الفصل السابع

1.9K 68 16
                                    

فأذاقني النجوى
ــــــــــــــــــــــــــ

- حمدالله على سلامتك.
قالتها تارا وهي تجلس أمام يوسف المُسجى على الفراش ليقول الآخر بابتسامة حبور: الله يسلمك، انتي ايه اخبارك؟

تارا: الحمدلله بخير.
يوسف بجدية: الحيوان اللي اسمه نادر ده اتعرضلك تاني؟!
صمتت تارا قليلًا لتقول بتوتر: حاليًا لاء، بس هو مش هيسكت، انت متعرفش نادر.

يوسف بقوة: طب يفكر بس يقربلك ويشوف اللي هعمله فيه، هندمه انه لمسك في يوم من الأيام.

نظرت إليه تارا مطولًا لتخفض نظراتها قائلة بهمس: ليه كل ده؟

تصنع عدم الفهم ليهتف: ليه ايه؟

نظرت في عينيه بحذر لتقول: ليه عرضت نفسك للخطر عشاني، وليه لسه عايز تحميني رغم إننا مش بنطيق بعض أصلا؟

ضحك يوسف بقوة حتى وضع يده على بطنه مكان الإصابة بتعب ليقول بمشاكسة: طب مانا لسه مش بطيقك.

نظرت له تارا بصدمة لتقول بغضب: يا سلام!!

يوسف بمراوغة: اومااال! اللي عملته ده عمل إنساني يعني لو شوفت كلبة بتتخطف كنت هنقذها بردو.

توسعت عينيها وفغر فوها لتقول بشر: كلبة!! طب شوفلك كلبة بقا تعبرك.

قالتها وهي تلكمه بقوة وغيظ في صدره ليتأوه بضحك، قامت من مكانها واتجهت لتخرج من الغرفة حتى اصطدمت بوالدة يوسف، شهقت والدته حينما كاد كأس العصير أن ينسكب عليها لتهتف: استهدي بالله يا بنتي، مش هتشربي العصير؟

نظرت ليوسف بغيظ لتهتف من بين أسنانها: شربيه لأبنك بالسم الهاري.

ثم خرجت من الغرفة مغادرة منزله تمامًا وهي تسبه وتلعن ذاتها أنها أرادت الاطمئنان عليه.

نظرت والدته له لتقول بدهشة: مالها دي يا يوسف!!
لم يجبها يوسف لكنه استمر في الضحك وهو يطالع طيفها بابتسامة محبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصل قاسم إلى منزله ليوقف السيارة ثم ترجل منها واتجه للباب الخلفي، فتحه وسحب غصون ليحملها بين ذراعيه بحرص كأنما يحمل لوحًا من الزجاج الهش يخشى عليه من الكسر، اتجه إلى البناية التي يقطن بها وهو يحمد الله أن الوقت صار متأخرًا وأغلب الناس نيام حتى لا يثير الشبهات حوله بقدومه ليلًا يحمل فتاة غير معروفة ويتجه بها لشقته.

صعد درجات السلم وهو ينظر لوجهها المليء بالكدمات والجروح وشعور بالشفقة يشمل قلبه، أقسم أن يذيق هذا البغل وامرأته الخرتيتة أشد أنواع العذاب لما فعلوه بذلك الغصن الحزين رغم نور وجهه، الجميل رغم جراحه الدامية.

توقف أمام الشقة ولم يستطع إخراج المفتاح من جيبه بسبب حمله الفتاة ليركل الباب بقدمه عدة ركلات قوية حتى فتحت والدته، شهقت بذعر وهي تهتف: ايه اللي حصل يا قاسم؟!

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن