١٢| وليمَة عزاء (١).

866 87 665
                                    

ييرون:

شعور الضّغط كان ثقيلاً جدًا، حتى أنني بدأتُ أشعر بالدّوار مع استمرار رين في السّير ذهابا وإيابا أمامنا هكذا، وهو لا ينفكُ عن تنفيس غضبه بشخص ما عن طريقه شتمه ولعنه بكلّ لعنة عرفتها ولم أعرفها في حياتي.

نقطة أخرى عرفتها عنه، عصبي لأبعد الحدود. وأنا التي ظلمتُ أليكساندر في هذا.

لقد وصلنا إلى البيت منذ نصف ساعة تقريبا، هو لم يدع والدته تتفحصنا وتقلق علينا كما من المفترض أن تفعل حتى، لأنه جرنا إلى إحدى الغرف وأغلق علينا ليبدأ في جولة الشتم.

الشاب الذي معه كان فقط يراقب بلا مبالاة وأحيانا فقط يرمي بجملة أو اثنتين ليحاول تهدئته ثم يعود ليعبث بهاتفه. أعصابه مرتخية لأبعد الحدود وهذا مثير للشك!!

أتساءلُ إلى الأن، كيف علما بموقعنا وجاءا في اللّحظة المناسبة؟!

فُتحَ الباب فجأة على مصرعه ودخل أليكساندر بخطوات سريعة حازمة وملامح مهتاجَة، ونظرتهُ المشتعلة سُلطت مباشرة علي يجعل نفسي ينكتمُ في تلك اللّحظة. رفع حاجبًا وانسحبت عيناه على طول جسدي. هل يلعبُ هو الأخر دور الأخ القلق الأن؟

انتبه فجأة لايما وقطب حاجبيه وهو يحدق فيها بتوجس وأطال النظر إليها حتى لمحتُ بريقا من الإرتياب يلمع في زرقاوتيه. ما خطبه؟! التفتُ إلى ايما ورأيتها تنكسُ رأسها إلى الأسفل وحين لاحظت نظرتي همست بجزع: "لقد أحرقني بنظرته، هو لا يرغب في قتلي أليس كذلك؟!"

هززتُ كتفاي: "لا أستبعد هذا، ربما يفعلُ ذلك لكلتينا." كنتُ نصف محقة لأني سمعتُ تنهيدته العميقة قبل أن يتمتم بإنهاك: "يا وجع الرّأس!!"

"دعكَ منهما وعُد إلى ما هو أهم الأن." رين صرّح بعصبية وكأنه ملّ من جو السكون الذي أضفاه شقيقه عند دخوله. "كيف يجرؤ على العبث معنا عن طريقها؟ مالذي ينوي عليه بهذه الحركة؟" خفت نبرته وبدا وكأنه يحلل الكثير في عقله.

"أليس هذا واضحا؟" الشّاب ذو الخصلة البيضاء رفع جسده أخيرا من الجدار الذي كان يستند عليه وتقدّم منهما بينما يخبئ هاتفه في جيب بنطاله. التفت فجأة عندي وصرّح بابتسامة خبيثة: "إنه يراقب كل حركة تفتعلها أنتَ ومن حولكَ، وهذا يعني أنه يعرف أنك رُزِقتَ بأختٍ من العدم فجأة، وبالتأكيد هو يعلم كيف يستغلُ الفرص." حوّل بصره إلى رين ووضع يده فوق كتفه. "إنه يسبقكَ بخطوة يا صديقي."

سكوت عمّ المكان للحظة لكن أجزم أن داخل كلّ منا حربًا ناشبة بين أفكاره الخاصّة، وكانت خاصتي حول مصيري أنا وإيما، لقد عرفنا القليل إلى الأن لكني أجزم أنه كثير بالنسبة لهم. ماذا سيكون مصيرنا وخصوصا إيما التي يظن الجميع أنها لا تعلم شيئًا؟

"علينا التحرّك بأسرع وقت." أليكساندر استرسل وهو يُخرج هاتفه ويبدو أنه سيهاتف أحدًا ما، بينما الشّاب الأخر تقدم نحونا أو إلى إيما بالضّبط ثم انحنى إلى مستوى رأسها وبدى يدقق في وجهها وهي تراجعت إلى الخلف بسرعة وفزعٍ شديدين.

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن