هل كان لدىّ مثلَ هذا الصوتِ العالي في حياتي من قبل ؟
لأول مرة في حياتي رفعتُ صوتي .
و في المُـقابل لقد عوقب الفتى و حبس أنفاسه من الصدمة .
ربما هو تفاجأ بسبب صوتي ، لقد وضعَ الفتى يديه على أذنيه .
على عكسِ مظهره المُهددِ ، بدى الآن مثل الحيوان آكل الأعشاب .
ربما لهذا السبب لم أكن أشعرُ بالخوف ، على الرغم من انني لم أره من قبل في حياتي .
بالطبع أنا التي تبدو مثلَ الحيوان آكل الأعشاب الآن .
"دعني التقي بها !"
عندما رفعتُ صوتي مرة أخرى ظهر شخصٌ آخر من الخلف .
ظهر فجأة من الخلف و بدون إصدار صوت خطوة واحدة .
كان يلف عينيه ليجد الجاني الرئيسي بوجه منزعج و هو واضعٌ سيجارة غليون في فمه مُرتدياً ثياب رقيقة .
"كنتُ اتسائل من أحدثَ الكثير من الضوضاء ، لملذا لا يُمكنني رؤية أي شخص ؟"
"في الأسفل هنا !!"
كنتُ اتسائل إن كانت تظاهرت عن عمد بعدم رؤيتي أم لم تراني فعلاً ، لكن لا .. رفعتُ صوتي مرة أخرى .
وجهَت نظراتها إلىّ و ظلت صامتة لبعض الوقت .
و ظلت تنظر إلىّ من أعلى الرأس حتى أسفل القدمين .
لقد كان تريد أن تعرف من أنا و أي شخص أكون .
ثم بعد فترة ، نفثت الدخان من الغليون و نظرت إلىَّ و كأنها كانت تنظر إلى شخصٍ غريب .
"نعم ، طفلة ترتدي ملابس قديمة و متهالكة ، ماذا تريدين ان تفعلي ؟"
"أرجوكِ خذيني إلى الأعلى ، سأعطي الرئيسة شيئاً تحتاجه !"
نفثَت الدخان مرة أخرى .
لقد غطى الدخان الأبيض وجهها لدرجة أنني لم أعد قادرة على تحديد تعبيرها ، لقد سئمتُ .
لذلكَ فتحتُ الحقيبة بسرعة و أخرجتُ الوثائق .
"سمعتُ المدير يقول أن هذه الوثيقة لا يجب أن تكون في يد الرئيسة ، لذا أخذتُها و أحضرتها . ألا تحتاج إليها ؟"
إن كنتَ تريدني فخذني .
إن هذا الأمر يمنحني مكاناً للعيش فيه و يمنحني الخطوة التالية لتغيير القصة .
نظرتُ إليها بيأس و لكنني لم أستطع رؤية وجهها بشكل جيد بسبب الدخان الغريب الذي كان موجود .
مدت يدها إلىَّ .
إذا كانت حالتي طبيعية ، لكنتُ قد إتخذتُ قراراً بعدم تسليمها على الفور ، لكن الآن .. لم يكن لدىّ القدرة على القيام بذلكَ .