٥٥| على شفا الضّمور.

1.2K 76 1.3K
                                    

ييرون:

ليليث اسم أنثوي يرمز للشّيطان، الليل، العواصف وكل ما يدل على الشّر.. وهذا بالنسبة لي يلخص صفات صاحبها.

هذا ما أخبرتني به إيمـا بمجرّد أن وقعت عيناها على المدعوة ليليث، مرتابة ومتمعنة وكأنها تحاول تحليل شخصيتها من أول نظرة.

حسنا، من الواضح أن ليليث لم تكن شخصا عاديا منذ البداية.. حتى هالتها وحضورها جاذبان، وعلى حد قول هذا هي وكما قلت تذكرني بآركيت.

لكن لن أكذب وأقول أنها لم تجذب اهتمامي بحديثها الذي يتضمن ما تقدر النّساء على فعله في هذا العالم.. الأمور التي وعدت بها الجنس الأنثوي القابع في القاعة جعلت منهن يهتفن تشجيعا لها عند كل كلمة.

وكأنها لعبت بعقولهن وجعلتهن خيوطا في يدها بكلماتها المنتقاة.

"خذن باقي اليوم إجازة.. سنبدأ الجدّ منذ الغد."

أما بالنّسبة لي فقد كانت هذه أجمل جملة سمعتها لليوم، وقد قابلتها برحابة صدر وجذبتُ ذراع إيمـا معي لنكون أول الخارجين من القاعة.

"مهلاً!! مالذي تفعلينه؟ إلى أين ستأخذينني؟" صرخت من خلفي بتجهم فاستدرتُ أتوقف وسحبت ذراعها نحوي بعنف أهسهس بحدّة: "أفكر في تلكَ الغرفة التي استعملها جايدن وفي استعارة مطرقته لإجبارك على الإعتراف."

لمحتُ اتساعا طفيفا في مقلتيها قبل أن ترمش بتسارع مستدركة وتجذب ذراعها بانفعال عني. "توقفي عن هذا المزاح الثقيل."

هززتُ كتفاي بلا مبالاة: "حسنا كنتُ أمزح بشأن المطرقة، لكني لا أفعل في جلسة الإعتراف.. لديكِ الكثير لتفصحي به لي."

"لا أريد."

هل تمزح معي هذه الفتاة؟! هل تريد مني لكمها مجددا؟

لا، لا تفعل لأنها اتخذت خطواتها بالفعل بعيدًا عني وهي تمسّد ذراعها. دحرجتُ عيني بنفاذ صبر وركضتُ خلفها لأتشبث بذراعها: "صدقيني أنتِ لن تهربي، سألتصق بكِ إلى أن تكرهي حياتك."

"أكرهها بالفعل." همهمت بعدم اكتراث ولم تفك وثاقها مني فقط اتجهت إلى المصعد وركبناه، وعندما ظننت أننا سنغادر الشركة نحن لم نفعل بل أن إيمـا سألت عن مكتب المدير التنفيذي، ورغم أن الموظفة استغربت من سؤالها إلا أنها لم تمانع إجابتها.

عندما ركبنا المصعد مجددا سألتها بفضول: "مالذي سنفعله عنده؟" رفعت حاجبها بحدّة نحوي: "سنفعله؟ متشبثة بي كألم في المؤخرة وتخبرينني مالذي سنفعله؟ أنا أنتظر فقط أن نصل عنده ليطردك بنفسه دون أن أتعب نفسي."

أنا أستمع إلى خيانة عظمى بنفسي هنا.

وضعتُ تعبيرا متهكما وأنا أسند يدي على باب المصعد: "فليحاول كلاكما طردي ولنرى إن كنتما ستنجحان." تجاهلتني وبدأت تطرق بقدمها الأرضية بعصبية حتى فُتِح باب المصعد وخرجنا منه.

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن