صوتُ رنّة صغيرَة أفاقَه من شرودِه وجعلَه يبعدُ لفافَة التّبغ الثّخينَة من بين شفتَيه ينفثُ دخانَها أمامَ وجهِه. أدارَ مقعدَه الدّوار ليتموضَع جسده أمامَ مكتبِه، أمامَ هاتفِه صاحِب الصّوت.
رسالَة واحدَة غير مقروءَة.
تنّهد، باتَ يكرَه هذا الصّوت أكثَر من أيّ وقتٍ مضى، لأنّه في أذنِه باتَ كرنِين الشّيطان.. الشّيطان الذي لا يدرِي حتى كيفَ علقَ معه. ألقى نظرَة من الإشعارات دونَ أن يدخلَ إلى الرّسالة.
«هل تعلَم ما أكثَر ما يزعِجني يا آرثَر؟»
أوه!! هذا غيرُ مطمئِنٍ البتّة. يمكنِه تخيّل النبرَة والملامِح التي تلتبِس صاحبَ الرّسالة فقط من مضمونِها.
وصَلت رسالَة أخرَى.
«المماطَلة يا آرثَر.. وصاحبُها يزعِجني أكثَر.»
وضعَ سيجارَه الكوبي جانبًا يلتَف بكلّ حواسه إلى الهاتِف. ابتلَع ريقَه ما إن وصلَت الثّالثَة.
«وأنتَ على دراية بما يمكِنني فعلُه حين أنزعِج.»
دخل خانَة الرّسائل، بدون أن يدرِك كانت أصابعُه الخشنَة تشتدُ حول الهاتِف، يقاوِم انفعالَه، يشعرُ بأن ضغطَ دمِه بدأ يرتَفع ويحتاج إلى حبَة من دوائِه في أسرَع وقتٍ يمكِن.
أصابعه كانت ثقيلَة في خطّ ردّه لكنّه فعل.
«كلّ شيء جاهزٌ يا سيّدي، ننتظِر إشارتكَ فقط.»
كانوا في طورِ وضعِ الرتوشاتِ الأخيرَة والتأكّد من أن كلّ شيء سيسيرُ وفقَ الخطّة.. هو، ابنُه، رجالُه.. كانوا بيادِق في يدِه وينتظِرونَ كلمتَه فقَط.
«جميل.. جميلٌ جدًا.»
لا يدري لماذا ذهنُه الحقير راحَ يتخيّل منظَره الأن، بابتسامتِه المختلّة وصوتِ قهقهَته الرّنانة وزوايا مقلتَيه الحادّة التي تتقوسُ في مكرٍ سحِيق.
كانَ الجنون إهانَة ووصفًا لا يليقُ بعقلِ سيّده.. وقد عرفَ هذا مؤخرًا فقط، بعدَ فعلتِه المجنونَة، أدركَ أن هذا الشّخص قادرٌ على فعلِ أيّ شيء من إجل إرضاءِ جانبِه المعتّل.. وحرفيًا.. أي شيء.
لذا لم يكن من الصّائب معارَضته، أو حتّى النيّة في ذلك.
«هيا يا آرثَر، دعنِي أراكَ تتوسّل بولائكَ لأجل عائلتك. الأشيَاء الثّمينَة باهظَة الثّمن، أليس كذلك؟»
لأنّ قبضَته تلتَف حولَ يدِه الموجعَة. حول عائِلته.
«نعَم سيّدي، أنا تحتَ إمرتِك.»
أنت تقرأ
PRINCE OF THE NIGHT [✓]
Action|روايَة مكتملة| الجزء الأوّل من سِلسلَة [ Guerilla X حَرب العصابَات ] وانغ ييرون ظنّت أن أكبرَ اهتمامَاتها كان معرفَة سبب ثمالَة حمامة الكيريرو أو سبب كسلِ الكوالا، وبينَ دهاليز حياتها البسيطَة يتّم تبنّيها من قبلِ إحدَى العائلات المعروفَة، كانوا ث...