٥١| آيروس وسايكي.

867 70 512
                                    

ييرون:

«بعد ملاحظتكِ لأسلوب خصمك وتمكنكِ من متابعة سياق حركاته، حان دورك الأن.»

كلماته طنّت في أذني كما لو كان يهمس بها بجانبي الأن. فشعرتُ بحرارة تتدّفق إلى جسدي وقبل أن تقفز لتسحقني تأرجحتُ في الأرضية وأسرعتُ أندفع لأنهض بجسدي.

«ابدئي بالوخز كأول خطوة وذلك لجعل الخصم يبتعد عنك.»

بمجرّد أن اندفعت نحوي لففتُ ذراعي ورسغي الأيسر وبمرفقي أعطيتها لكمة في معدتها بعد أن أوهمتها بأني سأسدد باليمنى.

«قبل أن يبتعد، فاجئيه بلكمة متقاطعة بيدكِ القويّة وبحركة تقدمية مائلة.»

فعلت، لكمة في منتصف وجهها تمامًا.

«أضيفي إليها لكمة خطافية في مكان غير محمي، وتذكري أن تضعي يدكِ الأخرى حاجزًا بينكما.»

بالفعل، كانت ستسدد لكمة نحوي لولا أني أمسكتُ قبضتها في الوقت المناسب وثنيتُ ذراعها بكلتا يدي لذا لم يكن لدي وقت لإضافة لكمة أخرى.

«أخيرًا، أنهي الأمر بلكمة تصاعدية حرّة. لكِ الحرية في اختيار الوقت الأمثل واليّد المناسبة.»

لو أنه قال العضو المناسب بدل اليّد لأن هذه اللّكمة تحولت إلى ضربة رأس تصاعدية ضربتُ بها فكّها لأجعل من جسدها يرتخي عني وتبتعد بسرعة.

رغم ألم رأسي إلا أنني قررتُ إنهاء الأمر بركلة منخفضة عند ركبتها ثم لكمة أخيرة في وجهها ليسقط جسدها أخيرًا وتتلوى على نفسها تمسك أنفها الذي بدأ ينزف.

استقمتُ في وقفتي واستدرتُ نحو الذي كان ينظر إلينا بثغر مفتوح وجحظته بنظرة تقول 'ماذا تنتظر؟' ليفهم نفسه ويرفع يده أخيرا مصرحًا: "تفوز ييرون."

أخيرًا.

بدأت أرضية الحلبة بالإنخفاض شيئا فشيئا وعندما تلاشت حبال النيون خرجتُ منها لتستقبلني إيمـا بقارورة ماء ومنشفة وعيناها متسعتان بدهشة طفيفة. "ك_كيف؟"

ارتشفتُ من القارورة بسرعة أبعد شعور الجفاف عن حلقي ثم صببتُ الباقي فوق رأسي أستصيغ قليلاً من شعور الإنتعاش. أخذتُ المنشفة وعلقت: "كيف ماذا؟ هل تريدين نزالا؟"

انكمشت ملامحها باضطراب وابتعدت عني خطوة تهمس: "لا أراهن بأني سأصبح حشرة مسحوقة." أضافت وقد تلبس الفضول ملامحها: "أخبريني متى أصبحتِ بهذه البراعة؟ أذكر بأنكِ كنت لا تستطعين قبضَ يدكِ بشكل صحيح حتى!!"

هززتُ كتفاي أنظر إلى الفتاة التي تحاول ايقاف نزيف أنفها وتتحاشى النظر إلي: "ذكريني أن أشكر آركيت لاحقا، نصائحه حقًا مفيدة."

رمشت ببطء قبل أن تزم شفتيها وتهمهم بفهم، فبادرتُ بالسّؤال بمجرد أن تذكرت: "ثم مالذي تفعلينه هنا تحديدًا؟ أتذكر أني تركتكِ في القاعة المجاورة تتدربين."

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن