١٣| وليمَة عزَاء (٢).

776 82 350
                                    

ييرون:

الكثير من التشابكات والأحداث المعقدة تحدثُ من حولي ويصعب على عقلي حلّها، شخوص كثيرة تستكنُ محيطي مرتبطة فيما بينها رغم اختلاف أعمالها ومبادئها. حتى لم أعد أعلم أين قد أصنف الناس من حولي!!

حاولتُ وإيما تجاهل ما شاهدناه منذ قليل، سام يتكلّم بكلّ أريحية بل ويضحك أيضا مع أليكساندر وهذا مثير للشك. إما أن سام مخدوع بمظهره ويراه كمدير نبيل يعمل على توطيد صلاته بمتعامليه من خلال هذا الحفل أو أنه_ حسنًا.. لا أريد الشك بسام حقًا.

يستحيل أنه يكون على علمٍ بأمرهم لكنه يغضُ البصر على ذلك، لربما تولى قضية ما لها دخل بهم!!

جذبتُ ايما معي نبتعد عن أربعتهم وحاولتُ خلق بعض الأحاديث الجانبية لأجعل أفكارها تتوقف عن إلتهامها وأظنني نجحتُ في ذلك حين سألتني: "لم تخبريني عن أمر الحفل!!" تنهدتُ وأنا أدفع بأخر قطعة من الكعك إلى ثغري. "لم أكن أعلم عنه أيضا."

شعرتُ بها تنظر نحوي باستغراب إلا أنني لم أبادلها، اكتفت بالتنهد وارتشفت من عصير البرتقال الذي تحمله، إنها أكثر من يعلم عن غرابة العائلة التي أعيش برفقتها لذا أظن أنها تعذرُني.

"بالمناسبة!!" حدقتُ فيها بخبث وهي قطبت جبينها باهتمام. "تبدين مختلفة وجميلة بالعدسات، هل تحاولين الإيقاع بأحدهم؟!" فغرت فاهها لثوانٍ وبدت نظرتها أنها تقول 'هل تمزحين؟' قبل أن تدحرج عينيها بعيدًا عني.

ماذا؟! أنا أحاول تلطيف الجو هنا!!

فجأة صدح صوتٌ حاد ومزعجٌ جعلني أكمش تعابيري بألم ثمّ ظهر صوتُ أمي عبر مكبرات الصوت: "مساء الخير جميعا سيداتي وسادتي، سعيدة جدًا بتلبية دعوتي للإحتفال بذكرى تأسيس شركتنا العريقة.." بحثتُ عنها لأجدها تتوسط الحديقة حيث تقف فوق منصة بيضاء مزينة بأعمدة بيضاء بخيوط مضيئة على جوانبها، وتحمل ميكروفونا وهي تتحدث بسعادة.

تابعت حديثها بشكر بعض الحضور مع ذكر أسمائهم والذين ساعدوا بقيام فرع الشركة هنا في لندن، ثم أعطت الكلمة لأليكساندر الذي فجأة ظهر بجانبها، همست إيما بجانبي بعدم تصديق: "كيف ذلك؟! لقد كان بجانب أخي توًا!!" رفعتُ كتفاي بغير علم. حقًا هي لم تزح عينيها عن شقيقها حتى مع ابتعادنا.

أعترف أن حذرها في محلّه، من يدري ما قد يأتي تاليا خاصة وأني غير مطمئنة لهذا الحفل أبدًا، وشيء ما داخلي يصرخ بأنه سيأتي ما يغير صفوه. لا أتمنى هذا فعلا!!

حاولتُ إمساك ضحكتي وأنا أرى ملامح أليكساندر المتيبسة والباردة وهو يحاول إلقاء بضعِ جمل مؤدبة ولا تحوِ نبرة التسّلط خاصته بينما أمي كانَت تجحظُ عينيها في تهديد نحوه كلما نطق كلمة لم تعجبها وتبتسم معتذر للجميع. أعتقد أن النرجسية تجري في عروق هذا الشاب.

PRINCE OF THE NIGHT [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن