الأخِيـر| الصّرخَـة الصّـامِتة.

1.2K 68 1.2K
                                    

الأمَان.

لا لم يَكن أسمَى درَجاتِ الحبّ أو أعتَقها بل كانَ السّمَاء التي يحلّق فيها الحبّ براحَة وطمَأنينَة. الأمَان هو أن تَخطوا نحوَ المَجهول دونَ ارتِياع، بمشاعِر تواقَة، تستلّذ ما حولَكَ من شعورٍ دونَ اضطِرارٍ للقلَق بشأنِ المستَقبَل. الأمَان هو الكتِف التي تُسنِد رأسكَ عليهَا لِتغمرَ الرّاحَة قلبكَ وتهدَأ نبضَاته، ليسرِي ذلكَ الشّعور الحُلو داخلَ شرايينكَ بدلَ الدّمَاء. الأمَان هو موضِع الطمَأنينَة الذي تأتمِن ما حولكَ عليه. هو أصابِعكَ العشرَة التي تبصُم بهَا لتمنحَ ثقتكَ لأحَدِهم.

تمنَحه الثّقَة ويمنَحكَ الأمَان.

لكِن ما إذَا إن كانَ عليكَ أن تَمنَحه بدلَ أن تحصُلَ عليه؟ تحمِل مَسؤولِية العَطَاء بدلَ الأخذ؟ تتخذَ دورَ الكتِف بدلَ الرّأس؟ الكتفَ التي لا يجِب عليهَا الميلُ أو الخِذلاَن أبدًا، كتِفًا ثابِتًا لا يهدَم مهمَا عصَفت بِه نوائِب الزّمن في سبِيل رؤيَتهَا لهذه الابتِسامات المشرِقة.

الابتسامة التي تمنَحها الحيَاة وتجعَل رغبَتها في الكِفاح ضدّ هذه الحيَاة العَرجَاء تنضَخ ولا تخّف. كانا وقودَها للاستِمرار وكانَت المعدِن الصّلد الذي أحاطَته حولَهما.

هيَ من اتخذَت مسؤولِية على نفسِها، أن تُهَوّن الطّرِيق لهمَ أن تمسِك بأيديهِم وتأخذَ بهِم إلى ملجَأ الطمَأنينَة، تعيشُ لأجلِهما وتكرّس نفسَها لهما. كانا حياتها وكانَت حياتَهما.

«كيفَ حالكِ؟ هل ابتسمتِ اليوم كمَا تفعَلينَ عادَة؟ الجوّ غائمٍ اليَوم هذا يعنِي أنكّ لم تفعلِ. كيفَ حَالهمَا؟ هل أصبحَ يوجين أطوَل منّي؟ لا تُخبرِيه بأنّ طولي لم يزدَد سوى ثلاثَة سنتيمترَات سأسمَع ضحكَته من مكانِي هذا، يكفِيني أن شِيون لا تكّف عن السّخريَة في كلّ ثانيَة.. هذَا مزعِج يا إلـٰهي. لقَد فعلتُ ما تخبرِينَني به دائمًا، لا أزال أضغَط على نفسِي لِشربِ ذلكَ الحليبِ كلّ يوم لكنّه لا ينفَع. في الرّسالة القادمَة أرجوكِ أرسلِي لي قائمَة بجميعِ مأكولاَت ذلكَ الأحمَق، أحتَاج أن تزدادَ بنيَتي الجَسَدية كما زادَت العقلِية

أسدَلت جفنَيها تتنّفس بوتِيرة غير منتظَمة، أنفاسُها تتلاحَق تشعرُ برِئتَيها تتقلّص وبالسّواد يغمرُ محيطَها. كيفَ؟ كيفَ ستُخبِرهُ أنّها بالكَاد تجِد قوتَ يومِها لها ولِطفلَيها؟ أنهَا تكافِح بالقدرِ الذي تستَطيعُه منذ أن ابتَعدَت.

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن