الفصل الثاني والعشرون

1.6K 60 10
                                    

فأذاقني النجوى
ــــــــــــــــــــــــــــــ

نظر إليها طويلًا، وللحظات بات مأخوذًا بضحكاتها الرنانة التي تعالت فور انتهائه من الحديث، وقف يراقبها وهي تضحك بسخرية وتهكم صريحين لكنه لم يهتم، حتى وإن كانت تسخر فضحكاتها لا تُقاوَم.

نظرت إليه بعدما صمتت لتقول باستهزاء: أنت جاي تهزر وانا مش فضيالك، فرصة سعيدة.

لوحت له بكفها بخفة واستدارت لترحل لكنه أوقفها وهو يهتف بثقة: لما هنشتغل مع بعض أول حاجة هتعرفيها عني إني مش بهزر.

نظرت إليه باستغراب قائلة: أنت بتتكلم بجد! أنت عايزني اعلمك تدريب الأسود؟!

أماء برأسه بصمت لتهز رأسها قائلة بنفي قاطع: انسى.. ده انتحار!

عصام بقوة: وهو اللي بتعمليه انتي مسموش انتحار؟ انتي بتدربي أسود برية مفترسة لو بس غلطتي غلطة صغيرة معاها دمك هيكون سايح، بتدخلي كل فقرة والتانية وانتي شايلة روحك على كفك وعارفة إنك احتمال كبير مش هتطلعي من القفص عايشة، يبقى ده مش انتحار!

رفعت رأسها بأنفة لتقول بثقة: متقارنش نفسك بواحدة بتدرب أسود وبتلعب مع التعابين من وهي عندها ست سنين، انا مبغلطش، وحتى لو غلطت ودمي ساح.. ايه يعني!

عقد حاجبيه يقول بدهشة: ايه يعني! للدرجادي بايعة حياتك.

هتفت فيه بقوة تنهي ذلك الجدل: انا معنديش حياة أصلا، ودلوقتي اتفضل مع السلامة عشان عندي عرض كمان عشر دقايق.

وضع كفيه بجيب بنطاله ليقول بهدوء: مش همشي غير لما نتفق، انا هشتغل معاكي يعني هشتغل معاكي!!

عقدت حاجبيها قليلًا وهي تطالعه بغرابة لكنها هتفت بتساؤل: لو عايز تشتغل في السيرك قدامك بدل اللعبة مية، اشمعنى تدريب الأسود؟!

عصام: بحب الخطر.

صاحت فيه بحنق: احنا مش بنلعب هنا، هنا مفيش بحب وبكره، هنا الغلطة بحياة بني آدم.

عصام بتأكيد: وعشان السبب ده تحديدا هتعلميني تدريب الأسود.

رمقته بنظرة جامدة وبدون تعبير لتستدير وهي تخرج من الغرفة لكن قبل أن تخطو للخارج هتفت وهي توليه ظهرها: تعلالي الخميس الجاي الساعة ستة.

ابتسم بانتشاء لكنه هتف بسرعة قبل أن ترحل: معرفتش اسمك ايه!

نظرت إليه بنظرة ثاقبة نافذة وهي ممسكة بإطار الباب تقف بهيئتها المسلحة لتقول قبل أن تختفي من أمامه: هتعرف في الوقت المناسب !!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حركت ساقيها العاريتين بدلال من أسفل الغطاء، تمطعت كقطة صغيرة وهي تميل على جانبها الأيمن مستندة برأسها فوق كفها، ترتسم فوق شفتيها أجمل ابتسامة للحوريات، وعيناها تلتمعان كنجومٍ لامعة في سماء كحيلة، لمعة السعادة والانتشاء، مررت عينيها فوق ملامحه وهو ينام على ظهره مسترخيًا يغط في نوم عميق، نام كمن لم ينم منذ سنين وأخيرًا أبصر الراحة الكبرى، زالت تعقيدة الحاجبين وعبوس الوجه وتبدلا بملامح طفل برئ كاسمه.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن