٦٧| ترنيمَـة الرّثــاء.

919 71 1K
                                    

إيمـا:

ذلك لم يكن في الحسبان أن أشعر بهذا الضغط.. ضغط نتاج شيء قمتَ به، لكن روحكَ لم تكن راضية ونفسك كانت سقيمة.

هل أخطات؟!

مالذي قد فعله ديلين واستحق هذا؟

لم أتلقى منه إلا الحب والاهتمام.. تلك النظرة الأخيرة التي منحها لي قبل أن يسدل جفنيه جعلت قلبي يرتعد ومن الذنب يبدأ في التصاعد إلى دواخلي تدريجيا.

لما عليه أن ينال ثمن أفعال شقيقه المتمردة؟ لماذا عليه أن يكون الضحية في هذا؟ هذا غير صائب!!

ماذا سيحدث إن علم شقيقه أو والده بالأمر؟ هل هذا ما قصده أليكساندر بالمجزرة؟! أن يكونوا هم المفتعلين لما سيكون تاليا؟ وأنا أول خطوة والسبب فيما سيحصل لاحقا؟

هل يعقل بأني الدّيباجة هنا؟!

"أسرعي." كريستيان جرني خلفه حريصا على أن يثبت وضعيتنا ويجعلنا نسير وكأن لا شيء خلفنا.. وكأننا لم نترك آركيت وحده رفقة جثتين الواحدة منهما بضعف حجمه مرتين وديلين راقدا في كومة من الفوضى.

عدنا إلى ساحة الرّقص وقد قيّد ذراعي وخصري في نفس الوضعية التي كنت بها مع ديلين سابقًا، أدخلني في جو الرّقص مرة واحدة دون أن يأخذ بإذني حتى.

"ماذا تفعل؟" سألته بلؤمٍ أحاول مجاراة حركاته المتناسقة. الأمر كان عسيرًا ومجددًا كل هذا بسبب الكعب.

نفث أمام وجهي تمامًا وصدره يهتز ضد صدري إثر ضحكاته العميقة الخافتة. "أراقص شريكتي. هل هناك مانع في هذا؟"

هذا الثعلب..

أعطيته ابتسامة باردة لا تصل عيني قبل أن تتدرج تعابيري إلى البرود، غمزني بخفة واستغل الأغنية ليدفعني عنه يديرني حول نفسي قبل أن يعاود جذبي إليه وتقييدي في ثانيتين ودون أن أدرك هذا حتى..

"هيه!! على مهلك.." همست بسخط حين عاودنا نأخذ خطواتنا بهدوء وعلى نفس الوتيرة الهادئة للموسيقى الصادرة.

حاولت دوس حذائه بكعبي كنوع من الإنتقام لكني لم أفلِح كوني في طور الرّقصة وكان يحركني كيفما يشاء، بل ومع عنادي دست في المقابل على فستاني وكدت أهوي للأمام لولا أنه أمسك بي في آخر لحظة وشدني بذراعيه الطويلتين أكثر له.

بدا الأمر وكأنه يعانقني.. لا هو كان يعانقني فعلاً وجسده أخذ يهتز ضد جسدي بفعل ضحكته الخافتة.

"توقفي عن جعلنا فيلمًا كوميديًا.." سحبني عنه من كتفي يعيدنا إلى وضعيتنا القديمة ويجبرني على مسايرته بارتكاز أكثر هذه المرّة.. ملامح وجهه تغيرت مئة وثمانين درجة وحاجبه ارتفع يعطيني نظرة جادة.

"أنا جاد.. ظهري احترق من نظراته لذا توقفي."

اتسعت عيناي بشكل طفيف أرمش بتسارع محاولة تدارك كلماته، غير أنه أشار لي لأنظر للجانب برأسه وعندما فعلت.. ولا أدري حينها مالشعور الذي نغز صدري تحديدًا.

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن