الفصل السابع والأربعون

1K 45 0
                                    

فأذاقني النجوى "صغير ضائع"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فتح باب شقة والديه وهو يضع الحقائب التي كان يحملها أرضًا، ثم استدار ليضم كتفيها بذراعه وهو يمسك كفها بكفه، ترتسم فوق محياه ابتسامة متلهفة سعيدة وعيناه تلتمعان بوميض بهي، نظرت له وهي تبتسم بحب ثم سارت معه وهو يسندها للداخل حتى وصلا لغرفته الخاصة، ومن خلفه دلف أبوه وأمه يعلو شجارهما على من يريد أن يحمل الرضيع.

أجلسها أحمد فوق الفراش يسند ظهرها قائلًا بحرص شديد: بالراحة يا حبيبتي.

أسندت فجر ظهرها وهي تتنهد براحة، لقد كانت منذ ساعات تصرخ بوجع لم تعتقد يومًا بأنها ستشعر به أو ستتحمله، للحظات فكرت بأنها ستفارق الحياة دون حتى أن تقر عيناها برؤية وليدها، لكن الله كان قادرًا على أن يجعلها تتحمل وتصبر لتفوز بتلك النظرة وتلك الحياة الجديدة، الجميلة.

دلفت أمه وهي تهتف بفرحة عارمة بعد أن استطاعت أن تمسك بالطفل من بين يدي زوجها: بسم الله ما شاء الله، شوف يا أحمد حلو ازاي.

هتف صالح الذي دلف خلفها: شبه جده الخالق الناطق.

ضحك أحمد وهو يلتقط ولده من كفي أمه لتقول فجر مؤكدة: طبعًا يا بابا يعني هيطلع حلو لمين، وهو أنت قليل بردو.

صاح صالح بانتصار ليهتف في نرمين التي امتعضت ملامحها وهو يشير لفجر: شوفي الناس اللي بتفهم.

قالت نرمين مستنكرة وهي تنظر لفجر: صلي على النبي يا حبيبتي أنتي بتفولي على الواد وعيزاه يطلع شبهه، طب قولي شبهي على الأقل يكون فيه حد حلو في العيلة مش شبه العجوز ده.

هتف صالح بصدمة: مين ده اللي عجوز يا ولية، هو أنا عايش من أيام المماليك ولا ايه، دول هما ستين سنة عُمي، ده أنا فيا صحة عن ابنك ده.

أردف أحمد مؤكدًا حديث والده: صادق ياحج صادق وحياتك، ايه ياما أومال مين اللي كنت بسمعه يعاكس أبويا وأنا صغير ويقوله وشك ولا وش القمر يا أبو أحمد.

قهقه صالح وشاركته فجر بشدة بينما خجلت نرمين لتضرب ولدها على كتفه هاتفة بارتباك: أما إنك قليل الأدب بصحيح، تصدق بقا أنا زعلانة منك.

استدارت تخرج بسرعة من الغرفة ليهتف بها صالح يوقفها: استني بس يا نرمين خدي هنا، والله ما فيه أحلى منك يا أم أحمد.

أسرع صالح خلفها ليسترضيها بينما أحمد وفجر يضحكان بشدة على مظهرهما وكأنهما زوجان في بداية زواجهما يخجلان من بعضهما البعض، نظرت فجر لأحمد لتقول بحبور: شكلهم حلو أوي بجد.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن