"أنا فقط أريد وضعكِ أمام عيني ."
هذا كل ما قاله نارس بهدوء .
إذا فتح فمه مرة أخرى فلن يقول شيئاً آخر ، لذا أغلق فمه .
'نعم ، لا يُمكن أن يكون هذا .'
كان مفاجئاً جداً أن عقلي أصبح في حالة إرتباك .
قبضت على قبضتي و جمعت ذهني المُشتت .
"هذا كل شيء ."
كل التفكير الذي كنت أفكر فيه إنهار في القمامة .
'لقد كانت أفكار مجنونة في المقام الأول .'
حسناً ، بما أنني رأيت بوضوح علامات الموت و اختفى السجن تماماً بين عشية و ضحاها .
ستكون معجزة حقاً لو كان على قيد الحياة .
لن تأتي لي المعجزات اللعينة ، لذا علىّ الإستسلام .
'مازلت ، لا أعرف ....'
على عكس عقلي ، كان من الصعب الحكم بعقلانية .
كنت أعرف أن المشاعر هزت عقلي ، لكنني لم أكن أرغب في الاستسلام .
بعد رؤية شخص مشابه لراجنار ، أردت بطريقة ما التمسك ببعض الأمل .
إنه أمر سخيف و إن رأى شخص ما هذا سيخبرني أن أخرج من دوامة الماضي لكن ...
'أنا بحاجة لمعرفة المزيد عن سجن التنين .'
يجب أن يكون لدى أوزوالد كتاب به أساطير عن التنانين .
إنه هراء ، و قد يكون عبثاً ، لكن لابدَ من القيام بالأمر .
لا ، أنا أردت ذلك .
كان يجب أن يتم ذلك حتى قبل ظهور نارس ، بدلاً من ذلك أنا أبحث عنه بعد فوات الأوان .
كنت متأكدة أنه ميت عندما رأيت الدم متناثر بالقرب من السجن ، لكنني لم أتمكن من العثور على سجن التنين المفقود .
من الممكن أنني ببساطة أفتقد راجنار و لدىّ آمال عبثية .
من الصعب التفكير أنهما نفس الشخص لمجرد أنهما متشابهان .
نظرت إلى نارس بدون أن أتجنب نظراته الموجهة لي .
ومع ذلك ، كنت آمل آلا تكون هذه العيون الزرقاء الداكنة غير مألوفة بالنسبة لي .
'لأنني أهتم بكَ أيضاً .'
عندما ألتقت أعيننا و كان هناك صمت لفترة طويلة فتح نارس فمه أولاً ربما لأن هذا كان غير مريح .
"هل قرأتِ الرسالة ؟"
"نعم ، قراتها ."
"كيف كانت ؟"
لم يطرأ أى تغيير على تعبيرات وجهه لكنني كنت قادرة على رؤية الإثارة في عينيه .
ثم تذكرت محتويات الرسالة مرة أخرى .