٥٩| ديباجة الدنّاسة.

929 72 1K
                                    

ييرون:

تأوهت حين أرسلت لكمة مباغتة لمعدتي تجعلني أنحني عائدة للخلف أمسك بها وقبل أن أتدارك الوضع باغتتني مجددا بضربة بمرفقها على ظهري جعلت من ألم فظيع ينتشر بعظامي، ثم هبطت بجسدها وعرقلت قدمي لأخرّ ساقطة على كلتا ركبتي أمنع نفسي من التسندح على الأرض.

لكنها أفشلت محاولاتي حينما سددت لكمة لوجنتي مباشرة تجعلني أفقد أخر ذرات طاقتي التي احتفظت بها.

"ماللعنة معكِ تحديدا؟" صرختُ بقنوط شديد وأنا أحاول النهوض بعد أن انتهى النزال بفوزها، أراقبها وهي ترتشف من القارورة بضمأ شديد.

أفرغت ما بقي من مياه في القارورة على شعرها كحركة أخذتها مني وتساءلت بإدعاء: "مالذي فعلته؟"

هل تسألني مالذي فعلته؟!

حركاتها كانت سريعة وانفعالية بشدة ولوهلة ظننت نفسي عدوتها لأنها لم تتردد أبدا بتسديد ضرباتها نحوي وفي أي مكان.. لقد نسيتُ لوهلة أنه مجرد تدريب أم ربما هي من نسيت ذلك.

مدت يدها لمساعدتي فتجاهلتها أتحامل على جسدي وقد توجهت مباشرة إلى قارورة المياه أروي ضمئي بها.
بعد أن رششت الماء على شعري وضعت منشفة فوق رأسي وقد كانت هي الأخرى وضعت واحدة على كتفها وجلست على حافة الحلبة تراقب نزالات الأشخاص من حولنا.

تنهدت بإنهاك أخذ مكانا إلى جانبها وقد سمحت لنفسي بالحديث عما كنت أختزله طوال الوقت: "أنتِ لا تزالين تفكرين بما حدث صباحا أليس كذلك؟ هل أنتِ غاضبة مما حدث؟"

حسنا، النظرة التي تعطيني إياها الأن تقول بأني بالغت بسؤالي ودفعت ما بحوزتي دفعة واحدة!!

هي ليست على سجيتِها منذ جلوسنا على تلكَ المائدَة على ذلك الفطور المشؤوم، في الحقيقة لا أحد على سجيتِه منذ ذلك.. لقد ألقت أمي بمزاجنا نحو الحضيض اليوم.

أتساءل عن حالِ أليكساندر الأن، هل هو بخير؟ أم أنه يستمر في التظاهر بذلك؟ هل سيقدِم على هذه الخطوَة بالفعلِ أم هناكَ ما يدور في خلدِه وما فعله كان فقط مجاراة لوالدَته؟

أتمنى حقًا أن يكون كذلكَ وأنه يدرك ما يفعله، وإلا لن أستطيعَ التنبؤَ بردةِ فعلي عما سيحصُل. قد أخرّبُ حفلَ الزّفاف دون أدنى شعورٍ بالذّنب.

ارتفعَ حاجبِها وظهرت تقطيبَة في جبينها توضّح استنكارها. "لما قد أفكّر فيه حتى؟ مالذي يهمني بشأن هذا الأمر ومالذي سأحصده منه ليشغل تفكيري؟ ولماذا هذا بالضبط ما قد جال في عقلكِ عند رؤ__"

"على رسلك لماذا كل هذا الانفعال؟" زفرت بعمق تشيح رأسها عني أما أنا فقط تمتمت على مضض: "إذا لماذا تبدو حركاتك منفعلة ومضطربة؟ لقد كدت تقتلينني حتى دون أن تدركي."

إن لم يحفِزها الغضب فمالذي سيفعل؟

"لا علاقة بذلك الشّأن في هذا." ارتخَت عقدة حاجبيها مع ارتخاء كتفيها. "كل ما في الأمر أنني شعرت بالعبئ حين كنتُ برفقَة آركيت في ذلك المكان، بدوت كدجاحة مرتاعة تفزع حتى من ريشها وتحملُ مسدسًا للزينَة، ولم أقوى حتى على لكمِ أي شخص، لقد تولى كل شيء عني." صوتٌ هازئ غادر حلقها، مليئ بالمرارَة. "هذا يشعرني فقط بالغضب من نفسي أكثر."

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن