق السرير كما أفعل عادَة، لكن لا، لا أشعرُ بأيّ ألَم وهذه الضّجة مستمرَة وتبدو بعيدة وخافتة.

لهذا أكرَه نومِي الخفيف، صوتُ الرّياح بإمكانه أن يؤرِق صفو نومِي.

خيوط الشّمس صبّت فوق وجهي تجعلني أكرمشُ ملامحي بانزعاجٍ لأضع الوسادة فوق وجهي وأتقلّب للجِهة الأخرَى.

تخلّصتُ من أول إزعاج وبقِي الثّاني.. هذه الأصوات التي زادَت عن حدّها.

نهضتُ من مكانِي نافضَة الملاءَة عنّي بسخط، وعيناي ذهبتَا إلى حيثُ ترقدُ ميشا وصغارُها، ظننتُ لوهلَة أنّهم السّبب لكنّ أغلبهم نائمين والبقية يلهون في أماكنِهم.

واحِد، اثنان، ثلاثة، أرب_ جميعهم هنَا.

أجفلتُ للصوتِ الصّادر مجددًا.. من المطبَخ!!

حملتُ نفسِي إلى الخزَانَة أنتشلُ مسدس آركيت من بينِ أشلاء أثوابِي وأتأكدّ من ذخيرتِه.. جيّد خمس رصاصات أكثر من كافِية.

أخذت خطواتٍ حذرة نحو مصدرِ الضّجة التي اختفَت لكن هذا لم يجعلنِي أطمئِن، بل العكس فاقَم قلقي وزادَه.. أيعقلُ أنّ أحدَ الأعداء يتربص بِي ووصلت به الجرأة ليتسلل لشقتي؟!

قال رين مرّة أنّه أحبطَ العديدَ من محاولاتِ اختطافِي، هل هذا يعني أنّ حمايتَه اختفَت باختفائه؟

لا بأس، لستُ تلكَ الغزالَة الوديعَة والفريسَة السّهلة لأتركَهم يغرسونَ أنيابَهم بكلّ رحابَة صدرٍ في عنقِي مصفقَة لهم.

أدعَى وانغ ييرون ويصِفوننِي مؤخرًا بجميلَة المختل!!

هم سهوا عن أنّني تطبعتُ بصفَة الاختِلال من معشوقِي واستَكنت جذورها بي.

وصلتُ إلى المطبَخ ومررتُ حدقتايَ عليه كماسِحٍ كاشفٍ لكلّ ثغرَة حتى توقفتَا عند تلكَ الكأس فوق البَار.. إنّه هنا.

ضاقَت عيناي بحذرٍ أكثر لما حولِي، أستكشِف الثلاجَة وما حولَها.. لا أحفظُ ترتيب الأشياء التي أضعها لكنّه حتمًا مختلف.. اللّعين كيف يجرؤ على العبثِ بثلاجتِي وطعامِي؟!

طفحَ الكَيل، لقد تجاوز حدودَه هنا.

أظهِر نفسكَ أيّها اللّعين لأخرجَ طعامِي وأحشاءكَ من معدتكَ لتتعلّم ألا تعبثَ بطعامِ الأخرِين.

غريب.. انتهيتُ من تفقدّ المطبخ ولا أثرَ له، هل يعقل أنّه زحف إلى إحدى الغرَف؟!

قررتُ الذّهاب وتفقدّ الأمر وقد تخليتُ عن وضعيتِي الحذرَة، حينهَا ودون سابقِ إنذار إلتفتُ للخلف ممسكَة بتلكَ القبضة التي كادَت تهشّمُ رأسي إلا أن صاحِبها قلبَ الوضع وسحبنِي بقبضتِه التي أمسكتُها ليدير جسدِي ويلتصق ظهرِي بصدرِه.

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن