الفصل السادس

6.5K 641 55
                                    

هل كان لدىّ مثلَ هذا الصوتِ العالي في حياتي من قبل ؟

لأول مرة في حياتي رفعتُ صوتي .

و في المُـقابل لقد عوقب الفتى و حبس أنفاسه من الصدمة .

ربما هو تفاجأ بسبب صوتي ، لقد وضعَ الفتى يديه على أذنيه .

على عكسِ مظهره المُهددِ ، بدى الآن مثل الحيوان آكل الأعشاب .

ربما لهذا السبب لم أكن أشعرُ بالخوف ، على الرغم من انني لم أره من قبل في حياتي .

بالطبع أنا التي تبدو مثلَ الحيوان آكل الأعشاب الآن .

"دعني التقي بها !"

عندما رفعتُ صوتي مرة أخرى ظهر شخصٌ آخر من الخلف .

ظهر فجأة من الخلف و بدون إصدار صوت خطوة واحدة .

كان يلف عينيه ليجد الجاني الرئيسي بوجه منزعج و هو واضعٌ سيجارة غليون في فمه مُرتدياً ثياب رقيقة .

"كنتُ اتسائل من أحدثَ الكثير من الضوضاء ، لملذا لا يُمكنني رؤية أي شخص ؟"

"في الأسفل هنا !!"

كنتُ اتسائل إن كانت تظاهرت عن عمد بعدم رؤيتي أم لم تراني فعلاً ، لكن لا .. رفعتُ صوتي مرة أخرى .

وجهَت نظراتها إلىّ و ظلت صامتة لبعض الوقت .

و ظلت تنظر إلىّ من أعلى الرأس حتى أسفل القدمين .

لقد كان تريد أن تعرف من أنا و أي شخص أكون .

ثم بعد فترة ، نفثت الدخان من الغليون و نظرت إلىَّ و كأنها كانت تنظر إلى شخصٍ غريب .

"نعم ، طفلة ترتدي ملابس قديمة و متهالكة ، ماذا تريدين ان تفعلي ؟"

"أرجوكِ خذيني إلى الأعلى ، سأعطي الرئيسة شيئاً تحتاجه !"

نفثَت الدخان مرة أخرى .

لقد غطى الدخان الأبيض وجهها لدرجة أنني لم أعد قادرة على تحديد تعبيرها ، لقد سئمتُ .

لذلكَ فتحتُ الحقيبة بسرعة و أخرجتُ الوثائق .

"سمعتُ المدير يقول أن هذه الوثيقة لا يجب أن تكون في يد الرئيسة ، لذا أخذتُها و أحضرتها . ألا تحتاج إليها ؟"

إن كنتَ تريدني فخذني .

إن هذا الأمر يمنحني مكاناً للعيش فيه و يمنحني الخطوة التالية لتغيير القصة .

نظرتُ إليها بيأس و لكنني لم أستطع رؤية وجهها بشكل جيد بسبب الدخان الغريب الذي كان موجود .

مدت يدها إلىَّ .

إذا كانت حالتي طبيعية ، لكنتُ قد إتخذتُ قراراً بعدم تسليمها على الفور ، لكن الآن .. لم يكن لدىّ القدرة على القيام بذلكَ .

بنت الشريرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن