٥٠| حقيقَة مزيّفة.

754 72 444
                                    

ييرون:

إنّه منهِكٌ حقًا.

شعورُ الخمودِ والإنطِفاء الذي لم أسبِق أن جرّبته في حياتِي، حتى أثناء بحثِي عن حقيقَة أصلي ووالدَي.

الأمر فقَط أنّه كان مفاجئًا، وفي مناسبَةٍ كتِلك كانَ مدمرًا. ظننتني لن أخرُج من العائلَة إلا برضَاي لكنّني أقصِيتُ فجأَة منها بطريقَة ساخرَة.

عن طرِيقِه هو.. الذي أعتَبِره الصفحَة المتبقيّة الوحيدَة من كتابِ ماضيّ المحترِق. الذي وعدنِي بالإنتقام لوالدَينا أيّما انتِقام.. وسأكونُ برفقَتِه، أحصلُ على حصّتي منه أيضًا.

لكنّه فقط_ تبًا شعورٌ مريرٌ بالخيانَة لا ينفكُ يلعَب بدواخلِي ويهزُّ أوصالِي.

أنا الأن.. عدتُ إلى نفسي التي عهِدتها.. وانغ ييرون. 

انفتَح الباب بشكلٍ هادئ فدفنتُ رأسي في الوسادَة أكثر، يهزني الصدّاع حتى قبل أن تصدر أي صوتٍ من حلقها.

"الغرفة تطالب بعدم احتواء جثتك بعد الأن.. أرجوكِ إرحميها."

فتحت الستائر وحاولت نزع الملاءة عني لكني أبيتُ تركها وتقلبتُ بجسدي على السرير لتلتف الملاءة علي أكثر. ترَكتها وسمعتُ صوت تنهدها العالي قبل أن تجلس على طرف السرير.

"إلى متى ستواصلين فعل هذا؟"

ها قد بدأنا مجددا.

"إنها ثلاثة أيام كاملة.. بحقك ييرون."

حقًا؟! شعرتُ وكأنّها يومٌ واحدٌ بسبب استمرارِي في النّوم والنوم فقط.. لم أتوقَع أنني شخصٌ حقودٌ لهذه الدرّجة.

"اتركيني وشأني إن كنتِ ستبدئين هذه الأسطوانة مجددًا."

اكتفيتُ بجملتي هذه لأسمعها تصيح بيأس: "الرحمة.. إن كنتِ لا تهتمين بنفسكِ فعلى الأقل اهتمي بشأن من يقلقون عليك." تحرك السرير اثر نهوضها بانفعال لتعقب بتجهم بان في نبرتها: "هان ليس بخير وهو يستمر بالسؤال عنك ويريد رؤيتك. السيدة جيوڤانا غاضبة ومستاءة في كل الأوقات لكنها ظلت تسأل عن أحوالك ووجباتك.. وصدقي أو لا تفعلي لكن الأمر وصل بالفعل إلى آيزك، إنه منفعلٌ في هذه الآونة وهو يتصيد أي فرصة للشجار مع أي شخص كما أنه سريع الإشتعال ويأتي بسيرتك في كل شيء." توقفت لثانية تسترد أنفاسها: "لا تعلمين كيف انقلبت الأجواء بينما أنتِ هنا تتوارين هنا وتدثرين نفسكِ كالجبناء."

أوه!! هل عليّ الشّعور بالعظَمة لتركي هذا الأثَر العظِيم في نفوسِ الجميع.. يبدو بأنني محبوبَة الجميع بالفِعل.

وسيّد التعري ذاك يجلبني على لسانهِ أيضًا!! سأحرِص على تذكيرِه بهذا للستين سنَةً القادمَة.

توقفت تتنفس بعمق للحظات قبل أن تبتدر مجددا: "هذه ليست ييرون التي أعرفها، الفتاة القوية التي أعرفها ما كانت لتسمح لنفسها بالإنهيار هكذا، ما كانت لتسمح لأحد برؤيتها منكسرة وفي أضعف حالاتها.. صديقتي كانت لتنهض وتناضل من جديد، كانت لتدعس أي شخص يقف في طريقها، كانت لتعيش اليوم وكأن لا غد لها وليذهب كل شيء للجحيم."

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن