لقد كانت والدتها تُمسك بقلم ورأت قطرة من الحبر على طرف القلم تقطر للتأكيد أن الحبر لم يكن جافاً .
'هل أتت من العمل ؟'
لقد كنتُ آسفة لأنها بدت و كأنها أتت على عجل .
وشعرتُ بالخوف قليلاً .
'ستغضب لأنني خلفتُ بوعدي .'
عندما أذهب لرؤية راجنار ، قررتُ الذهاب مع مرافق .. لكنني لم أحتفظ بوعدي .
'ماذا أفعل إن كان هذا سيجعلها تكرهني؟'
إذا كنتُ أعلم أن الأمر سيكون على هذا النحو لما كنتُ خرجتُ كل يوم .
لم أكن أعلم أنني سوف أسقط .
لم أكن اتجرأ على رفع رأسي و مواجهة والدتي .
"إرفعي رأسكِ دافني ."
أعطاني هذا الصوت القاسي القوة لرفع رقبتي .
ظننتُ أنني إعتدتُ على هذه الكلمات اللاذعة ، لكن عندما فكرتُ في الإستماع بهذه الكلمات من والدتي شعرتُ بالخوف ، لذا لم أستطع رفع رأسي .
"دافني ."
لكن بصوتها الحازم لم يكن لدىّ خيار سوى رفع رأسي .
كان بإمكاني رؤية الشعر الأبيض المألوف و تحته يُمكنني رؤية وجه أمي القلق .
"...أمي."
"إستيقظتِ أخيراً ."
الشفتان كانتا تبتسمان و العينان ليستا كذلك .
عانقتني أمي عندما حاولتُ أن أخفض رأسي مرة أخرى ، كما لو كنتُ مُذنبة بجرم وعيني كانت مُتيبسة .
"جيد ، لا تعرفين كم كنتُ قلقة ."
لقد كانت مجرد نزلة برد ، ظننتُ أنني سأكون بخير بمجرد أخذ الدواء ... لكنني لم أستيقظ إلا بعد أسبوع .
مع تلكَ الكلمات ، لقد كان هناكَ رعشة صغيرة في صوتها .
"...لا يُمكنني فعل أى شيئ من أجلكِ ، لذا ظننتُ أن علىّ المخاطرة و إستدعاء كاهن ، أنا سعيدة لأنكِ إستيقظتِ ."
لقد كانت كلمات صغيرة ، ولكن كان كل ما يتخللها هو الراحة .
إعتقدتُ أنني سأتعرض للتوبيخ ، لكن عندما عدتُ كان هناكَ عناق دافئ .
شعرتُ بدرجة حرارة جسم أمي ، ثم شعرتُ فجأة بألم شديد في جسدي .
أشعر أنني أعاني من الصداع و إحتقان و سيلان في الأنف .
أردتُ أن أتصرف بشكل أصغر سناً بسبب الحزن .
شعرتُ ان الدموع سوف تخرج بدون سبب لذا دفنتُ رأسي بين ذراعىّ أمي وعانقتها .
"أنا آسفة . خرجتُ سراً لأنني أردتُ اللعب مع راجنار ، راجنار ليس مُخطئاً ."
"نعم ، لقد اخطأتِ ."