الفصل السادس والعشرون

1.7K 63 12
                                    

فأذاقني النجوى
ـــــــــــــــــــــــــــــ

- حامل ازاي وانتي شايلة الرحم؟!!

التفتت حور تواجه أحمد عقب جملته المصدومة، قالت بخفوت وهي تتهرب من عينيه: مشلتهوش.
أحمد: ازاي وانتي قلتيلي إنك شلتيه في ولادتك في مهد، والدكتور.....

قاطعته قائلة باضطراب: أنا اللي قولت للدكتور يفهمك كده.
اتسعت عينا أحمد ليهتف بحدة وهو يشير لنفسه: يعني كنتي بتخدعيني!

حور بضيق: اسكت يا أحمد أنت مش فاهم حاجه.
أحمد: مش فاهم ايه! انتي واعية للي عملتيه، انتي ناسية اللي حصلك في حملك في مهد وانك كنتي هتموتي!

التفتت بسرعة وهي تضع كفها فوق فمه لتهمس بتوسل: أبوس ايدك بلاش الكلام ده، براء لو سمعك هتبقى مصيبة!

دفع يدها بصدمة أكبر ليقول: انتي كمان مقولتلوش؟ مستنية تقوليله امتى؟ وهو بيدفن جثتك.

تنهدت حور بوجع تتذكر سنوات العذاب التي عاشتها، تتذكر كل مرة كانت تواجه بها الموت وهي تصرخ باسم حبيبها لكنه لا يجيب، ولولا لطف الله ورحمته لكانت رفاتًا تذروها الرياح منذ زمن، ولعل طفلها الحبيب كان سيفنى معها.

تحدثت حور بألم مولية ظهرها لأخيها: مش هقوله يا أحمد، أنت مشوفتش فرحته بالطفل كانت عاملة ازاي.

أحمد بنبرة قوية: اللي في بطنك ده لازم ينزل.
استدارت حور لتقول بحزم: مش هنزله، عايزني أحرم براء من سعادته للمرة التانية؟

أحمد بصراخ حاد: دايما انتي اللي بتفكري فيه، قوليلي هو امتى فكر فيكي؟ قوليلي مرة واحدة بس فكر فيها في سعادتك.

كادت تعنفه على حديثه السيء عن برائها، لكنها تصنمت وانسحب الهواء من حولها وهي تراه يقف عند الباب يطالعها بملامح جامدة، استدار أحمد يرمقه ليهتف بسخرية: أنت شرفت، طب كويس عشان مفيش حاجه تستخبى تاني.

- أحمد.. اسكت.
صاحت فيه حور بحزم وهي تمسك ذراعه ليهتف براء بنبرة خافتة مرعبة: اسكتي انتي!!

أجفلت ونظرت له بخوف وهو يتقدم واقفًا أمامها، وفي عيناه تسكن نظرة آلمتها، خيبة أمل واستياء، وألم قوي عصف بروحها، قطع أحمد نظراتهما وهو يقف أمام زوج أخته ليهتف بعدائية: عشر سنين عاشتهم حور في عذاب بسببك، عشر سنين وانا الشاهد على تعبها ومعافرتها عشان تكون بخير بس عمري ما غفلت عن عياطها كل ليلة لما باب أوضتها يتقفل عليهاووهي بتنادي باسمك.

شعر براء بقبضة نارية تهرس قلبه وهو ينظر لحور التي جلست على حافة الفراش وهي تغمض عينيها بنفس الألم، نظر لأحمد الذي عاود الحديث بقوة وحزن لحال شقيقته: شهور الحمل كلها كانت محجوزة في المستشفى بتصارع الموت، كان عندها مشكلة في الرحم والحمل في حالتها كان كارثة، مكنش قدامها غير انها تنزله لأنها لو كملت فيه كان احتمال الطفل يتولد ميت، والاحتمال الأكبر هي اللي تموت.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن