الجزء الثاني من رواية همسات العشق
عشق يفوق الوصف، لتصبح همساته بلسمًا شافيًا لجروح الزمان.
"فأذاقني النجوى"
#للكاتبة/ فاطمة علي شاهين.
بدأت الثلاثية في ٢٥/٥/٢٠٢١
انتهت في ٩/٩/٢٠٢٤
رمضان جانا وفرحنا به... بعد غيابه... أهلا رمضان رمضان جانا... أهو جه يا ولاد... هيصوا يا ولاد... في كل عام ويانا معاد... وعمره ما بيخلف بمعاد... أهو جه يا ولاد أهو جه يا ولاد...
صدحت النغمات من كل الأرجاء بالشوارع، فهذا أول يوم من الشهر الكريم، سرت رجفة في أجساد كل المسلمين، تلك الرجفة السعيدة التي نشعر بها بهذا اليوم، تلك الراحة المنبعثة من قلوبنا ونحن نشعر ببركة المولى عز وجل تنتشر بين الأرجاء مبعثة في النفوس السكينة والسرور، ترى في الشوارع رجالًا يوزعون أطباق الطعام بشتَّى الأصناف على الموائد الرحمانية، وتراهم يركضون خلف السيارات يوزعون عليها العصائر من قمر الدين والخروب والتمر هندي والبلح باللبن أيضًا وذلك مع اقتراب آذان المغرب، فياله من منظر بهيج أبعث في نفسك السعادة والاشتياق لتلك الأيام المباركة.
وفي قصر الطنطاوي الكبير... اصطف الجميع على طول المائدة الكبيرة يجلسون متجاورين، في الصف الأيمن ترى أمير وزوجته نيرة، يجلس على قدمها ابنهما (بشَّار) الذي اختطف قطعة من اللحم يأكلها غير مبالٍ بمن حوله، وبجوارهم جلست هاجر متجاورة لزوجها وائل الذي كان منهمكًا بإعطاء صغيريه (معاذ وعلي) المال حتى يخرجوا ليبتاعوا ما يريدون من حلوى وسكاكر، وفوانيس رمضان للأطفال.
اقترب معاذ من والده وهو يختطف ورقة نقدية أخرى من يده قائلًا: هات العشرة جنيه دي كمان يا بابا.
وقبل أن يركض الصغير جذبه وائل من مؤخرة رأسه قائلًا: خد ياض يابن النصابة، ورحمة أبويا هي العشرين جنيه دي ليك أنت واخوك الصغير متبقاش طماع وتلهفها لوحدك، لو اخوك جالي بيعيط إنك مجبتلوش حاجة حلوة هزعلك ماشي.
معاذ بتذمر: خلاص ماشي. أخرج معاذ رأسه من قبضة أبيه ثم أمسك يد أخيه الصغير علي وجريا سويًا خارج القصر.
